ووجد باحثون يابانيون أن الأطفال الذين جلسوا أمام التلفزيون كانوا أكثر عرضة لضعف الكلام وصعوبة التحرك في سن الثانية والثالثة.
وتتبع الفريق 57980 طفلا لمعرفة كيف يؤثر وقت الشاشة على قدرتهم على المشي والتحدث وحل المشكلات، بالإضافة إلى مهاراتهم الاجتماعية.
وقالت الدكتورة ميدوري ياماموتو، من جامعة تشيبا: "إن زيادة الوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشة التلفزيون منذ سن عام واحد يؤثر سلبا على النمو اللاحق. وللحد من العواقب السلبية للاستخدام المفرط لوسائل الإعلام، يجب على المتخصصين في الرعاية الصحية أن يوصوا بالدعم الاجتماعي للآباء والأمهات الذين يميلون إلى الاعتماد على وسائل الإعلام".
ويقترح المعهد الوطني للتميز في الصحة والرعاية أن يكون لدى الأطفال أيام خالية من التلفاز وأن يكون لديهم حد أقصاه ساعتان للوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.
ويضيف أن مقدارا محدودًا من وقت الشاشة المناسب للأطفال يمكن أن يكون تعليميًا، ولكن من المهم التأكد من أن المحتوى مناسب لعمر طفلك.
وأظهرت الدراسات السابقة أن قضاء أربع ساعات أو أكثر يوميا أمام الشاشات يمكن أن يزيد من خطر تأخر النمو.
وبحثت أحدث دراسة، والمنشورة في مجلة JAMA Pediatrics، على وجه التحديد في كيفية تأثير وقت الشاشة في عمر عام واحد على المخاطر في السنوات اللاحقة.
وتم سؤال الآباء عن عدد الساعات التي يقضيها أطفالهم في مشاهدة التلفزيون، والتي تتراوح من لا شيء إلى أربع ساعات أو أكثر في اليوم.
كما تم طرح أسئلة عليهم أيضا حول نمو أطفالهم، واختبار تواصلهم، وحركتهم الإجمالية (مثل المشي والجري)، والحركة الدقيقة (مثل الأكل والكتابة)، وحل المشكلات، والمهارات الشخصية والاجتماعية.
وأولئك الذين أمضوا وقتا أطول أمام الشاشات كانت لديهم مهارات تواصل أسوأ بكثير في سن الثانية، وكانت مهاراتهم الحركية الإجمالية والحركية الدقيقة والمهارات الاجتماعية الشخصية أسوأ في سن الثالثة.
وقالت الدكتورة ياماموتو إن ضعف التواصل قد يكون بسبب انخفاض النشاط في أجزاء من الدماغ المرتبطة بالتفكير والعواطف والشخصية والحكم والتحكم في النفس.
وحول التغييرات التي طرأت على قدرتهم على المشي، أوضحت: "قد يعزى ذلك إلى ضياع فرص تعلم المهارات الحركية والشخصية من خلال النظر إلى الشاشات في أثناء الجلوس".
وحذر خبراء مستقلون من أن الدراسة أظهرت وجود علاقة بين الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة واضطرابات النمو، وليس أن مشاهدة التلفزيون تسبب هذه الاضطرابات.
وأشارت البروفيسورة ماريا ديل مار سانشيز فيرا، من جامعة مورسيا: "في هذه الأعمار، ما نعرفه حتى الآن هو أن المشكلة لا تكمن في الشاشات بل في إزالة المحفزات التي يحتاجها الأطفال في هذه الأعمار، سواء كان ذلك بسبب للتكنولوجيا أو عوامل أخرى. ومن وجهة نظري، فإن الوجبات الرئيسية من الدراسة، كما تشير الدراسة نفسها، هي تسليط الضوء على أهمية التفاعل الاجتماعي لتنمية الأطفال".