وكتب مارك إسبر، مقالاً في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، تناول فيه واقع الجيش الأميركي، معلناً مخاوف مِن كون "القوة الأميركية المكونة بالكامل من المتطوعين تموت ببطء".
وحذّر إسبر بأنّه ما لم يتم قريباً اتخاذ إجراءاتٍ لعكس هذا الاتجاه، فإنّه يجري تعريض أمن الولايات المتحدة "المستقبلي للخطر".
وأشار في مقاله، الذي جاء تحت عنوان "القوة التطوعية تحتضر، وإليك كيفية الحفاظ عليها"، إلى أنّ هذا العام كان "عاماً صعباً آخر بالنسبة للتجنيد العسكري في الجيش الأميركي"، موضحاً أنّ جميع الخدمات الكبرى ستفقد أهدافها في التوظيف".
وذكّر إسبر بأنّ الجيش الأميركي فشل العام الماضي بتحقيق هدف التجنيد المتمثل بـ25% من النسبة المطلوبة للتجنيد، موضحاً أنّه يتوقع ألّا تتجاوز النسبة هذا العام أكثر من 15%.
ويستند وزير الدفاع الأميركي السابق في طرحه إلى مجموعةٍ متنوعة من الأسباب، متناولاً إشارات خبراء في ذات الشأن، مثل عدم كفاية الأجور والمزايا، والتوازن الصعب بين العمل والحياة، والخوف من الأذى الشخصي، وسوق العمل المقابل الجيد نسبياً.
ووفقاً للخبراء العسكريين، فإنّ كل هذه العوامل تلعب دوراً، مُشيرين إلى أنّه حتى لو تمّ إصلاح هذه المشكلات، فإنّ "التراجع طويل الأجل للقوة المتطوعة بالكامل سيستمر".
وخلص وزير الدفاع الأميركي السابق إلى أنّ الحقيقة هي أنّ مجموعة الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عاماً، والمؤهلين والمهتمين بالخدمة تستمر في الانكماش، كاشفاً أنّه عندما كان وزيراً للدفاع، عام 2017، "لم يتمكن 71% من هؤلاء الشباب البالغ عددهم 34 مليوناً من تلبية متطلبات دخول الجيش".
وأرجع إسبر ذلك في الغالب إلى مشاكل "السمنة وتعاطي المخدرات، ومشاكل الصحة البدنية والعقلية"، مؤكداً أنّ هذا الرقم "أعلى بكثير الآن".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد تحدثت سابقاً عن أزمة التجنيد في الجيش الأميركي والتي رأت أنها تتفاقم، متسائلة عن الأسباب. ورأت أنّ نقص التجنيد في الولايات المتحدة الأميركية يمثّل "مشكلةً طويلة الأمد" من شأنها، إذا لم يتم حلها، "إجبار الجيش على تقليل حجم قوته".
يُذكر أنّ وزيرة الجيش الأميركي، كريستين فورموت، قالت في أيار/ مايو الماضي، إنّ بلادها "ستحتاج إلى أكثر من عام لحل مشكلة نقص المجندين في الخدمة العسكرية"، موضحة أنّ "الصعوبات الحالية في استقطاب المجندين يتم حلها تدريجياً، على الرغم من أن الهدف بتجنيد 65.000 مجند، والذي تم تحديده لهذا العام، لن ننجح بتحقيقه".