ضمن دبلوماسية طهران الهادفة الى حل مشاكل المنطقة، كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عن مقترح طرحته طهران بشأن تسوية الخلافات بين سورية وتركيا خلال الاجتماع الأخير الذي عقده مع نظرائه من أنقرة ودمشق وموسكو.
أمير عبد اللهيان، وفي مقابلة مع صحيفة الوفاق الإيرانية، قال إن المقترح يتضمن تعهد تركيا أولاً بإخراج قواتها من سورية، وثانياً ان تتعهد سوريا بوضع قواتها على الحدود لمنع أي تعرض للأراضي التركية. وبحسب المقترح تكون كل من إيران وروسيا ضامنتين للاتفاق.
المقترح الايراني يأتي بعد نحو أسبوعين من تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن موسكو قدمت اقتراحاً لدمشق وأنقرة لعقد اتفاق يسمح للقوات التركية بمحاربة الإرهابيين على الأراضي السورية، ولكن بالاتفاق مع دمشق.
لكن المحادثات بين دمشق وأنقرة تشهد تعقيدات كثيرة تتعلق بتمسك دمشق بشرط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية أولاً، وتشدد أنقرة على ضمان أمن الحدود مع سوريا ومنع تسلل المناوئين لها من الأراضي السورية بحسب الادبيات التركية، فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة حزباً ارهابياً.
وسعت موسكو، منذ ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، إلى إعادة تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة، وتحقيق لقاء بين الرئيسين السوري والتركي، من خلال سلسلة اجتماعات بدأت بلقاءات أجهزة الاستخبارات والدفاع. ثم اجتمع نواب وزراء الخارجية أولاً، تلاها اجتماع لوزراء خارجية تركيا وسوريا وإيران وروسيا قبل اربعة اشهر في موسكو، إلا أن المفاوضات توقفت عند نقطة إعداد خريطة الطريق، لتضارب الأولويات بين دمشق وأنقرة بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا والذي تؤكد عليه دمشق.
وبحسب تصريحات المسؤولين الروس، فإن الاتصالات لا تزال مستمرة للتوصل إلى اتفاق على خطة عمل مقبولة من الطرفين.
ويقول متابعون ان الاشتباكات التس شهدها الشمال السوري بين العشائر العربية وقوات سوريا الديموقراطية "قسد" المدعومة اميركيا، ربما تكون تهدف الى اعادة خلط الاوراق في الشمال السوري بدفع من بعض الاطراف لتعطيل اي قطار حلول مفترض بين انقرة ودمشق.