موضوع البرنامج:
وصية بالورع عما يهدد الامام
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول حوادث مدينة العيص شمال المدينة المنورة وآخر بشأن دعاء الفرج
مسح علي راسي وقال: ...

ما بال ابناء مجدي راح يحجبها

عني زماني وغاب الضيغم الاجم

مخيلتي قد ابت كسر النفوس وان

يرض ضلعٌ لها والظهر ينقصم

مالي ومالهم جار الزمان بنا

فاذكر لنا شمس قدسٍ عاقها ظلم

والشمس شمسا وان حجّبنها

سحبٌ والبدر بدرٌ وان حفت به بهم

يا غائبا عن رعايا غاب ناصرها

وعن دماءٍ برغم المجد تهتضم

جاءتك تذكر امرا وهي تجمله

خوفا ونهبا بعين الله يغتنم

بقية الله اني لا ابثكها

عطفا عليك وانت العالم العلم

خذ وغرة صدرت عن نفثة هدرت

ولا تقر فهاك القلب وهو دم

*******

وله الحمد والمجد العزيز الحكيم واطيب التحيات وازكي الصلوات علي مجاري فضله العميم والهداة الي نهجة القويم وصراطه المستقيم محمد وآله الطاهرين.
قد اخترنا لمطلعها ابياتاً في التوسل الي الله عزوجل بوليه الامام المهدي (عجل الله فرجه) جاشت بها قريحة الشاعر الولائي العالم الفاضل محمد مهدي البحراني (رضوان الله عليه). وفي هذه الحلقة اعزاءنا فقرات اخري هي:
- وصية بالورع عما يهدد الامام
- واجابة من سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤالين بشان حوادث مدينة العيص شمال المدينة المنورة وآخر بشأن دعاء الفرج
- ثم حكاية موثقة اخري من حكايات الفائزين بلقاء صاحب العصر عنوانها: مسح علي راسي وقال: ...

*******

الفقرة التي نسعي فيها الي استلهام وصايا امام زماننا (ارواحنا فداه) من الروايات الشريفة التي نقلتها المصادر المعتبرة. عنوانها في هذه الحلقة هو:

الورع عما يهدد الامام

روي ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي عن ابي عبد الله الصالحي قال: سألني اصحابنا بعد مضي ابي محمد [الامام الحسن العسكري] (عليه السلام) ان اسال عن الاسم والمكان [يعني اسم خليفته المهدي الموعود ومكانه (ارواحنا فداه)] فخرج الجواب [يعني من جهة الامام المهدي]: ان دللتهم علي الاسم اذاعوه، وان عرفوا المكان دلوا عليه.
وروي في كتابي كمال الدين للشيخ الصدوق والغيبة للشيخ الطوسي، مسنداً عن ابي العباس احمد بن الخضر، انه امضي سنين في الفحص وطلب خليفة الامام العسكري (عليه السلام) وتغرب عن وطنه بسبب ذلك ثم كتب رسالة الي مولاه المهدي (ارواحنا فداه) عن طريق سفيره الثالث في الغيبة الصغري، شكي تعلق قلبه واشتغاله بالفحص والطلب (بهدف لقائه (عليه السلام))، فخرج اليه من صاحب الزمان توقيع جاء فيه قوله (عجل الله فرجه: (من بحث فقد طلب ومن طلب فقد دل، ومن دل فقد اشاط ومن اشاط فقد اشرك.
ولما وصلت رسالة الامام لابي العباس كف عن الطلب ورجع، قال رحمه اله: وسكنت نفسي وعدت الي وطني مسروراً والحمد لله.
هذه الروايات هي نموذج لطائفة من الروايات الشريفة التي استند اليها الفقهاء الذين افتوا بحرمة ذكر الامام المهدي (عجل الله فرجه) باسمه الشريف.
ومعلومٌ ان كثيراً من الفقهاء افتوا بان هذه الحرمة مختصة بعصر الغيبة الصغري وعللوا ذلك باشتداد جهود السلطات العباسية يومذاك لقتل الامام (ارواحنا فداه) لعلهما بان ابن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) والامام الثاني عشر من ائمة العترة المحمدية هو المهدي الموعود الذي بشر به النبي الاكرم (صلي الله عليه وآله) الذي ينهي حكم الظلم ويقيم الدولة الالهية العادلة.
ويميل هؤلاء الفقهاء الي ان ذكر الاسم لم يعد يحمل ذلك الخطر بعد ان ثبت وجوده وقيامه بمهام الامامة.
علي اي حال وبغض النظر عن هذا الحكم الفقهي فان هذه الروايات الشريفة ونظائرها تشتمل علي وصية محورية للمؤمنين طوال غيبة امام العصر (ارواحنا فداه) سواء الغيبة الصغري او الغيبة الكبري، وهذا ما نحاول الاشارة اليه، بعد قليل بعون الله تبارك وتعالي.
الوصية المهدوية التي تتضمنها هذه الروايات الشريفة هي ان يجتنب المؤمنون الكشف عن كل ما يؤدي الي تعريض امام زمانهم (ارواحنا فداه) وجهوده للخطر.
وتتفرع عن هذه الوصية وصية اخري هي ان يتجنب المؤمن الذي لا يستطيع حفظ ما يؤدي كشفه الي تعريض الامام او جهوده للخطر ان يتجنب السعي للتعرف علي مثل هذه الامور.
وهذه الوصية المحورية تؤكدها من جهة وتنبه لها من جهة الادعية المروية عن ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام) والتي تعلم المؤمنين ان يدعوا الله جل جلاله باستمرار بان يحفظ امام زمانهم من اخطار الطواغيت في كل زمان.
نفتح قلوبنا لنموذج من هذه الادعية، فنختار مثلاً بعض فقرات دعاء عصر الغيبة المروي عن مولانا الامام الرضا (عليه السلام) والذي امر الامام المهدي (عجل الله فرجه) بتلاوته عصر يوم الجمعة كما نقل الشيخ الزاهد عباس القمي في كتابه العبادي مفاتيح الجنان، وجاء فيه ان يقول الداعي لامام زمانه بقية الله المهدي: اللهم اعذه من شر جميع ما خلقت وذرات وبرات وانشات وصورت، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك (عليه السلام.(
اللهم ومدّ في عمره وزد في اجله واعنه علي ما وليته واسترعيته وزد في كرامتك له فانه الهادي المهدي والقائم المهتدي والطاهر التقي الزكي النقي الرضي المرضي الصابر الشكور المجتهد، يا ارحم الرحمين.

