ورأى بويلان أنّ ترامب، عبر رفضه المشاركة في المناظرات مع المتنافسين الجمهوريين، "تمكّن من انتقادهم"، مضيفاً أنّ الرئيس السابق "يعتقد أنّه يربح".
وفي حديثه إلى الميادين، أشار بويلان إلى أنّ ترامب قدّم نفسه على أنّه "من خارج حكم الحزبين"، لافتاً إلى أنّ الرئيس الجمهوري هو بالفعل "أكبر من حزبه المعتلّ، بحسب ما يرى الكثيرون".
وأشار بويلان إلى سقوط الرئيس الحالي، جو بايدن، عن سلّم الطائرة، مؤكداً أنّ هذا يثير كثيراً من المخاوف بشأن عمر الرئيس، وأعمار المرشحين كافةً.
وهذا الأمر "يُغضب الشبّان في الولايات المتحدة، الذين يرَون أنّ هؤلاء المرشحين أصبحوا كباراً في السن، وأنّ الولايات المتحدة الأميركية باتت أشبه بالسِّيرك، وتشهد فوضى ديمقراطية"، بحسب ما أضاف.
ووفقاً له، فإنّ ترامب "انعتق من الازدواجية في الحياة السياسية"، وبات كثيرون من الجمهوريين يشبّهونه بـ"السرطان".
ولفت محرر شؤون الأمن القومي في "واشنطن تايمز" إلى أنّ الكثير يجري بشأن فشل الكونغرس في توفير التمويل للسنة المالية التي تبدأ في الأول تشرين الأول/أكتوبر، من أجل "إجراء صفقة بين الحزبين، ومنها ما يطال هانتر بايدن"، نجل الرئيس جو بايدن، والذي يواجه دعاوى قضائية.
وجاء كلام بويلان إلى الميادين بعد مقاطعة ترامب المناظرة الثانية التي عقدها الحزب الجمهوري، علماً بأنّها محطة أساسية في المسار نحو كرسي الرئاسة.
وعلّل ترامب غيابه عن المناظرة بسبب تقدّمه الكبير في استطلاعات الرأي لدى الجمهوريين، والذي حافظ عليه على رغم متاعبه القضائية الكثيرة.
وشارك في المناظرة حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، وحاكم ولاية نيو جيرسي السابق، كريس كريستي، وحاكم ولاية نورث، داكوتا دوغ بورغوم ، ونائب الرئيس السابق، مايك بنس، بالإضافة إلى آخرين.
وذكرت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية أنّ المرشحين، في معظمهم، ركزوا انتقاداتهم على الرئيس الحالي، جو بايدن، وعلى السياسيين في واشنطن، متجنّبين الاستهداف المباشر لبعضهم بعضاً.
وفي الـ24 من آب/أغسطس الماضي، افتتح الجمهوريون المناظرة الأولى للانتخابات التمهيدية لعام 2024. وحينها، غاب ترامب أيضاً، إلا أنّ ذلك لم يحُل دون أن يخطف الأخير الأضواء.
وبعدم انضمامه إلى المناظرة، تفادى الرئيس الأميركي السابق الهجمات التي كان يمكن أن يشنّها عليه المرشحون الآخرون، وخصوصاً مع مواجهته عدداً من القضايا الجنائية التي تُلقي ظلالها على محاولته العودة إلى البيض الأبيض.
مانحو الحزب الجمهوري يبحثون عن "بديل من ترامب"
يُذكَر أنّ موقع "أكسيوس" الأميركي تحدّث الشهر الماضي عن أنّ مانحين كباراً للحزب الجمهوري، ممن "أُصيبوا بالذعر بشأن خياراتهم الحالية"، يُعَوّقون "أموال 2024"، مع "حلمهم طويل الأمد" بجذب بديل من ترامب، إلى السباق الرئاسي في اللحظة الأخيرة.
وصرّح للموقع بعض المتبرعي للحزب الجمهوري، والذين يشعرون بالإحباط من قوة ترامب، قائلين إنّ "الأوان فات من أجل دخول مرشح آخر السباق"، مع اقتراب موسم الانتخابات التمهيدية، الذي يحين موعده بعد نحو 4 أشهر.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في حزيران/يونيو الماضي، أنّ الشبكة السياسية التي أنشأها الصناعيان المحافظان، تشارلز وديفيد كوخ، جمعت 70 مليون دولار، مشيرةً إلى أنّ الشبكة تريد استخدام بعض ذلك المال، من أجل منع الحزب الجمهوري من ترشيح ترامب، إذا ظهر خيار واقعي آخر، وهو ما يريده الناس، بحسب ما قال مصدر جمهوري لـ"أكسيوس".