وخلف الهجوم المباغت الذي شنته حماس يوم السبت، وقام مقاتلوها خلاله بالعبور من قطاع غزة برا وبحرا وجوا، أكثر من 1200 قتيل في صفوف المستوطنين وجنود الجيش الاسرائيلي.
وفي منشور على منصة "إكس" شوهد ملايين المرات، كتبت زيديك "تحدثت مع بعض الجنود هنا، قالوا ان ما شاهدوه خلال تفقدهم (المستوطنات) هو جثث أطفال قطعت رؤوسهم وعائلات قتل افراها بالرصاص أثناء كانوا نياما في أسرتهم".
وأضافت "نستطيع أن نرى هؤلاء الجنود الان وهم يعزون بعضهم البعض".
كما تم تصويرها وهي تتحدث مع نائب قائد الوحدة 71 ديفيد بن زيون، والذي وصف مقاتلي حركة حماس بانهم "عدوانيون" و"سيئون جدا".
وقال "انهم يقطعون الرؤوس.. رؤوس الأطفال والنساء".
وفي بث مباشر قالت زيديك ان "40 طفلا اخرجوا على نقالات"، ومن هنا جاء الرقم 40 الذي تم تداوله على نطاق واسع.
"سي إن إن" تقود الجوقة
تلقفت "سي إن إن" التي أعلنت منذ الاول للحرب انحيازها التام لإسرائيل ما ذكرته زيديك، وراحت تستفتي عشرات المسؤولين الاسرائيليين والاميركيين طالبة منهم التعليق على "الجريمة الفظيعة والارهابية" التي ارتكبتها حماس.
تجاهلت القناة الشهيرة احد اهم مبادئها التي تتباهى بها حول التدقيق في مصداقية الاخبار التي تنشرها، وذلك في سلوك غير مسبوق، اللهم سوى في حالة انحيازها لاوكرانيا في الحرب الدائرة مع روسيا.
بل وحتى إن مراسليها وصحفييها ومذيعيها شوهدوا في العديد من اللقطات الحية وهم ينتحبون ويبكون لدى سماعهم بامر قطع رؤوس الاطفال!، ومن هنا تدجرحت كرة الثلج خصوصا بعدما تلقفت المحطات الاميركية الاخرى القصة باعتبارها حقيقة مسلما بها.
وفي مقابلة مع قناة سكاي نيوز مساء الثلاثاء، قال وزير الاقتصاد الاسرائيلي نير بركات مرددا نفس المزاعم "راينا الان.. سمعنا ان 40 ولدا صغيرا بعضهم دفنوا احياء، وبعضهم قطعت رؤوسهم، وبعضهم قتلوا برصاصات في الراس".
وقالت قناة "سي بي اس" الأربعاء، ان يوسي لانداو، رئيس العمليات في منظمة زاكا للبحث والانقاذ التطوعية، اكد لها انه "راى بنفسه" بالغين واطفالا مقطوعي الرؤوس.
الجيش الاسرائيلي ينفي
وحين طلبت وسائل إعلام من بينها قناة "سكاي نيوز" البريطانية من الجيش الاسرائيلي التعليق على ما ذكرته زيديك حول قطع رؤوس 40 طفلا، جاء الرد التالي "لا نستطيع تاكيد اعداد (القتلى). ما حدث في كيبوتس كفارعزة مجزرة تم خلاله قتل نساء واولاد واطفال ومسنون بوحشية على طريقة داعش".
واستدرك قائلا ان التقارير حول عمليات قطع الرؤوس "لم تتاكد".
وفي سياق متصل، اكد المصور الصحافي الإسرائيلي أورين زيف، والذي شارك في الجولة التي نظمها الجيش، انه لم يشاهد اي دليل على الادعاءات حول قطع الرؤوس.
واضاف في منشور على منصة "اكس"، انه سمح للصحافيين بالتحدث مع الجنود خلال الجولة دون رقابة، ولم يؤكد اي منهما هذه المزاعم.
وأكد ايضا أن الجنود الذي تحدث معهم شخصيا في مستوطنة كفار عازاة لم يذكروا شيئا عن قطع رؤوس الاطفال.
وتوقع زيف ان تقوم اسرائيل باستخدام هذه المزاعم لتبرير تصعيد قصفها على غزة، وكذلك الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين هناك.
وفي هذا السياق، تناولت صحيفة “ذي ديلي تلغراف” البريطانية هذا الخبر تحت عنوان “حماس تذبح الأطفال”.
وعلى خطاها، سارت صحيفتا “مترو” و”التايمز” اللتان تحدثتا عن قيام حماس بإعدام 40 طفلا إسرائيليا.
في المقابل، تشرح سكاي نيوز سبب عدم تغطيتها لادعاءات “قطع رؤوس الأطفال” بقولها: “لم نر دليلاً على ذلك… لقد طلبنا من الجيش الإسرائيلي ثلاث مرات تأكيد ذلك… ولم يفعلوا ذلك بعد”.
وبدأت شرارة تقارير “رؤوس مقطوعة” بما نقلته نيكول زيديك مراسلة قناة i24 التي تبثّ أخبارها من ميناء يافا عن ما جرى في كيبوتس كفار عزة حيث تحدّثت عن “رؤوس أطفال مقطوعة”، فيما عادت وأوضحت عبر منصة (إكس) بأنها لم تر بأُم عينها ولكن أحد الجنود هو من أخبرها بذلك.