*******

نواصل تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بالفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج.

حوادث مدينة العيص شمال المدينة المنورة وآخر بشأن دعاء الفرج

المحاور: السلام عليكم، نرحب بكم في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ومعنا مشكوراً في هذه الفقرة سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ الاخ حبيب الراشد من بلد الحرمين عرض على سماحتكم السؤال التالي بشان بعض الحوادث التي تشهدها منطقة العيس؟
حبيب الراشد: بسم الله الرحمن الرحيم، عندي سؤال اوجهه الى برنامج شمس خلف السحاب لسماحة الشيخ علي الكوراني، سؤالي هو هل ما يحدث في منطقة شمال المدينة المنورة اسمها مدينة العيس لها علاقة بعلامات الظهور الامام الحجة صلوات الله وسلامه عليه، الاحداث التي تحدث هذه الايام من هزات وزلازل، حبيب الراشد المملكة العربية السعودية؟
المحاور: سماحة الشيخ تفضلوا بالاجابة عن سؤال الاخ حبيب الراشد؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، اولا اخبار منطقة العيس وهذه نعم المنطقة موجودة في التاريخ وفي الحاضر ومتابعتنا للاخبار ومتابعتي للعديد من سكانها والاهتزازات التي كانت ويسأل الكثيرون انها هل هي الزلزلة الموعودة او النار الموعودة الجواب ما عندنا حول المدينة زلزلة موعودة وفي منطقة المدينة وبين المدينة ومكة، الموعود احداث تكون بين الحرمين احداث المدينة نعم، والنار التي تظهر في الحجاز في شرقي الحجاز، شرقي الحجاز يعني ما يسمى الان المنطقة الشرقية وتلك نار عالية تدوم سبعة ايام هذه نعم هذه قرب ظهور الامام (سلام الله عليه)، اما ما حدث في منطقة العيس وان شاء الله يكون انتهى وهدات الامور لم اجد فيه رواية تنطبق عليه.
المحاور: سماحة الشيخ ننتقل الى سؤال اخر من الاخت منى الوجدي، الاخت الكريمة تسال عن الدعاء المعروف بدعاء الفرج للامام الصاحب (سلام الله عليه)، "اللهم كن لوليك" تقول هل ان هذا الدعاء من الادعية المروية عن ائمة الهدى (عليهم السلام)؟
الشيخ علي الكوراني: نعم هذا الدعاء ورد بسند صحيح عن الامام الصادق (سلام الله عليه)، وهو دعاء للامام المعصوم في كل عصر، وعلم لمن سأله اللهم كن لوليك الحجة فلان وتسميه، والامام في عصره، واذن هو الاصل الدعاء للامام الصادق سلام الله وكانوا يعلمون شيعتهم يدعون لامام عصرهم، واستمر الشيعة على هذا الدعاء الى زمن الامام المهدي (سلام الله عليه)، فنحن ندعو له به، فاصل الدعاء مروي عن الامام الصادق (سلام الله عليه).
المحاور: سماحة الشيخ الاخت تسال هل هنالك اوقات محددة بالخصوص لهذا الدعاء ام انه يمكن الدعاء به في اي وقت؟ ثم هل يجوز ان ندعو به في قنوت الصلوات؟
الشيخ علي الكوراني: نعم يجوز الدعاء به في قنوت الصلوات، قنوت الصلوات مفتوحة لاي دعاء سواءا كان منشا من الانسان، ولكن لا يكون فيه خطاب غير الله عز وجل، او ماثورا هذا دعاء مأثور يذكر بان القنوت فيه جائز باجماع فقهائنا وهو ايضاً قنوت ودعاء للامام المهدي (سلام الله عليه) في صلاته، وليس له وقت معين ويجوز الدعاء فيه في كل وقت وفي قنوات الدعاء جيد وبعد الصلاة جيد وبعد الادعية كله جيد.
المحاور: وجزيل الشكر لكم سماحة الشيخ علي الكوراني، وحفظ الله الاخوة والاخوات وهم يتابعون ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

