موضوع البرنامج:
صفات أنصار المهدي
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول حساب الحروف وتحديد موعد ظهور المصلح المنتظر
عنوان الحكاية هو: سرعان ما جاء الفرج
يا ليلَ آل محمدٍ وصباحهم
ليلٌ سري بصباحِ مجدٍ أفخمِ
ليلٌ يَمُدُّ كواكباً بك أُولهت
فغذاؤها بك من ضياء المنعمِ
لاذت بصدرك فأستقامَ طوافَها
وتزينت بك، بوركت من أنجمِ
أنِسَت بنورك فأزدهت وتطهرت
بدموعِ عينك في غديرِ محرمِ
صارت هُدي المهدي.. تهدي وفدَهُ
لصباحك المستورِفي أفقِ الدمِ
*******
بسم الله وله الحمد والمجد هادي المجاهدين فيه الي سبل السلام والصلاة والسلام علي أركان الإيمان وأمناء الرحمان المصطفي المختار وآله الأطهار.
علي بركة الله نلتقيكم في حلقة أخري من برنامج شمس خلف السحاب مطلع هذه الحلقة كانت أبيات من مديحة مهدوية أنشأها أحد أدباء الولاء في معرفة إمام العصر وآداب التمسك بولايته في غيبته وظهوره (عجل الله فرجه)، وقد كانت لنا في الحلقات السابقة وقفات عند إبيات من هذه المديحة للتعرف علي بعض حقائق معرفة إمام زماننا (عليه السلام) المستلهمة من النصوص الشريفة.
- لنا في هذا اللقاء وقفة تأميلية في الأبيات المتقدم تحت عنوان: صفات أنصار المهدي
- في الفقرة التالية نستمع لإجابة من ضيف البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال من الأخت الكريمة (كريمة فهد) بشأن حساب الحروف وتحديد موعد ظهور المصلح المنتظر.
- أما الفقرة الختامية فهي تشتمل علي حكايتين من حكايات الناجين ببركة التوسل الي الله بوليه صاحب الزمان (أرواحنا فداه) وقد وضعنا لهذه الفقرة عنواناً هو: سرعان ما جاء الفرج
*******
معكم والفقرة التالية التي إخترنا لها العنوان التالي:
صفات أنصار المهدي
طبقت بعض الأحاديث الشريفة المروية عن أئمة العترة المحمدية (عليهم السلام) قولَهُ تعالي في سورة الفجر «وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ»علي حركة خاتم الأوصياء المهدي في فترة غيبته (عجل الله فرجه).
وفي هذا التطبيق إشارةٌ الي حقيقة أن بقية الله المنتظر يُمهد في الواقع لظهوره (عليه السلام) من خلال العمل لتهيأةِ شروطِهِ وأهمها توفر العدد المطلوب من الإنصار الحقيقيين والصادقين في عهدهم لله جل جلاله علي مؤازرةِ الإمام المنتظر في إقامة دولة العدل والتوحيد الإلهية؛ المعبّر عنها بصباح آل محمد (صلي الله عليه وآله).
وهذا المُعني هو الذي يشير اليه البيت الأول في المقطع المتقدم حيث يصف صاحب الزمان (أرواحنا فداه) بأنه الليل الذي يسير بكواكبه نحو تحقق الصباح الإلهي المرتقب؛ قال الأديب:
يا ليل آل محمد وصباحهم
ليلٌ سري بصباحِ مجدٍ أفخم
في الأبيات الأربعة اللاحقة نجدُ إشارة الي الرعاية الخاصة التي يوليها إمام زمامنا (أرواحنا فداه) للمؤمنين الصادقين في عهد الولاء، فهو (عليه السلام) يُمدُّهم بكل ما يحتاجونه من طعام التربية الإلهية التوحيدية الخالصة، هو يرعاهم بهذه الرعاية الخاصة بأساليب وعبر وسائل كثيرة من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون.
