وقال كنعاني : لقد شهدنا أوضاعا مؤلمة في قطاع غزة. إننا نشهد في الأيام الأخيرة لحظات مقاومة تاريخية وحساسة لشعب غيور يعود عمره إلى ألف عام في فلسطين.
وأضاف: اليوم سماء غزة مليئة بالدخان والأرض مليئة بالدماء. وللأسف فإن تاريخ أكثر من سبعين عاما من الاحتلال الصهاينة يعيد نفسه مرة أخرى، وهم يواجهون رد الفعل الطبيعي للشعب الفلسطيني.
وتابع: الفلسطينيون اليوم هم أكثر شعب مظلوما في العالم.الشعب الذي يواجه عدوًا قاسيًا وشريرًا وخبيثًا.. واليوم نرى صرخة شجاعة ومظلومية الشعب الفلسطيني من كلمات اوصرخات لفتيات الفلسطينيات المظلومات ووجوه أطفال غزة الملطخة بالدماء.. واليوم نرى نفاق المتشدقين بحقوق الإنسان من نافذة غزة الدموية بشكل أوضح من أي وقت مضى.
وأضاف، إن عملية المقاومة كانت الحق الطبيعي للرد على جرائم الكيان الصهيوني وأعماله الاستفزازية ضد المسجد الأقصى والأسرى الفلسطينيين، وفصائل المقاومة الفلسطينية تحظى بدعم الشعب الفلسطيني.
وأكد أن الكيان الصهيوني خسر اللعبة وإن ما حدث هو فشل ذريع لأجهزة استخبارات وأمن الكيان الصهيوني الذي استخدم كل طاقته لمواجهة الشعب الفلسطيني للتعويض عن هذا الفشل، محذرا ان استمرار السلوك الإسرائيلي سيجر المنطقة إلى أزمة ويهدد الأمن الاقليمي.
واعتبر ان ما يحدث في غزة جريمة حرب، وقطع الماء والكهرباء ومنع دخول الغذاء والدواء مخالف لمعايير حقوق الإنسان، مضيفا: إننا نشهد دعما للشعب الفلسطيني من قبل دول العالم، لافتا إن استمرار هذا النهج الغاشم يمكن أن يؤجج أجواء المنطقة ويخرج الوضع عن السيطرة.
واكد ان إيران تقوم بمساعي دبلوماسية حثيثة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وجرائمه بحق الفلسطينيين وإيصال المساعدات، وهي جدية في مساعيها ومن المقرر أن يعقد اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء المقبل في جدة.
وأضاف، أن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لا يخلق الأمن لأي طرف في المنطقة، ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن تطبيع العلاقات لا يمكن أن يوقف جرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني، قائلا: إن محاولة وتحرك البعض نحو تطبيع العلاقات مع الكيان ليس له أي تأثير على إرادة الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه ولقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في عملية طوفان الأقصى أنها تملك القدرة والإرادة اللازمة لتحرير أرضها.
وأشار إلى ان اليوم يصادف يوم الغذاء العالمي ونرى أن الصهاينة حرموا الأطفال الفلسطينيين المظلومين من الوصول إلى احتياجاتهم الأساسية، معربا عن اسفه من أن الذين يتشدقون الدفاع عن حقوق الإنسان ويحاولون وراء تحقيق أغراضهم السياسية بهذا الشعار، يتجاهلون صور المجازر في غزة.
وتسائل: هل ترون ما يحدث في هذه المنطقة؟ أليس لهؤلاء الأطفال حقوق لدي الغرب والأنظمة التي تضع دعم الصهاينة في المبادئ الثابتة لسياستها الخارجية؟ هل تشمل حقوق الإنسان وضع الفلسطينيين؟ هل لهؤلاء المظلومين الحق في التمتع من حقوق الإنسان الأساسية والطبيعية؟ هل سيشكل الغربيون لجنة تقصي حقائق بهذا الخصوص؟ هل سيحاكمون الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية؟
ودعا حماة الكيان الصهيوني أن يستجيبوا للرأي العام العالمي، مؤكدا أن مسؤولية الدول الداعمة للكيان الصهيوني لا تقل عن مسؤولية الكيان تجاه الجرائم التي تمارس ضد الفلسطينيين.
