وأضاف عبداللهيان: هناك جهود مكثفة في المنطقة للحيلولة دون اتساع دائرة الحرب، لكن فيما يخص المقاومة، وعندما نتحدث عن المقاومة اليوم لا نعني حزب الله في لبنان فقط، فان الاطراف المقابلة يعلمون جيدا بأن حركات المقاومة قد نظمت صفوفها بصورة ذاتية وفي كافة ارجاء المنطقة، من اجل صيانة استقلال دول (المنطقة) والتصدي للاعتداءات الصهيونية المتكررة.
واضاف امير عبداللهيان، ان اتساع رقعة الحرب في محور المقاومة سيؤدي لوحده الى رسم معالم جديدة تغير الخارطة الجغرافية للكيان الصهيوني المحتل، وان قادة (محور) المقاومة لن يسمحوا بأن يفعل الكيان الصهيوني ما يحلو له في غزة ويتجه بعد الانتهاء من غزة، ليتفرغ لباقي محاور المقاومة في المنطقة.
وأكد وزير الخارجية الايراني ان "جميع الخطوات الاستباقية واردة خلال الساعات القادمة".
وفيما يتعلق باحتمال دخول ايران الحرب قال امير عبداللهيان "كل الاحتمالات يمكن تصورها، أوكد مرة أخرى انه لا يمكن لأي طرف ان يقف موقف المتفرج فقط على استمرار هذه الجريمة وهذه الاوضاع"، وتابع "بعد شهور من التداول بأن السعودية تريد التطبيع مع الكيان الصهيوني نشاهد الآن وفي هذه المرحلة موقفا منطقيا ومقبولا من السعودية".
وشدد وزير الخارجية الايراني "ان الصهاينة قد اختاروا أسوأ واضعف طريقة للتعامل، وهي الابادة الجماعية وارتكاب المجازر ضد النساء والاطفال، ان ايران لم ترحب ابدا باتساع رقعة الحرب وان جهودنا ترتكز على احقاق حقوق الفلسطينيين وعدم اتساع الحرب"، واضاف "لقد قلنا بصراحة للاميركيين، وأود ان اعلن ايضا بأنه لا يمكن للأميركيين ان يقفوا موقف الداعين الى ضبط النفس، وان يرسلوا الرسائل باستمرار بأنهم لا يريدون اتساع رقعة الحرب لكنهم يقفوا بكامل قامتهم الى جانب المحتلين الصهاينة ومجرمي الحرب الاسرائيليين، ولا يقوموا بأي تحرك لوقف جرائم الحرب المنظمة التي ترتكبها اسرائيل والتشديد الكامل للحصار الانساني المطبق على غزة بصورة 360 درجة، فيما يتعلق بالاحتياجات الاساسية كالماء والغذاء والدواء.
واضاف "أود ان أوجه تحذيرا للأميركيين بأن يوقفوا قبل فوات الأوان، المجازر ضد النساء والاطفال والمدنيين، بدلا من ارسال الرسائل المنافقة".
وأشار الى استخدام الكيان الصهيوني للقنابل الفسفورية في غزة، قائلا "اذا لم ندافع اليوم عن غزة فسوف نضطر للدفاع أمام هذه القنابل وهي تسقط على مستشفيات الاطفال في جميع مدننا، لقد كان لسماحة السيد نصرالله تعبير دقيق حينما قال بأنه يمكن ان يقول البعض في لبنان بأننا يجب ان لا ندخل الحرب، لكن اذا لم نقم كحزب الله بخطوة استباقية، ان كانت ضرورية، فاننا يجب ان نحارب غدا في بيروت، الصهاينة والعملاء والعسكريين الصهاينة".
كما نوه وزير الخارجية الايراني الى محادثات جرت بينه وبين عدد من نظرائه الاجانب ومنهم وزير الخارجية الايرلندي الذي نقل رسالة غربية الى ايران، وقال "قلت له بصراحة، ابلغوا الاطراف الاميركية والغربية بأن يحكموا بانصاف، نحن لا نصدر الاوامر لقوى المقاومة في المنطقة، انهم يتخذون القرارات بأنفسهم وينفذونها بأنفسهم".
وفيما أكد امير عبداللهيان بأن الوقت يداهم بسرعة قال محذرا "اذا استمرت جرائم الحرب ضد المدنيين الابرياء في غزة ولم يشاهد العالم وقفا فوريا لهذه الجريمة، فان جبهات جديدة ستفتح ولا يمكن تجنب ذلك".
واعتبر بأن العالم اليوم هو مجموعة مترابطة بالكامل، فلماذا تؤثر الحرب الاوكرانية على الاقتصاد العالمي برمته؟ لأن انعدام الامن في جزء من العالم سيترك تاثيرا على العالم الذي اصبح مترابطا، وفيما يتعلق بفلسطين المحتلة فان القوانين الدولية الخاصة بالاراضي المحتلة تطبق هناك، والقانون الدلي يعتبر الاحتلال حالة مؤقتة وهذا يعني حتى اذا استمر ذلك الاحتلال 70 أو 80 سنة فان تلك البلاد يجب ان تتخلص من الاحتلال في نهاية المطاف، لكن الطموحات الصهيونية تستهدف المنطقة برمتها، فعندما يحصل الصهاينة على فرصة نجدهم يغتالون علمائنا النووين ونخبنا في قلب شوارع طهران، فلذلك لا يمكننا ان لا نكترث بوجود مثل هذه الغدة السرطانية، عندما يهدد نتنياهو بسلوكه غير المتزن وبصراحة بأنه سيفعل كذا وكذا في ايران، فلا يمكنكم ان تكونوا غير مكترثين بذلك.
وتابع أمير عبداللهيان "ان البعض كان يقول بأن السعودية كانت على مقربة من التطبيع مع الكيان الصهيوني، لكن عندما تحدثت مع ولي العهد السعودي والمسؤولين السعوديين سمعت منهم كلاما آخر ايضا، انهم عندما ينظرون بأن هذه الاوضاع تؤثر على الأمن والاقتصاد في السعودية، فأين هي جذور ذلك؟ ان الجميع في المنطقة متفقين على ان جذور انعدام الامن والاستقرار في المنطقة وتعرضها للاضرار، تعود الى هذه الغدة السرطانية التي تسمى الكيان الصهيوني، وهو كيان غير مشروع ويتصرف هكذا "وتساءل" في أي مكان في العالم يهاجمون النساء والاطفال بأفظع الطرق وحشية، في مقابل عملية للمقاومة ضد الاحتلال؟".