ثم تبين هذه الأبيات صفات هؤلاء التي أهلتهم للفوز بهذه الرعاية المهدوية الخاصة، يقول أديب الولاء:
ليلٌ يَمُدُّ كواكباً بك أولِهت
فغذاؤها بك من ضياء المنعمِ
لاذت بصدرك فأستقام طوافـُها
وتزينت بك بوركت من أنجمِ
أنست بنورك فأزدهت وتطهرت
بدموعِ عينك من غدير محرمِ
صارت هُدي المهديّ تهدي وفده
لصباحك المستور في أفق الدمِ
في هذه الأبيات بلورة فنية لما ذكرته الأحاديث الشريفة من صفات المؤمنين الصادقين في القيام بالتزامات العهد الإلهي.
أولي: هذه الصفات صدق المودة لإمام زمانهم وبمستوياتها العالية التي تجعل المؤمن (مُولَها) بمولاه (أرواحنا فداه)؛ وفي ذلك عملٌ بالأمر القرآني المشهور بشأن أجر الرسالة المحمدية.
الصفة الثانية: والمودة الصادقة لإمام العصر (عليه السلام) تجعل المؤمن يتوجه إليه بأستمرار ويتخذه وسيلته العظمي لله جل جلاله وهو المنعم الحقيقي فيكون الإمام واسطة إنتقال النعم الإلهية الخاصة إليه، وهذه هي لهؤلاء الأنصار الصادقين.
أما الصفة الثالثة: فهي التمسك العملي بولاية إمام العصر (عليه السلام) واللجوء إليه واقتفاء آثاره واتباعه وبذلك تستقيم حركة المؤمن وتكون علي الصراط المستقيم.
والصفة الرابعة: هي الجد والإجتهاد في التزين بأخلاقه (عليه السلام) وهي تجليات للأخلاق المحمدية الفاضلة وبها يصبح المؤمن محمدياً مهدوياً يهدي الآخرين الي هدي الله جل جلاله بسيرته وعمله قبل كلامه.
أما الصفة الخامسة: فهي إجتهاد هؤلاء المؤمنين في أستمرار التنور بذكر مولاهم وفيه ذكر ربه سبحانه والرجوع الي كلامه والتدبر فيه وكذلك مناجاة الله بما روي من أدعيته (عليه السلام) والإهتمام بزيارته والسلام عليه والدعاء له (عجل الله فرجه) وغير ذلك من مظاهر دوام ذكره والتوجه له (أرواحنا فداه).
والصفة السادسة: هي الإهتمام المستمر بالتطهر عن كل ما لا يرضاه الله عزوجل وبالتالي لا يرضاه بقيته في أرضه صاحب الزمان (عليه السلام)، والإستعانة علي ذلك بالإهتمام بأمر المجالس الولائية في ذكريات ولاداتهم وأعيادهم فالأحاديث الشريفة صريحة في عظمة آثار هذه المجالس في غفران الذنوب والتنزه عما لا يحبه الله عزوجل.
وتبقي الصفة السابعة: لهؤلاء المؤمنين الصادقين وهي أنهم يتحولون الي مراكزلإشعاع الشمس المهدوية يهدون الناس وطلاب الحق والحقيقة الي معرفة إمام العصر (عليه السلام) وأبعاد حركته الإصلاحية الكبري ويعينهم بالتالي علي الجهاد الدؤوب في سبيل تحقيق أهدافه السامية في إنقاذ البشرية جمعاء من جميع أشكال الظلم المادي والمعنوي.
ويختم هذا الأديب المهدوي بيان الحقائق المتقدمة بالإستشفاع الي الله عزوجل بوليه المهدي طالباً العون للتأهل للإنضمام الي جبهة هؤلاء الأنصار الصادقين الحوّم حول مولاهم، فيقول مخاطباً إمامَهُ (عليه السلام):
مولاي فأجعل مهجتي بك جذوةً
تسري بليلك في مطاف الحوّم
والحبُ نارٌ ضوؤُهُ بأوارِهِ
فأمنن فديتك بالأوار وأضرمِ
نارَ الهوي في القلبِ كل هُنيئةٍ
وإجعل هواك مطهّري ومقومي
أحرق به حبَّ الدُني كل الـ "أنا"
وكآبتي وتشتتي وتجهمي
وَحِّد به تسبيحتي وتألهي
إذ لا هوي الا هواك لمُسلمِ
*******
ندعوكم للفقرة التالية وإجابات ضيف البرنامج عن إسئلتكم نستمع للإتصال الهاتفي التالي:
حساب الحروف وتحديد موعد ظهور المصلح المنتظر
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احبائنا وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني.
