من أفضل وأعظم العبادات الدعاء وهو مخ العبادة، فيحرص الجميع على الدعاء في هذا الشهر الخير.
وقد جاء أنه فيما نذكره مما يدعى به في غرة شهر ربيع الأول:
وَجَدْنَا ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْمُنْتَخَبِ فَقَالَ مَا هَذَا لَفْظُهُ:1
اللهُمَّ لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ، يا ذَا الطَّوْلِ وَالْقُوَّةِ، وَالْحَوْلِ وَالْعِزَّةِ ، سُبْحانَكَ ما أَعْظَمَ وَحْدانِيَّتَكَ ، وَأَقْدَمَ صَمَدِيَّتَكَ ، وَأَوْحَدَ إِلهِيَّتَكَ، وَأَبْيَنَ رُبُوبِيَّتَكَ ، وَأَظْهَرَ جَلالَكَ ، وَأَشْرَفَ بَهاءَ آلائِكَ ، وَأَبْهى كَمالَ صَنائِعِكَ ، وَأَعْظَمَكَ فِي كِبْرِيائِكَ ، وَأَقْدَمَكَ فِي سُلْطانِكَ ، وَأَنْوَرَكَ فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ ، وَأَقْدَمَ مُلْكَكَ ، وَأَدْوَمَ عِزَّكَ ، وَأَكْرَمَ عَفْوَكَ ، وَأَوْسَعَ حِلْمَكَ ، وَأَغْمَضَ عِلْمَكَ ، وَأَنْفَذَ قُدْرَتَكَ ، وَأَحْوَطَ قُرْبَكَ.
أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ الْقَدِيمِ ، وَأَسْمائِكَ الَّتِي كَوَّنْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَرَحِمْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَأَنْ تَأْخُذَ بِناصِيَتِي إِلى مُوافَقَتِكَ ، وَتَنْظُرَ إِلَيَّ بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَتَرْزُقَنِي الْحَجَّ إِلى بَيْتِكَ الْحَرامِ ، وَانْ تَجْمَعَ بَيْنَ رُوحِي وَأَرْواحِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَتُوصِلَ الْمِنَّةَ بِالْمِنَّةِ ، وَالْمَزِيدَ بِالْمَزِيدِ ، وَالْخَيْرَ بِالْبَرَكاتِ ، وَالإِحْسانَ بِالإِحْسانِ ، كَما تَفَرَّدْتَ بِخَلْقِ ما صَنَعْتَ ، وَعَلى مَا ابْتَدَعْتَ وَحَكَمْتَ وَرَحِمْتَ.
فَأَنْتَ الَّذِي لا تُنازَعُ فِي الْمَقْدُورِ ، وَأَنْتَ مالِكُ الْعِزِّ وَالنُّورِ ، وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ، وَأَنْتَ الْقائِمُ الدَّائِمُ الْمُهَيْمِنُ الْقَدِيرُ.
إِلهِي لَمْ أَزَلْ سائِلاً مِسْكِيناً فَقِيراً إِلَيْكَ ، فَاجْعَلْ جَمِيعَ أُمُورِي ، مَوْصُولاً بِثِقَةِ الاعْتِمادِ عَلَيْكَ ، وَحُسْنِ الرُّجُوعِ إِلَيْكَ ، وَالرِّضا بِقَدَرِكَ ، وَالْيَقِينِ بِكَ ، وَالتَّفْوِيضِ إِلَيْكَ.
سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ، سُبْحانَهُ ، بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ ، سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ ، سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ، سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ ، سُبْحانَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
سُبْحانَ اللهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ ، ( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) ، ( فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) ، ( وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ. )
( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ ، سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ، ) سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً.
سُبْحانَ رَبَّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً ، سُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ، سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ ، سُبْحانَ رَبِّنا إِنَّا كُنّا ظالِمِينَ ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَرِّفْنا بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِ وَيُمْنَهُ ، وَارْزُقْنا خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنّا شَرَّهُ ، وَاجْعَلْنا فِيهِ مِنَ الْفائِزِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
*******************************
1- إقبال الأعمال( ط- القديمة): ص596-597.