و نصل بكم الان ايها الاخوة والاخوات الي حكاية اخري من الحكايات الموثقة للفائزين بالالطاف المهدوية الخاصة. عنوانها في هذا اللقاء هو:

لقد مسح علي راسي وقال: ...

نقل آية الله الشيخ محمد باقر رشاد في رسالته المطبوعة بالفارسية تحت عنوان (البشارة) قصة شفاء احدي ارحامه وهي الاخت الكريمة (صدّيقة مقدم) ونشر معها التقارير الطبية لحالتها قبل شفائها وبعده وتصريح الاطباء الذين عالجوها بان شفائها لم يكن طبيعياً بل جاء ببركة التوسل الي الله عزوجل بوليه المهدي (ارواحنا فداه) وكان آية الله الشيخ رشاد هو احد من شاهد هذه الواقعة عن قرب.
ويرجع تاريخ حدوث الواقعة الي سنة تسعين وثلثمائة بعد الالف للهجرة، حيث اصيبت هذه الاخت المؤمنة وكان عمرها يومذاك ثلاثة عشر عاما بتشجنات شديدة ومؤلمة خضعت بسببها لمعالجات استمرت اربعة شهور مستمرة تحت اشراف مجموعة من افضل اطباء الاعصاب والامراض الدماغية في طهران كالبروفسور المرحوم الدكتور ابراهيم سميعي.
كان تشخيص الاطباء يقول باصابة هذه الاخت بمرحلة متطورة من مرض الصرع، اخضعوها بسببها للمعالجة فخفت حدة تلك التشنجات ولكن بمجرد انتهاء دورة الادوية عادت وبشدة اكثر ايلاما، الامر الذي بعث لدي الاطباء الياس من امكانية معالجة مرض الاخت صدّيقة مقدم، ولكن للامل ابواباً اوسع من تلك القوانين.
يحدثنا آية الله الشيخ محمد باقر رشاد عما جري بعد ذلك فيكتب في رسالته المذكورة قائلاً: لقد صادف اشتداد المرض وتضاعف الالام لدي هذه الاخت المؤمنة حلول شهر رمضان وهو الموسم الذي تنشط فيه مجالس الدعاء والتضرع لله عزوجل، وحيث ينشط المبلغون في مجالس الوعظ والارشاد في دعوة المؤمنين الي الالتجاء الي سفن النجاة (عليهم السلام).
وكسائر الناس كانت الاخت صديقة تذهب الي المساجد لحضور هذه المجالس ولكن بقلبٍ كسيرٍ ملؤه الالم.
ولان الخطباء يخصصون عادة حديثهم في مجالس الجمعات عن امام العصر (عجل الله فرجه الشريف). لذلك فان هذه الاخت التي يئست من المعالجات توجهت بقلبها الكسير ملتجئة الي امامها طالبةً منه (عليه السلام) ان يدعو لها الله بالشفاء.
ويتابع آية الله الشيخ محمد باقر رشاد نقل ما جري للاخت المؤمنة صديقة مقدم، التي اشتد توسلها الي الله بوليه المهدي في احدي جمعات شهر رمضان المبارك، فجاءها الفرج من الله عزوجل باسرع مما كانت تتصور.
يقول آية الله الشيخ رشاد: في مساء ذلك اليوم اي في ليلة السبت انتبهت والدة الاخت صديقة الي ان ابنتها قد رفعت رأسها عن الوسادة وجلست واخذت تتكلم وكانها تتحدث مع شخص تراه، توهمت الام ان ابنتها قد اصابها مسٌ ولكن صديقة لم يصبها الا الخير، فبعد ان استيقظت قالت: لقد كان امام الزمان (عليه السلام) هنا الان وقد مسح علي راسي وقال: لقد شفيناك!
ومنذ تلك اللحظة زالت عنها الالام وتلك التشنجات بصورة كاملة ولم تعد اليها.
وعندما فحص الاطباء المتخصصون الاخت صديقة بعد ذلك تعجبوا من زوال آلامها وانقطاع نوبات التشنج، ثم اجروا لها تحليلات جديدة وتخطيطات دماغية اظهرت سلامتها بالكامل وخلاف ما كانت قد اظهرته من قبل التخطيطات والتحليلات السابقة.

*******