الشيخ علي الكوراني: عليكم السلام ورحمة الله اخي.
المحاور: سماحة الشيخ الاخت كريمة فهد تسلم عليكم وتسأل السؤال التالي ما هو مدى او صحة مصداقية الاعتماد على حساب الحروف او حساب علم الحروف في تحديد زمن ظهور الامام المهدي (عليه السلام)، هنالك بعض الروايات قرأتها في احد الكتب مروية عن الائمة (عليهم السلام) تستعمل هذا العلم او علم الحروف في الاشارة الى زمن الظهور، ما مدى صحة هذه الروايات؟ تفضلوا سماحة الشيخ.
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم وعليها السلام، اخي الكريم علم الحروف اصله ثابت وكذلك علم الاعداد ولكن ما هي قواعده ومن يعرفه؟ انا اعتقادي ان علم الحروف والاعداد وبقية العلوم التي يستكشف منها المستقبل هذه يعرفها المعصومون صلوات الله عليهم وما في ايدي الناس منها ظنون، يقال ان بعضهم يستطيع ان يحسب بعلم الحروف او علم الاعداد شيئاً، ممكن ان بعضهم ايضاً تضبط معه بعض الامور ولكن بما ان ما في ايدي الناس هو من الظنون والاحتمالات فما يمكن الاعتماد عليه وصحيح ان الائمة (عليهم السلام) استعملوا علم الحروف وعندك اصلاً افتتاح السور، الاحرف النورانية المقطعة في اوائل السور هذه الاحرف ورد ان فيها علم ما يكون ولكن من يستخرجه؟ كيف يستخرجه؟ اذا وجدنا رواية عن الائمة (عليهم السلام) مثلاً تحسب الحروف بحساب الجمل، حساب الجمل الكبير، حساب الجمل الصغير وبعضهم يحسب حروف هذه الاية وينقص منها آية او يزيد عليها، يزيد عليها مثلاً تسعة عشر او ينقص منها، هذا امر كيفي لا قاعدة له وما يمكن الاعتماد عليه لذلك نقول ان حسابات علم الحروف وكل ما كتب في عصرنا وما وجد منها هو ظنون واحتمالات وفي احسن الحالات امل يأمل ولكن نجزم به ونبني عليه لا يمكن ذلك وشكراً.
المحاور: وشكراً لكم سماحة الشيخ، للاخت الكريمة كريمة فهد سؤال آخر يرتبط بموضوع آخر ولكن بالنسبة لهذا الموضوع سماحة الشيخ فرضاً مني هذا السؤال اذا كان احد الاشخاص وصل بطريقة صحيحة استناداً الى الضابطة التي ذكرتموها الى تحديد زمن معين لظهور الصاحب (سلام الله عليه) هل يصح له ان يعلن او يكشف عن هذا التحديد؟
الشيخ علي الكوراني: يكون حجة عليه، حجة عليه اذا هو يعتقد ولكن في اعتقادي انا اتصور اذا ناقشناه في الاحتمالات وفي نظر الى الاحتمالات العديدة لذلك مثلاً نحسب حروفاً ثم ننقص منها شيئاً، من قال نقص او زيد او اضرب؟ لماذا استعملوا عملية دون عملية اخرى؟ لماذا هذه الجملة دون جملة اخرى؟ لذلك نقول له يا اخي الكريم انت ما توصلت اليه ومعتقد فيه هو ليس اكثر من ظن ومن ناحية انه ظن لا يصح ان تنشره في الناس ومن ناحية اننا منهيون عن التوقيت فهذا ينافي النهي عن التوقيت وشكراً.
