وقال نائب مدير البرامج في هيومن رايتس ووتش "توم بورتيوس": إن رد فعل واشنطن والعواصم الأوروبية إزاء ما تقترفه قوات الاحتلال في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول هو الصمت.
وقارن بورتيوس بين تعاطي أميركا وحلفائها الغربيين مع الحرب الروسية الأوكرانية المستعرة منذ نحو 18 شهرا، وموقفهم من الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة والحصار الذي تفرضه على سكان القطاع، الذي قال إنه يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي ويمثل جريمة حرب، وفق ما نقلته الجزيرة.
واتهم بورتيوس الدول الغربية بالنفاق وانتهاج معايير مزدوجة في التعاطي مع الحرب في أوكرانيا والحرب على غزة على نحو واضح وصارخ.
وحذر من أن ذلك من شأنه تقويض ما حققته المنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان وبعض الدول خلال سنوات من العمل المضني لتعزيز وتوحيد المعايير المصممة لحماية المدنيين المحاصرين في مناطق النزاعات حول العالم.
وقال إن الدول الغربية ما فتئت تؤكد لبقية العالم على مدى عام ونصف العام خلال جهودها الرامية إلى حشد الدعم الدولي لأوكرانيا وعزل روسيا، على أهمية التمسك بالقواعد التي تحكم الصراع المسلح في سياق الحرب الأوكرانية، لكن العالم يرى الآن الصمت الغربي على الأضرار المدمرة التي لحقت بالمدنيين بسبب الحصار والهجمات الإسرائيلية قطاع غزة.
وتساءل المسؤول في المنظمة “أين الإدانات الصريحة للحصار القاسي والمشدد المفروض على غزة منذ 16 عاما، الذي يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي، وجريمة حرب؟ أين الغضب من تصريحات القادة السياسيين الإسرائيليين التي لا تفرق بين المدنيين والمقاتلين في غزة، حتى وهم يصدرون أوامرهم بتكثيف القصف على القطاع ذي الكثافة السكانية العالية، ويحولون مباني المدن والأحياء إلى أنقاض؟ أين الدعوات الواضحة والصريحة التي تطالب إسرائيل باحترام القانون الدولي خلال حربها على غزة، ناهيك عن الدعوة لمساءلتها؟”
وقال بورتيوس إن على الدول الغربية إذا كانت تريد إقناع بقية العالم بتصديق ما تقوله حول القيم وحقوق الإنسان والقوانين الدولية التي تحكم الصراع المسلح، أن تطبق المبادئ العالمية نفسها إزاء استهتار إسرائيل الوحشي بحياة المدنيين في غزة، على غرار ما تفعل مع روسيا وحماس.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ14 من عدوانه على غزة قصف المناطق السكنية مما أسفر عن استشهاد أكثر من 3800 وإصابة أكثر من 12 ألف جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء.