موضوع البرنامج:
الغيبة وتثبيت الإيمان
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول دور الاكراد في عصر الظهور
حكاية إنه من صالحات الأعمال
مهبط الوحي وكهف الملتجي
صاحب العصر وطودٌ ما إنثني
بـشـرالله به مخلوقه
ليقيم القسط والحق بـنا
فيه سر الوحي في غيبته
غاب عنّا فـتوارت شمسنا
منيةُ الخلق تري طلعته
هبة الله لكي ينـقـذنا
سيفه البتار سيف المرتضي
و به الخلق إهـتدت قبل الفنا
نعمة الله وكنز المختلي
هو غيثُ الخطب والجدب لنا
و علي يمناه نسري للسما
يوم حشرٍ نرتوي كأس الهنا
*******
بسم الله وله الحمد والمجد والثناء نصير المستضعفين والصلاة والسلام علي وسائل غوثه للمستغيثين وحصنه للاجئين المصطفى الأمين وآله الطيبين .
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ... أهلاً بكم في حلقةٍ أخري من برنامج شمس خلف السحاب إخترنا لمطلعها أبيات في مدح مولانا امام العصر – عليه السلام – من قصيدة للأديب السيد جواد الحسيني
*******
و نلتقيكم خلال هذا اللقاء ضمن محطات أخري هي: فقرة عقائدية تربوية عن خصائص عصر الغيبة عنوانها الغيبة وتثبيت الإيمان يليها إتصال هاتفي مع سماحة الشيخ علي الكوراني وإجابة عن سؤالين أحدهما بشأن: دور الاكراد في عصر الظهور و في المحطة الأخيرة ننقل لكم إحدي حكايات الفائزين بالاغاثة المهدوية عنوانها هو: إنه من صالحات الأعمال نتمني لكم أطيب الأوقات مع فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب
*******
تابعونا أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران البرنامج بالإستماع للفقرة العقائدية التالية وعنوانها هو:
الغيبة وصدق الايمان
روي الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بسنده عن أحمد بن إسحاق الأشعري قال: دخلت علي أبي محمد الحسن بن علي (العسكري)عليه السلام وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده ، فقال لي مبتدءاً:
يا أحمد بن إسحاق ، إن الله تبارك وتعالي لم يخل الأرض منذ خلق آدم - عليه السلام - ، ولا يخليها الى أن تقوم الساعة من حجة الله علي خلقه ، به يدفع البلاء عن أهل الأرض ، وبه ينزل الغيث وبه بخرج بركات الأرض .
قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا ابن رسول الله ، فمن الإمام والخليفة بعدك ؟
فنهض – عليه السلام – مسرعاً ، فدخل البيت ، ثم خرج وعلي عاتقه غلامٌ كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين ، فقال:
يا أحمد بن إسحاق ، لولا كرامتك علي الله عزوجل وعلي حججه ما عرضته عليك ؛ إبني هذا ، إنه سمي رسول الله وكنيهُ { أي الذي يحمل كنيته } الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً . يا أحمد بن إسحاق ، مثله في هذه الأمة مثلُ الخضر – عليه السلام – ومثله مثل ذي القرنين ، والله ليغيبنَّ غيبة لا ينجو فيها من الهلكة الا مَن ثبتّه الله عزوجل علي القول بأمامته ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه .
قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي ، فهل من علامة يطمئن إليها قلبي ؟ فنطق الغلام بلسان عربي فصيح ، فقال:
أنا بقية الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه ، فلا تطلب أثراً بعد عينٍ يا أحمد بن إسحاق .
قال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسروراً فرحاً ، فلما كان من الغد عدت اليه - عليه السلام – فقلت له: يا ابن رسول الله ، لقد عظم سروري بما مننت به عليَّ ، فما السنة الجارية فيه { يعني المهدي } من الخضر وذي القرنين؟
فقال – عليه السلام –: طول الغيبة يا أحمد .
قلت: يا ابن رسول الله ، وإن غيبته لتطول ؟
قال: إي وربي ، حتي يرجع عن هذا الأمر اكثر القائلين به ولا يبقي الا من أخذ الله عزوجل عهده لولايتنا وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه . يا أحمد بن إسحاق هذا أمرٌ من أمر الله وسرٌ من سر الله وغيبٌ من غيب الله ، فخذ ما آتيتك واكتمه ،و كن من الشاكرين تكون معنا غداً في عليين.
*******
أعزاءنا المستمعين ، يعرفنا الإمام الحسن العسكري – سلام الله عليه – في هذه الرواية ، بثلاث من خصائص غيبة ولده بقية الله وخاتم الأوصياء المهدي المنتظر – عجل الله فرجه الشريف - .
الخصوصية الأولي: هي أنها غيبة ٌ تشتمل علي إمتحان وتمحيص للمؤمنين وإختبار لصدق إيمانهم بالله عزوجل وبرسوله الأكرم – صلي الله عليه وآله – وبأوصيائه الأئمة المعصومين الإثني عشر – عليهم السلام –
أي أن الذين عرفوا الأدلة والبراهين العقلية والقرآنية والحديثية المثبتة لوجود الإمام الثاني عشر من العترة المحمدية وغيبته – عجل الله فرجه – يعرضون في هذا الغيبة – وبحكم عدم مشاهدتهم الحسية الظاهرة لإمام زمانهم – لإمتحان يكشف ما إذا كانوا قد نقلوا إيمانهم النظري هذا الى قلوبهم فأستقر فيها فكان سبباً لنجاتهم أما أنهم قد إستجابوا لوساوس الشيطان وتشكيكاته وأهواء النفس وميلها الى الدعة والإنشداد الى الحس والظواهر المادية وإجتنابها لصعوبات الإيمان بالغيب ومشاق طريقه وتبعات الإلتزام بمقضياته.
فإن كانوا من الطائفة الثانية كان مصيرهم الهلكة كما يحذر من ذلك إمامنا العسكري سلام الله عليه حيث يقول في الرواية لمتقدمة: « والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عزوجل علي القول بأمامته ووفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه »
*******
و في الفقرة الأخيرة من هذه العبارة يعرفنا مولانا وإمامنا الحسن العسكري عليه السلام بسبيلين هما أهم سبل النجاح في هذا الإمتحان الإلهي وهما:
أولاً: الإستعانة بالله لتثبيت الإيمان السليم بوجود الإمام المهدي رغم غيبته – عجل الله فرجه – في القلوب ، والإلتزام بأدعية أهل بيت النبوة – عليهم السلام – المتضمة لطلب ذلك من الله عزوجل ، مثل دعاء عصر الغيبة المروي بأسانيد صحيحة عن أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام - ، وهو كما في مطلع الدعاء الذي أمر بتلاوته في عصر الغيبة:
« اللهم عرفني نفسك ، فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك ، اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني . »
*******
أما السبيل الثاني لتثبيت الإيمان بالإمام الحق في غيبته – عجل الله فرجه – فهو الأكثار من الدعاء بتعجيل فرجه ، وهذا ما ورد في عدة من النصوص الشريفة منها ما أمر به صاحب الزمان – أرواحنا فداه – المؤمنين في جوابه علي أسئلة أسحق بن يعقوب حيث قال – عليه السلام :
« واكثروا من الدعاء بالفرج فإن في ذلك فرجكم ».
*******
مستمعينا الأكارم أما الخصوصيتان الأخريتان اللتان ورد ذكرهما في حديث الإمام العسكري – عليه السلام – فسيأتي الحديث عنها بمشيئة الله في الحلقة المقبلة من برنامج شمس خلف السحاب أما الآن فندعوكم للإستماع للفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم الكريمة للبرنامج ، نستمع معاً للإتصال الهاتفي التالي
المحاور: بسم الله الرحمن الرحمن سلام من الله عليكم احبائنا، ها نحن نلتقيكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج شمس خلف السحاب ومعنا على خط الهاتف مشكوراً للاجابة عن اسئلتكم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ سلام عليكم
الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المحاور: سماحة الشيخ الاخ حسين شواني يسلم عليكم ويقول لي سؤال لو تكرمتم بطرحه على الشيخ علي الكوراني اطال الله في عمره، سؤالي هو ماهو دور الاكراد في زمن ظهور المهدي سلام الله عليه وبالتحديد في اثناء دخول الامام الى العراق؟ تفضلوا سماحة الشيخ
الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم لم اجد نصاً بالتحديد عن دور الاكراد ولكن ثقل منطقة الاكراد على الحدود العراقية السورية التركية، في هذه المنطقة ورد انه في احداث الظهور تكون معركة كقرقيسيا التي هي في مناطق فيها كثرة من الاكراد او ثقلهم يكون هناك، قد يكون لهم دور في هذه المعركة وورد ان هذه المعركة ليس فيها طرف من اصحاب المهدي سلام الله عليه او مؤيديه اذن نستطيع القول انه لايوجد نص عن دور الاكراد في العراق ولاعن معارضتهم، الامام يسيطر على العراق فأن الاكراد لابد ان يقبلون ولايوجد نص عن معارضتهم الا ما يفهم من انهم طرف في معركة على الحدود العراقية التركية السورية في احداث الظهور وشكراً.
المحاور: سماحة الشيخ عفواً هذه المعركة تكون قبل ظهور الصاحب سلام الله عليه؟
الكوراني: لعله بعد ظهوره او في احداث الظهور يعني اما قبيل ظهوره او بعد ظهوره سلام الله عليه، ما محدد وقته.
المحاور: بالنسبة الى دخول الامام الى العراق بالنسبة لدخوله الروايات هل تذكر معارك معينة يخوضها سلام الله عليه فيما يرتبط بالمنطقة الشمالية من العراق يعني منطقة الاكراد؟
الكوراني: ابداً لاتذكر اي شيء عن ذلك وتذكر انه عندما يدخل الامام عليه السلام يستقبله الملايين، هناك فئتان تخرجان على الامام سلام الله عليه، البترية ثم الخوارج الذين هم في منطقة رميلة الدسكرة يعني في ديالى وهذه ما لها علاقة بالاكراد، هؤلاء فئتان يخرجون على الامام وينهيهم ويتم له ويصفو له العراق سلام الله عليه.
المحاور: سماحة الشيخ الاخ انور محمد، الاخ انور محمد لديه سؤال فيما يرتبط بالطلب من الله تبارك وتعالى ان يرزقنا رأفة الامام المهدي سلام الله عليه، ما المقصود من هذا الطلب؟
الكوراني: الامام روحي له الفداء اذا شمل انساناً بدعاءه هذا فوز عظيم، النبي صلى الله عليه واله وسلم بشر المؤمنين بأويس القرني واوصاهم انهم من استطاع منكم ان يستغفر له فليفعل ولذلك كان يبحث عنه الخليفة عمر بن الخطاب ويقول اين هو فلما وجده قال له استغفر لي قال له انت خليفة لايحتاج ان يستغفر لك احد فأذن الحرص على ان يستغفر له مثل اويس القرني هذا بوصية رسول الله صلى الله عليه واله اذن الامام المهدي روحي له الفداء الذي هو امام اويس وامثال اويس هذا اذا شملتنا رأفته وقال اللهم اغفر لفلان او انا خاطبته واجابني، اجاب سلامي او شملني بدعاءه هذا فخر عظيم معناه خير الدنيا والاخرة لمن تشمله رأفة الامام ورضاه ودعاءه صلوات الله عليه.
المحاور: سماحة الشيخ كأن الاخ يقصد في سؤاله المقصود في رأفة الامام يعني انتم تفضلتم الان بأن من مصاديق رأفة الامام الدعاء للمؤمنين والدعاء لطالب هذه الرأفة؟
الكوراني: الرأفة الحنان، هذا الحنان يعني يارب اجعلنا نحن اهلاً لعاطفة الامام، حبه وحنانه هذا الحب والحنان الامام لايوجهه ولايعطيه الا لأشخاص مرضيين، انه يارب اجعلنا نحن بمستوى ان الامام يحبنا ويحن علينا.
*******
أما الفقرة الختامية من البرنامج فهي – أعزاءنا مستمعي إذاعة طهران – حكاية موثقة أخري من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة ، وفيها وصية من صاحب الزمان للمؤمنين بالعمل بسنة جده في إعانة الخلق عنوان الحكاية هو:
إنه من صالحات الاعمال
نقل حجة الاسلام القاضي الزاهدي في الجزء الثاني من كتابه عشاق الإمام المهدي – عجل الله فرجه – عن العالم الورع الساعي في قضاء حوائج الناس ، حجة الإسلام الشيخ محمد علي البرهاني الحكاية التالية التي كتبها الشيخ البرهاني بخط يده .
