موضوع البرنامج:
التجسيد العملي للاعتقاد بالامامة الالهية
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول فتنة الدجال وسبل النجاة منها
نجاة عند الاحتضار
يا امام العصر ما اقتلها
حسرة كانت هي الداء العياءا
مطلتنا البرء في تعليلها
وسوي مراك لا نلقي شفاءا
برئت ذمة جبار السما
من اناس منك قد اضحوا براءا
فمتي تبرد احشاء لنا
كدن بالا نفاس يضرمن الهواءا
ونري يا قائم الحق انتضت
سيفها منك يد الله انتضاءا
افهل نبقي كما تبصرنا
ننفذ الايام والصبر رجاءا
لا راي الرحمة من قال رياءا
قلت الروح لمولاها فداءا
*******
وله المجد والحمد الرزاق ذو القوة المتين ازكي الصلوات والتحيات علي حبيبنا المصطفي الصادق الامين واله سفن النجاة وكهف الله الحصين.
اهلاً بكم في لقاء آخر من برنامج شمس خلف السحاب يسرنا ان نكون فيه معكم في رحاب السعي لتعميق معرفتنا وتمسكنا بولاية امام زماننا خاتم اوصياء العترة المحمدية امام العصر المهدي المنتظر (ارواحنا له الفداء). الابيات التي استمتعتم اليها في بداية اللقاء هي مما تفجرت بها قريحة شاعر الولاء السيد حيدر الحلي وهو يتشوق لفرج الله الاكبر ويتفدي مولاه ومولانا الامام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) ولنا معكم في هذا اللقاء احباءنا المحطات الثلاث التالية وهي:
- محطة مع وصايا امام العصر للمؤمنين وعنوانها في هذه الحلقة هو: التجسيد العملي للاعتقاد بالامامة الالهية
- تليها من اجابة من سماحة الشيخ علي الكوراني عن سوال مهم بشأن فتنة الدجال وسبل النجاة منها
- اما المحطة الاخيرة فهي احدي حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة عنوانها هو: نجاة عند الاحتضار
*******
معكم احباءنا والفقرة التي نسعي فيها للتعرف علي وصايا امام زماننا (ارواحنا فداه) كمقدمة للعمل بها عنوانها في هذا اللقاء هو:
التجسيد العملي للاعتقاد بالامامة الالهية
قال مولانا وامام زماننا المهدي صاحب الزمان (ارواحنا فداه): الذي يجب عليكم ولكم ان تقولوا: انا قدوة الله وائمة وخلفاء الله في ارضه، وامنائه علي خلقه وحججه في بلاده نعرف الحلال والحرام ونعرف تاويل الكتاب وفصل الخطاب.
ورد هذا الكلام النير في رسالة للامام (عجل الله فرجه) رواها الشيخ الثقة محمد بن مسعود العياشي (رضوان الله عليه) في كتابه المعروف في التفسير وهذه الرسالة جاءت جوابا عن سؤال بشان تنزيه العقيدة الحقة في ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام) من تسويلات الغلو والجحود وانحرافات المغالين والجاحدين المنكرين لمقاماتهم التي حباهم بها الله جل جلاله وعليه يتضح ان كلام امامنا المهدي (ارواحنا فداه) يعرفنا بما يجب علينا ان نعتقده في الائمة المحمديين (عليهم السلام) من هنا نستلهم:
الوصية الاولي: المستفادة من هذا النص وهي ان علينا ان نتجنب كل ما يتعارض مع هذا الاطار الذي حدده (سلام الله عليه) من الافكار التي يتبناها المغالون في اهل البيت (عليهم السلام) او الجاحدون والمنكرون لمقاماتهم التي خصهم بها الله عزوجل.
الوصية الثانية: نستلهمها من قوله (عجل الله تعالي فرجه) (انا قدوة الله) ولايخفي عليكم ان معني القدوة هو من يقتدي بفعاله ويتأسي بسلوكه وتقتفي اثاره.
فهم (عليهم السلام) القدوة الالهية التي نجد فيها تجليات اخلاق الله عزوجل باسمي واتقي مراتبها و بذلك يتضح ان الوصية الثانية هي ان يسعوا الي التعرف علي اخلاق اهل بيت النبوة المحمدية (عليهم السلام) والتخلق بها قربة الي الله تعالي.
ونتلمس الوصية الثالثة: في قول مولانا امام العصر (سلام الله عليه): انا ... ائمة وخلفاء الله في ارضه.
هذا القول يتضمن وصية للمومنين ان يجسدوا عمليا الاعتقاد بامامة ائمة الحق المنصوبين للامامة من قبل الله تبارك وتعالي ويكون ذلك باتباعهم والتمسك بمواقفهم في مختلف الشوؤن الفردية والاجتماعية والرجوع اليهم والتسليم لهم ولحكمهم لانهم خلفاء الله جل جلاله في ارضه والمعبرين عن امره وارادته وحكمه ولا يخفي ان حقيقة الاسلام هي التسليم للارادة الالهية انما يكون بالتسليم لارادة خلفائه الذين يعبرون عن الارادة الالهية.
