البث المباشر

الإنماء الروحي والتراحم الإيماني / حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الفتن في علامات ظهور خاتم الأوصياء /ستراه يبعد الحصي عن طريق المؤمنين

الأحد 10 مارس 2019 - 13:48 بتوقيت طهران

(الحلقة:221)

موضوع البرنامج:
الإنماء الروحي والتراحم الإيماني
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الفتن في علامات ظهور خاتم الأوصياء (عجل الله فرجه)
ستراه يبعد الحصي عن طريق المؤمنين

 

عسي الغائب الموتور قد حان وقته

فيجبر مكسور ويصلح فاسد

ويصبح عود الدين بعد ذبوله

يميس قواما وهو ريان مائد

فديناك قد ضاق الخناق ولم يزل

يُعنفنا فيك العدو المعاند

فلا تتركني قاعداً أرقب المُني

أقيم قناة الحرب والحرب قاعد

عليك سلام الله ما اهتزت الربي

وسحت عليها البارقات الرواعد

*******

بسم الله وله المجد والحمد منجي العائذين وعصمة المعتصمين والصلاة والسلام علي أعلام صراطه المستقيم ومعادن منهجه القويم الهادي المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اهلاً بكم في هذا اللقاء من برنامج شمس خلف السحاب، وقد إفتتحناه بأبيات في التشوق لظهور خاتم الأوصياء ومحقق أهداف رسالات الأنبياء بقية الله المهدي (ارواحنا فداه). ما الفقرات الأخري في هذا البرنامج فهي:
- من وصايا مولانا إمام العصر للمؤمنين وعنوانها هو: الإنماء الروحي والتراحم الإيماني.
- وإجابة عبر الهاتف لسماحة الشيخ علي الكوراني عنه سؤال بشأن الفتن في علامات ظهور خاتم الأوصياء (عجل الله فرجه(
- وحكاية من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة عنوانها: ستراه يبعد الحصي عنه طريق المؤمنين

*******

نبدأ بالفقرة الخاصة بوصايا إمام زماننا أرواحنا فداه وعنوانها هو:

الانماء الروحي والتراحم

روي الشيخ الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة بسنده قصة لقاء ابن مهزيار الإهوازي بصاحب الزمان )عليه السلام) وقد جاء في جانبٍ منها أن الإمام قال له: يا ابا الحسن قد كنا نتوقعك ليلاً ونهاراً فما الذي أبطأ بك علينا؟
فأجاب ابن مهزيار: يا سيدي، لم أجد من يدلني الي الآن.
فقال (عليه السلام): ألم تجد أحداً يدلك؟
ثم نكت بأصبعه في الأرض ثم قال: لا ولكنكم كثرتم الأموال، وتجبرتم علي ضعفاء المؤمنين وقطعتم الرحم الذي بينكم فأي عذر لكم؟
فقال ابن مهزيار: التوبة التوبة الإقالة الإقالة.
فقال (عجل الله فرجه): يا ابن المهزيار، لو لا إستغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة الذين تشبه أقوالهم أفعالهم.
قبل أن نشرع في إستلهام وصايا إمام زماننا (عجل الله فرجه) من النص المتقدم، نشير الي أن أبا الحسن علي بن مهزيار رضوان الله عليه هو من مخلصي أصحاب الأئمة عليهم السلام، من هنا نفهم أن مخاطبة الإمام (أرواحنا فداه) في الفقرة الأولي هو من باب: إياك أعني فأسمعي يا جارة.
وبعد هذه الملاحظة، نتناول الفقرة الأولي التي يبين فيها صاحب الزمان علة عدم الفوز بلقائه والوصول إليه بقوله (عليه السلام: (لا ولكنكم كثّرتم الأموال، وتجبرتم علي ضعفاء المؤمنين وقطعتم الرحم الذي بينكم.
والوصية المحورية المستفادة من هذه الكلمات واضحة وهي لزوم إجتناب الإنسياق وراء النزعات المادية ومجاهدة الأهواء النفسانية هذا من جهة ومن جهة ثانية لزوم إجتناب التجبر علي ضعفاء المؤمنين وقطيعة الرحم وخاصة الرحم في الإيمان.
فهذه من المعاصي الكبيرة التي تحرم الإنسان من الإلطاف المهدوية الخاصة وتخرجه من جبهة أنصار المهدي (عليه السلام).
والعكس صحيح أيضاً بمعني أن تقوية التوجهات المعنوية وتعزيز روح التراحم بين المؤمنين وصلة الرحم الايمانية خاصة من شأنه أن يقرب المؤمن من الله جل جلاله ومن إمام زمانه (عليه السلام) ويؤهله للفوز بلقائه وألطافه الخاصة.
وننتقل بكم الآن الي الفقرة الثانية التي يقول فيها مولانا إمام العصر (أرواحنا فداه): لو لا إستغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة الذين تشبه أقوالهم أفعالهم.
ويمكن إستلهام عدة وصايا مهدوية من هذه الفقرة أبرزها هي:
أولاً: أن يستغفر المؤمنون بعضهم لبعض وأن يعين بعضاً بعضاً علي النجاة من المعاصي بجميع مراتبها وكل ما لا يرضاه الله عزوجل، فإن في ذلك النجاة لهم جميعاً من الفتن المهلكة التي تحدق بهم.
وثانياً: أن يهتم كل مؤمن أن يعمل بما من شأنه أن يجعله من خواص شيعة النبي وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام، وهؤلاء هم الذين يصفهم مولانا المهدي (أرواحنا فداه) بأنهم الذين تشابه أقوالهم أفعالهم، وهؤلاء هم الذين ينجيهم الله عزوجل من جميع أنواع الفتن المضلة وغيرها.
وعليه ينبغي للمؤمنين أن يجتهدوا في أن تكون سلوكياتهم العملية مطابقة لما يعتقدون به، ويروضوا أنفسهم علي ذلك بمختلف الأساليب التي بينتها نصوص مدرسة الثقلين.