يرجع تأريخ الحكاية الى السنة الأولي بعد الأربعمائة والألف للهجرة النبوية المباركة وملخصها أن الشيخ البرهاني ذهب برفقة أحد العلماء من مدينة قم المقدسة الى إحدي المناطق النائية في ايران تُعرف بأسم ( بشتكوه بختياري فريدن ) بهدف إحصاء الفقراء والمحرومين فيها تمهيداً لإيصال المساعدات إليهم من قبل ( لجنة الإمام الخميني للإمداد ) .
و بقي الشيخ البرهاني ورفيقه عدة أيام في هذه المنطقة للقيام بهذه المهمة لكثرة الفقراء بها، وكذلك لصعوبة التنقل بين قراها بسبب عدم وجود الطرق المعبدة فيها .
و بسبب ذلك أصيبت الحافلة الصغيرة التي كانوا يستقلونها بعطب إستلزم تبديل بعض قطعات ماكنتها ، ولم تكن الطرق تشهد كثير من الحافلات ، فنادراً ما تمر بها حافلة وإذا مرت لم يكن فيها مكان أو إذا كان فيها مكان فهو لشخصٍ واحد لا اكثر ولذلك فقد إستقل سائق الحافلة سيارة تابعة لمؤسسة جهاد البناء مرت بهم لكي يذهب ويأتي بالقطعات وإستقل معه من كان معي وبصعوبة بالغة لضيق المكان وإعتذروا من الشيخ البرهاني وذهبوا فكان علي الشيخ أن يواصل سيره مشياً علي الأقدام من قرية الى أخري .
*******
يقول الشيخ البرهاني: بقيت وحيداً في تلك الصحراء المرعبة في تلك الأيام التي تلت إنتصار الثورة الإسلامية حيث كان ينتشر فيها أعداء الثورة المسلحين من أنصار ( بختيار ) أخر رئيس وزراء في زمان الشاه؛ و هؤلاء كانوا يتربصون بأمثالي من طلبة العلوم الدينية !
و في ظل هذه المخاوف كنت أسير وحيداً ، فلم أجد وسيلة للسكينة سوي التوسل الى الله عزوجل بوليه مولاي صاحب الزمان – عجل الله فرجه الشريف . فأخذت أستغيث قائلاً: يا أبا صالح المهدي أدركني ...
إستمر الشيخ البرهاني في إستغاثاته وهو يردد أشعاراً بالفارسية يخاطب فيها إمام زمانه – عليه السلام – تتضمن معاني المودة والإستغاثة ودموعه تجري ؛ قال – حفظه الله -:
كنت في تلك الحالة من البكاء والإستغاثة عندما رأيت فجأةً سيداً يشبه أحد السادة الأجلاء الذين كنت أعرفهم في مدرسة الفيضية ، وقف هذا السيد أمامي ، سررتُ كثيراً لرؤيته وقلت له:
ما الذي جاء بك الى هنا ؟ أجاب: نحن أيضاً نتردد علي هذه المناطق ، ولكم أنتم جزيل الأجر لأنكم تخدمون المحرومين وهذه سُنة جَدي الإمام علي – عليه السلام – واصلوا خدمة المحرومين قدر ما إستطعتم ولا تعرضوا عن ذلك فهو من صالحات الأعمال .
يقول الشيخ البرهاني في بيان تتمة هذه الحكاية: أردت اطلب العون من هذه السيد ، لكنني قلت في نفسي ، إنه غريبٌ مثلي ، فما الذي يستطيع أن يعينني به ؟ ، لكنه إلتفت الى قائلاً:
لا تقلق ، ستأتيك سريعاً حافلة ٌ توصلك الى مقصدك وهنا فكرتُ في نفسي: من اين يعرف هذا السيد بقرب وصول هذه الحافلة وهنا سمعت هُتافاً في أذني يقول لي: ان هذا السيد هو مولاك صاحب الزمان – عليه السلام - ، وعندها غاب عني هذا السيد فجأة ، ووصلت إثر ذلك مباشرةً حافلة صغيرة يقودها مهندس وحده ووقف لي وأقلني الحافلة معه وأوصلني الى مقصدي دون أن يكلمني بشئ !!
*******
و ها نحن نصل إخوتنا مستمعي إذاعة طهران الى ختام حلقة أخرى من برنامج شمس خلف السحاب ، الى لقاءٍ أخر نستودعكم الله والسلام عليكم.
*******