اما الوصية الرابعة: فهي التي يتضمنها قول امام زماننا المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف): وانا ... امناؤه: [جل جلاله] علي خلقه وحججه في بلاده.
فائمة العترة المحمدية هم امناء الرحمن علي خلقه الذين يقومون بتنفيذ مايريده الله لعباده من ايصالهم وهدايتهم الي كمالهم المنشود كما انهم (عليهم السلام) حجج الله علي الخلق فلايقبل عذر من لم يتوجه بهم (عليهم السلام) اليه للوصول الي الكمال الذي حلق الله الانسان من اجل الوصول اليه.
ومعرفة هذه الحقيقة الاعتقادية تتضمن وصية للمومنين بان يكون توجههم الي الله عز وجل عبر هذه الوسيلة المقدسة التي جعلها لهم واحتج بوجودها علي الخلق من جهة ومن جهة ثانية علي ارادته جل جلاله في ايصال الخلق الي كمالهم المنشود.
الوصية الخامسة: وهي التي نستوحيها من قوله (عليه السلام) في نهاية الرسالة: ونعرف الحلال والحرام ونعرف تاويل الكتاب وفصل الخطاب.
فهذه العبارة تشتمل كما تلاحظون علي وصية جامعة للمؤمنين بالرجوع الي ائمة العترة المحمدية (سلام الله عليهم) في جميع معارف فروع المعارف الشرعية، فمنهم تؤ خذ احكام الله
واوامره ونواهيه والتاويل الصحيح لكتابه العظيم وتشخيص مصاديق آياته الكريمة، وكذلك يرجع اليهم (عليهم السلام) في كل اختلاف في اي شان اذ جعل الله عزوجل لهم كلمته الفصل في كل اختلاف.
*******
اما الان اعزائنا فقد حان موعدكم مع سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيب عن بعض اسئلتكم للبرنامج في الاتصال الهاتفي.
فتنة الدجال وسبل النجاة منها
المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته، وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني للاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ، الاخ كريم عباس بعث لنا برسالة اشتملت على عدة اسئلة جميعها ترتبط بموضوع الفتن، في السؤال الاول منها يقول هل ان الفتن التي حذر منها رسول الله (صلى الله عليه وآله) امته تعتبر من علامات ظهور الامام المهدي، او الاحداث التي تسبق ظهوره عجل الله تعالى فرجه الشريف؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، يوجد فصل لبحث الفتن في معجم احاديث الامام المهدي (سلام الله عليه)، الفتن الموعودة في هذه الامة عديدة لما نزل قوله عز وجل: «أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ»، هذه قاعدة الله عز وجل عندما اخبر الامة انه ستكون عليها فتن في حياة نبيها وبعد حياة نبيها صلى الله عليه وآله خاصة بدأ المهتمون من المسلمين يسئلون رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الفتن والاحداث التي ستأتي، وعرف حذيفة رحمه الله عليه كان كثير السؤال عن المستقبل وكان يخبره النبي (صلى الله عليه وآله) ويخبره باسماء المنافقين وكان يعرف بانه امين سر النبي (صلى الله عليه وآله) والخبير بالمنافقين وبما اخبر النبي (صلى الله عليه وآله) من الفتن التي ستحدث، هذه الفتن ليست نوعاً واحداً منها عام ومنها خاص منها قريب ومنها بعيد، الفتن التي هي متصلة بظهور الامام المهدي (سلام الله عليه) منصوص عليها مثلاً "يا علي ان الامة ستفتن من بعدي"، هذه فتنة مباشرة ولما يقول له: يا علي ان الامة ستغدر بك، ولما يقول ان الامة ستفتن وتقتل ولدي الحسين (عليه السلام)، امتي ستفتن وتستحل الخمر والربا وهكذا، هذه عبارة عن فتن متنوعة تأتي بعده مباشرة او في عصور متعددة، او فتنة بني العباس على امتي، هذه اخبر بها النبي (صلى الله عليه وآله)، الفتن التي هي علامة لظهور الامام (سلام الله عليه) لابد ان تنص انها متصلة بظهوره، مثل نص الحديث الذي يقول ان الفتنة الطحياء العمياء التي تدخل كل بيت من بيوت العرب وعلى اثرها يظهر ولدي المهدي (سلام الله عليه)، هذه نعم منصوصة، الفتن التي هي علامة للظهور لابد ان يكون نص فيها واضحاً يتحدث انه على اثرها وفي اخرها يظهر الامام المهدي (سلام الله عليه).