وأضاف: ان على الحكومات والمحافل الدولية دعم فلسطين، وإيران، باعتبارها دولة مسؤولة وملتزمة بمتابعة المظلومين في العالم، قامت بمتابعة دعم الفلسطينيين دائما وخلال السنوات الماضية. وكثفت جهودها الإقليمية والدولية، وتقوم حاليا بمساعي دبلوماسية حثيثة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة وجرائمه بحق الفلسطينيين وإيصال المساعدات لهم.
واعتبر وقف الجرائم الصهيونية ضد غزة وإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ووقف قصف المناطق السكنية والبنى التحتية الحيوية أولوية قصوى وقال للأسف، شهدنا اليوم عددا مروعا من الشهداء الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال.
وقال: إن إيران بدأت جهودها الدبلوماسية منذ بداية عملية طوفان الاقصى، مشيرا الى إن المحادثات الهاتفية لوزير الخارجية الإيراني مع الدول الإسلامية والإقليمية والدول التي تلعب دورا في مجلس الأمن ومن بينها روسيا والصين، والاتصالات والمراسلات مع الأمين العام للأمم المتحدة والتأكيد على مسؤولية تلك المنظمة ومجلس الأمن، ورسالة المبادرة الإيرانية بشأن ضرورة عقد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي وإعلان الاستعداد لاستضافة هذا الاجتماع ، يعتبر من إجراءات ايران بهذا الشأن في هذه الفترة.
وأضاف: عقد وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان اجتماعا مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وذلك على هامش جولته الإقليمية.
وتابع قائلا : اجرى رئيس الجمهورية آية الله ابراهيم رئيسي، اتصالات مع كبار المسؤولين في بعض الدول، وتقرر عقد اجتماع منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء المقبل على مستوى وزارة الخارجية في جدة.نتيجة للمباحثات التي أجريت، لافتا أن عددا كبيرا من وزراء الخارجية أعلنوا استعدادهم لحضور هذا الاجتماع، وهي فرصة جيدة لتوجيه اهتمام الدول الإسلامية بشكل خاص نحو التطورات في فلسطين، وستستمر جهود إيران الدبلوماسية في هذا الصدد.
وقال متحدث الخارجية: توثيق هذه الجرائم ضرورة ويمكن للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية أن تلعب دورًا ومن الممكن في المستقبل القريب متابعة هذه التوثيقات بشكل جدي حتى تتم محاكمة المجرمين الصهاينة في المحاكم الدولية.
وأضاف: أن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يلعب دوراً أساسياً في هذا المجال، وعليهم أن يلعبوا دورهم بشكل جيد، ومفاوضاتنا مع روسيا والصين كعضوين دائمين في هذا المجلس تسير أيضاً في هذا الاتجاه.
وقال: نحن جميعا نشعر بالقلق إزاء اتساع الأزمة، ونتشاور مع الدول المختلفة في هذا الصدد، ونأمل أن يتصرف المجتمع الدولي بمسؤولية في هذه الفترة الزمنية ونعتقد أن السبب الرئيسي للأزمة والتوتر في المنطقة هو الاحتلال، وطالما أن مبدأ الاحتلال موجود ويدعمه البعض، فسيكون هناك توتر وانعدام أمن في المنطقة.
فيما يتعلق بعملية تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني وبعض دول المنطقة، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية: ظن البعض أن أمنهم سيضمن في ظل تطبيع العلاقات مع الكيان، لكن الآن فهم يصلون إلي هذه النتيجة أن هذا الكيان غير قادر على ضمان أمنه، مضيفا أن رغبة البعض في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني لن تؤثر على قرار الشعب الفلسطيني بمواجهة الكيان وتحرير أرضه وإحقاق حقوقه المغتصبة.