وفي التفاصيل، أوضحت الصحيفة أنّ ولي العهد السعودي يرعى مفاوضاتٍ بين قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تشمل وقفاً لإطلاق النار وخارطة طريقٍ سياسية جديدة لإنهاء الحرب الدائرة في السودان.
وأعلنت "العرب" علمها، مِن مصدرٍ سوداني مُطّلع، أنّ البرهان وحميدتي "وصلا في وقتٍ متأخر الليلة الماضية إلى السعودية"، مُعتبرةً ذلك خطوةً تشير إلى مسار مفاوضاتٍ جديدة.
وتأتي الزيارة غير المعلنة، والتي يتضح إجراؤها وسط تكتمٍ سعودي سوداني، بعد فترةٍ من توقف مفاوضات جدّة، التي جرت في شهر مايو/أيار الماضي، بدفعٍ سعودي أمريكي، وتمّ التوصل خلالها في أكثر من مناسبة لاتفاقٍ هش لوقف إطلاق النار، كان سرعان ما ينهار على وقع تبادلٍ للقصف بين الجانبين، إضافةً إلى تبادلٍ للاتهامات بخرق الاتفاقات.
يُشار إلى أنّه لم يسبق لقائدي الجيش والدعم السريع أن التقيا مباشرةً منذ اندلاع النزاع المسلح المستمر في السودان، في 15 نيسان/أبريل الماضي، حيث اقتصرت جولات المفاوضات التي استضافتها مدينة جدّة على ممثلين عنهما.
وليس واضحاً بعد ما إذا كان الجنرالان والشريكان السابقان في إدارة الحكم الانتقالي، سيعقدان مباحثاتٍ مباشرة برعاية ولي العهد السعودي، أم ستكون المباحثات غير مباشرة.
يُذكر أنّ قائد الجيش السوداني أعلن، الأحد، استعداده للتفاوض مع قائد قوات الدعم السريع، موضحاً في مقابلةٍ مع شبكة "بي بي سي" البريطانية، أنّه سيجري لقاءً مع "حميدتي" في حال التزامه بحماية المدنيين، وهو ما تعهد به الطرفان خلال المحادثات التي عُقدت في مدينة جدّة السعودية.
بدوره، أكّد قائد قوات الدعم السريع، في 21 أيلول/سبتمبر الجاري، في كلمةٍ مسجلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ قواته على استعداد تام لوقف إطلاق النار، والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.