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة للاشارات كيف يكون الحال، اشرتم الى نص صريح هل يمكن ان تكون بعض الفتن فيها اشارات تشير الى انها غير صريحة رمزية مثلاً؟
الشيخ علي الكوراني: الاشارات لابد ان تكون مطمئنة يعني توجب الاطمئنان، اما اشارات الناس يتمسكون بالاحتمالات والظنون ما توجب علماً ولا يمكن ان يبنى عليها ابداً، في فتن سابقة الناس يجروها للان ويطبقوها الان، الفتن لابد ان ينص فيها نص او فيها مؤشرات كافية تدل على ان هذه من علامات الظهور وقريبة من عصر الظهور.
المحاور: سماحة الشيخ للاخ كريم عباس سؤال آخر عن فتنة الدجال لو سمحتم نوكلها للحلقة المقبلة، شكراً جزيلاً سماحة الشيخ، وشكراً لكم احبائنا وانتم تتابعون ما تبقى من البرنامج.
*******
ندعوكم اعزائنا الي الفقرة اخري وتشتمل علي احدي حكايات الفائزين برؤية مولاه والنجاة ببركة دعائه الله عزوجل اخترنا للحكاية العنوان التالي:
دعا الله لي فأنجاني من الموت
نقل الحكاية التالية مؤلف كتاب عشاق الامام المهدي (ارواحنا فداه) المطبوع في ايران باللغة الفارسية الشيخ احمد القاضي الزاهدي عن والده العالم الرباني الزاهد آية الله الشيخ علي القاضي الزاهدي وهو من علماء مدينة كلبايكان الايرانية وصاحب كثير من المؤلفات في العلوم الاسلامية.
وملخص الحكاية طبق ماذكره الشيخ علي القاضي بقلمه، انه اصيب بمرض الحصبة السوداء او التيفوئيد، لكن الطبيب المعالج اخطا في تشخيص المرض وتوهم في انه مصاب بمرض الملاريا فاعطاه ادوية الملاريا الامر الذي ادي الي ان تسوء حالته الي حد خشي عليه من الموت قال الشيخ القاضي: لقد يأس والدي والاخرون من شفائي وكانوا يتوقعون وفاتي كل حين، بل انتشرت في البلدة اخبار عن وفاتي عدة مرات خاصة وان الاطباء الذين جاوؤا لمعالجتي قالوا لهم: لا تبدو ثمة امكانية لانقاذه بسبب خطا الطبيب السابق ولكننا سنبذل كل ما بوسعنا من اجل تحسن حالته وقد بذلوا بالفعل ولكن دون جدوي.
وتمر الايام ثقيلة وحالة الشاب تزداد سوء وكل من ياتي لعيادته يخرج من عنده يائسا من شفائه حتي جاءه فرج الله الرؤوف الرحيم، يقول الشيخ علي القاضي الزاهدي: وبلغ الياس بهم ذروته فاسبلوا يدي ورجلي باتجاه القبلة علي هيئة المحتضر. جلس والدي عند راسي وقد تملكه الحزن فيما كانت والدتي في الخارج تجهش بالبكاء والنحيب وفجاة شاهدت سيدا جليلاً مهيبا يدخل علي ويجلس عندي، ووجدت نفسي استغيث به وانا اري نفسي مشرفاً علي الموت. لقد كان لساني قد انعقد قبل ذلك وفقدت القدرة علي الكلام، لكن لساني انطلق بعد دخوله (عجل الله فرجه) علي وكان الحاضرون - كما اخبروني فيما بعد - يسمعون كلامي واستغاثتي اذ كنت اردد عبارة: يا سيدي اغثني يا مولاي اغثني.
ونبقي مع آية الله الشيخ علي القاضي الزاهدي وهو ينقل قصة شفاءه في شبابه ببركة توسله الي الله بوليه المهدي (ارواحنا فداه) ومشاهداته في تلك اللحظات.
ولا يخفي عليكم ان ماكان يشاهده هو علي نسق ما يشاهده المحتضر من حضور اولياء الله المقربين (عليهم السلام) عنده كما ورد في الاحاديث الصحيحة وعلي اي حال يواصل الشيخ القاضي الزاهدي بيان ما جري له قائلاً: لقد قرأ ذلك السيد الجليل علي دعاء قصير بمقدار سورة التوحيد وانا مستمر في تكرار استغاثتي به (عليه السلام) فتصور والدي انني اخاطبه هو فقال لي: انا هنا يا ولدي مالذي تريده؟
قل: كل ما تريده وعند هذه العبارة انتبهت الي نفسي فغاب عني مولاي، فاجهشت بالبكاء لفراقه وكان اهلي يسالوني عما جري فلا استطيع الاجابة وبعد فترة طويلة من البكاء الشديد اخبرتهم بما جري، ففرحوا جميعاً واستبشروا خيراً وببركة لطف مولاي (عليه السلام) عافاني الله جل جلاله وكتب لي حياة جديدة.
*******