وخصت الصحف في أعدادها الصادرة، في نهاية الأسبوع المنصرم، عناوينها وصفحاتها لتداعيات معركة طوفان الأقصى على سكان الغلاف، الذين يبلغ عددهم 60 ألفا، تم إجلاؤهم من 22 مستوطنة، فيما بات يعرف إسرائيليا بأحداث "السبت الأسود".
وعنونت صحيفة "دمار كر" في عدد نهاية الأسبوع، تقريرها بـ"الفكرة ليست مغادرة وهجرة غلاف غزة، بل مغادرة البلاد".
وقال باروخ باخر الذي يعيش في كيبوتس باري في "غلاف غزة" منذ عام 1956، وتم إجلاؤه منه إلى فندق في البحر الميت بعد إنقاذه من المعارك: "لن أعود وعائلتي إلى الغلاف في هذه المرحلة، حتى نستفيق من الصدمة".
وأضاف "لقد مررنا بجميع حروب إسرائيل، لكننا لم نشهد شيئا كهذا من قبل.. كانت حياتنا في خطر داهم، ونشعر وكأننا من بقايا النزوح، وسنكون من الآن فصاعدا سكان بلدة مختلفة".
وقالت إسرائيلية أخرى -فضلت عدم الكشف عن هويتها- وتقيم في مستوطنة “سديه نيتسان”، ومقيمة حاليا في إيلات: “نحن نعيش على بعد 7 كيلومترات من السياج الحدودي مع غزة، ومع ذلك تمكن المسلحون من الدخول، والشعور بالأمن في غلاف غزة معدوم”.
وتابعت “استغرق وصول الجيش وقتا طويلا، مما جعل نتائج المعركة كارثية علينا، وشعرنا بأن الدولة ومؤسساتها تخلّوا عنا”، وأردفت “نجاح حماس في الدخول والقيام بما فعلته، أمر لا يمكن فهمه”.
وأكملت “كنا نعلم أنه بمجرد أن تطأ قدم مسلح فوق السياج، سيقفز الجيش، وإذا لم يكن في غضون 5 دقائق، ففي غضون نصف ساعة، لكن 10 ساعات؟، نحن من دافعنا عن أنفسنا وليس الجيش”.
وعند سؤالها ما إذا كانت المرة الأولى التي تفكر فيها بمغادرة “سديه نيتسان”، أجابت “الفكرة ليست مغادرة المستوطنة، بل البلد إسرائيل، والدولة تخلت عني، وليس لدي أي طريقة لحماية أطفالي”.
لا يقتصر تطلع عدم العودة إلى مستوطنات غلاف غزة على العائلات والسكان، بل حتى على بعض القيادات المحلية هناك.
ومن جهته، أوضح عضو الكنيست السابق عن حزب “هناك مستقبل” حاييم يلين أن “هذا هو الثمن الذي يدفعه الاستيطان الصهيوني في غلاف غزة، عندما تفقد الأمن والأمان، وتشعر أنك تعيش في دائرة الخطر وفي ظل عجز وفشل الدولة على توفير الأمن”.
ومن جهتها، قالت مراسلة صحيفة “هآرتس”، إن “الكثيرين من سكان الغلاف يتساءلون مرارا وتكرارا، أين نعود، ولماذا نعود؟
وبدأت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، معركة طوفان الأقصى، فجر السبت (السابع من أكتوبر) بسلسلة من عمليات اقتحام المجاهدين للمغتصبات، والمواقع العسكرية في غلاف غزة.
ومنذ انطلاق المعركة، اعترف العدو (في حصيلة غير نهائية) بارتفاع أعداد القتلى الصهاينة إلى 1300، وإصابة أكثر من 3100، منهم 23 موتا سريريا، و340 بحالة خطيرة.
ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال شن عدوان انتقامي على المدنيين في قطاع غزة، بعد فشله في مواجهة المقاومين، مطلقا عدوانا غاشما أطلق عليه “عملية السيوف الحديدية”.
وتسبب هذا العدوان باستشهاد أكثر من 2200 فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حين تجاوز عدد الإصابات 7 آلاف جريح وتهجير الآلاف داخل القطاع.