وعبر كل السنوات التي تلت ذلك، لم يتمكن أحد من حل لغز البصمات على عمق أكثر من 450 مترا.
والآن، وجد الباحثون في NIWA أن العلامات المثلثة الشكل تصطف بشكل مثالي مع الخطم المدبب لبعض أنواع الأسماك الجرسية في أعماق البحار، والمعروفة أيضا باسم أسماك الرمان (Coelorinchus).
ومن المحتمل أن تكون الفتحات الموجودة في منتصف البصمات الرملية عبارة عن "علامات عض" مركزية، حيث كانت الكائنات التي تتغذى في القاع تقضم الوحل وتمتص الفريسة.
ونظرا للأعماق الشديدة التي تتغذى فيها هذه الأسماك الجرسية، فإن علامات العض من هذا النوع "نادرا ما يتم رصدها"، وفقا للباحثين.
وهناك بعض العلامات الأقل عمقا من غيرها، وربما تكون آثار أسماك تمسك بسرطان البحر أو وجبة خفيفة على سطح الرمال.
وتقول عالمة الأحياء البحرية سادي ميلز، من NIWA: "تستخدم NIWA تقنية تسمى نظام التصوير العميق المقطوع (DTIS) للسماح لنا برؤية قاع البحر بتفاصيل مذهلة. وعند مراجعة هذه اللقطات، غالبا ما نرى علامات في الرواسب، ولكن لسوء الحظ، معظمها غير معروف للعلم ولا يمكننا إلا أن نخمن ما الذي صنعها، ناهيك عن العثور على دليل مقنع".
ويعد العثور على الغذاء في أعماق المحيط المظلم عملا صعبا، ولهذا السبب طورت الأسماك الجرسية بصرا حادا وقوة شم حادة وأذرع حساسة على ذقنها الرفيعة.
وتتحرك الأسماك فوق قاع البحر مباشرة، وتستخدم هذه الحواس للبحث عن القشريات والديدان والأسماك الأخرى لتناولها.
ومع ذلك، فإن كيفية تنفيذ هذه الهجمات غامضة بعض الشيء.
ويأمل الباحثون في NIWA الآن في استخدام هذه العلامات لتحديد الموائل الحرجة ومناطق التغذية لهذه الأسماك الزلقة.
نشرت الدراسة في أبحاث أعماق البحار الجزء الأول: أوراق أبحاث علوم المحيطات.