وذكرت صحيفة "الرياض"، في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "سلام مختلف"، إنّ "التفاوض على الأمور والملفات المهمة سيكون طويلاً حتى الوصول إلى نقاط التقاء بين الأطراف المتفاوضة، وقد يأخذ وقتاً أطول مما هو متوقع".
وأكّدت الصحيفة أنّ "التفاوض على إقامة علاقات مع إسرائيل سيمر بمراحل، مع وجود مسار آخر يتمثل في تهيئة الأرضية المناسبة، ليكون الاتفاق مبنياً على أسس واضحة، ويعرف كل طرف ما له وما عليه في حال إتمامه".
وجاء هذا التقرير، بعد تأكيد البيت الأبيض، في وقت سابق، أنّ "المفاوضات الرامية إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية تواصل التقدم".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، إنّ "الطرفين وضعا هيكلية أساسية لما يمكن السير في اتجاهه"، مشيراً إلى التوصل إلى "إطار أساسي لاتفاق مستقبلي"، وذلك بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف كيربي أنّه "يتعين على الجميع تقديم تنازلات على غرار أي اتفاق معقّد"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وأمس، أفادت مصادر إقليمية مُطّلعة على المحادثات لوكالة "رويترز"، بأنّ السعودية عازمة على التوصّل إلى اتفاقٍ عسكري يُلزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها، مقابل تطبيع العلاقات مع الاحتلال، وأنّها "لن تعطّل الاتفاق حتى لو لم تقدم إسرائيل تنازلات كبيرة للفلسطينيين من أجل إقامة دولةٍ مستقلة لهم".
كذلك، نقل موقع "i24 news" الإسرائيلي أمس عن مسؤولٍ إسرائيلي كبير، أنّ اتفاقاً تمّ بين الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للاحتفاظ بـ"خيار حل الدولتين" كجزءٍ مما سمّاه "اتفاقاً شاملاً" للتطبيع بين السعودية و"إسرائيل".
ولفت تقرير الموقع الإسرائيلي إلى أنّ البيت الأبيض يريد أن تقدّم "إسرائيل" تنازلاتٍ للفلسطينيين من أجل الحصول على دعم أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لصفقةٍ يمكن أن تشمل أيضاً تحالفاً دفاعياً بين الولايات المتحدة والسعودية.
يُذكر أنّ ولي العهد السعودي صرّح في مقابلةٍ أجرتها معه قناة "فوكس نيوز" الأمريكية في 21 أيلول/سبتمبر الجاري بأنّ السعودية تحقّق تقدماً في اتجاه التطبيع مع "إسرائيل".
وبحسب التقارير، فإنّ السعودية تربط ملف التطبيع بحصولها على محطة نووية سلمية بمساعدة أمريكية، وهو الأمر الذي يخشى مسؤولون إسرائيليون من حدوثه، معبّرين عن رفضهم اتفاقاً يمنح السعودية القدرة على تخصيب اليورانيوم، حتى ولو كان تحت مظلة أمريكية.
يُشار إلى أنّ "إسرائيل" وقّعت اتفاقات لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب وتفاهمات مشابهة مع السودان، في أواخر عام 2020، برعاية أمريكية. وهي تسعى حالياً لتوقيع اتفاق مشابه مع السعودية.