المحاور: وشكراً لكم سماحة الشيخ اما السؤال الثاني للاخت كريمة تسأل قرأت في الكتاب نفسه الذي اشارت اليه انه بالامكان استناداً الى علم الجفر تحديد مكان الامام المهدي (سلام الله عليه)، تسأل ايضاً عن مدى صحة ذلك؟
الشيخ علي الكوراني: علم الجفر، الجفر معناه جلد الماعز والجفر من مواريث الانبياء ومن المؤكد انه كان عند اهل البيت (عليهم السلام)، هذا الجفر الذي فيه العلوم او الكتب او اوراق او مكتوب فيه وقال ابو العلاء المعري:
وقد عجبوا لأهل البيت لما
اتاهم علمهم في مسك جفر
ومرآة المنجم وهي صغرى
ارته كل رابية وكل قصر
اصل الجفر عند اهل البيت (عليهم السلام) نعم، وكل ما رأيته انا من علوم الجفر، كتاب الجفر، الجفر الاحمر ما موجود هذا ولا يصح ولا فيه قواعد، نعم روايات عن الجفر قد تكون موجودة ولكن ليس فيها القواعد فعلى هذا الاساس نعم يقال ان بعضهم عنده العلوم الغريبة يسموها وان بعضهم يقول انوي على شيء، ينوي على شيء ويقول له، احدهم نوى عن الامام المهدي (سلام الله عليه) والثاني هذا الذي يحسب بحساب الجفر او بحساب الاعداد، حسب له وقال انت نويت على شخص لا يتحرك من مكان الى مكان، ممكن هذا الامر ولكن يا اخي لا يزيد عن الظن وشكراً.
*******
أما الآن فقد حان موعدكم مع آخرفقرات البرنامج وتشتمل علي حكاية أخري من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة. وضعنا لها العنوان التالي:
سرعان ما جاء الفرج
بناءً علي طلبٍ من مؤلف كتاب عشاق الإمام المهدي (عليه السلام) حجة الاسلام أحمد القاضي الزاهدي، كتب العالم الجليل الشيخ عبد الله مجد البروجردي وهو مؤسس مركز (القرآن والعترة) الصحي الخيري في مدينة قم المقدسة عدة من الحوادث التي أنجاه الله فيها من المخاطر ببركة التوسل إليه بمولانا بقية الله المهدي (أرواحنا فداه).
يقول آية الله الشيخ عبد الله مجد في الحكاية الأولي: في أيام تشرفي بالإقامة في النجف الأشرف [للدراسة] ذهبت يوماً الي نهرالفرات [في الفرع المعروف بشط الكوفة] للسباحة، وأثناء السباحة وقعت في دوارمائي عميق فقدت القدرة علي الخروج منه وأشرفت علي الموت غرقاً، فتوجهت- وأنا في تلك الحالة- الي مولاي الحجة المهدي (سلام الله عليه) متوسلاً به الي الله جل جلاله طلباً للنجاة، وإثر هذا التوجه مباشرة، شعرت وكأن شخصاً يُمسك بيدي ويخرجني من ذلك الدوار ويوصلني سالماً الي الشاطيء والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ويرجع تأريخ الحادثة الثانية الي أيام طفولة هذا العالم الجليل الشيخ عبد الله مجد البروجردي، يحكيها مختصرة علي النحوالتالي؛ قال: الحادثة الثانية وقعت أيام طفولتي، إذ تهت ذات يوم [في صحراء خارج المدينة] وضيعت طريقه العودة الي المنزل، وبقيت حائراً مضطرباً، ولم يكن ثمة شخص يدلني وينقذني من تلك البرية، كنتُ قد سمعتُ [من كبارنا] بأسم إمام العصر(عليه السلام) وأنه ينقذ التائهين فتوسلت به الي الله عزوجل وسرعان ما جاء الفرج وعثرت علي طريقة العودة ورأيت معالم البلدة ونجيتُ من الموت في الصحراء.
وثمة حكايات أخري كتبها العالم الجليل الشيخ عبد الله مجد البروجردي نُقلت في كتاب عشاق الإمام المهدي.
*******