*******

أما الآن فننقل الميكرفون الي زميلنا والفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم لبرنامج شمس خلف السحاب:

الفتن في علامات ظهور خاتم الأوصياء (عجل الله فرجه)

المحاور: سلام عليكم احبائنا وتحية طيبة لكم ونرحب بكم في هذه الفقرة من فقرات برنامج "شمس خلف السحاب" التي يتفضل فيها سماحة الشيخ علي الكوراني بالاجابة مشكوراً عن اسئلتكم للبرنامج، سماحة الشيخ الاخ كريم عباس بعث برسالة اجبتم عن سؤاله المحوري الاول فيها، وبقي له سؤال عن فتنة الدجال يقول هل ان فتنة الدجال مذكورة في كتب الامامية ومروية عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام) هذا اولاً، ثم هذه الفتنة هناك تحذيرات شديدة من رسول الله صلى الله عليه وآله بشأنها فكيف ننجو من هذه الفتنة؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، انا انبه كل اخواني المسلمين بان هناك تزييفاً في احاديث الدجال وهناك سوء استغلال ونشر لها وفهم لها ينبغي ان ننتبه اليه، اولاً لنعرف ان الدجال كان يخبر به اليهود، واليهود كانوا يستعملون التخويف من الدجال في المدينة، من عقائد اليهود يقولون سوف يخرج الدجال وعنده الخوارق وهذه الامكانات وكانوا يخوفون به، وبعض المسلمين للاسف اخذوه منهم، ايضاً يروي الشيعة والسنة ان النبي (صلى الله عليه وآله) نائم في غرفته قريب المسجد وسمع كلام ونقاش عن الدجال فخرج محمر عينيه وقال: ماذا تقولون فتنة بعضكم عندي اخوف عليكم من فتنة الدجال، وحديث عن البخاري يقول سئل عن الدجال انه يحيي الموتى وجبل من ثريد وجبل من الماء وحماره طوله، يعني الدجال انه عدو لله وسوف يخرج ولكنه ليس بهذا التضخيم الذي ضخموه، واحاديث اهل البيت (عليهم السلام) صريحة في الدجال واضحة انه بعد ظهور الامام (سلام الله عليه) واقامة دولته العالمية يوجد حركة مضادة لليهود مع النواصب يقومون بحركة ضد الامام (سلام الله عليه)، وربما يستفيدون من تطور العلوم الذي يتم على يد الامام، حركة لليهود والنواصب ومعهم المؤسسات، يعني الشاذين جنسياً والشاذات، حركة عالمية ضد الامام المهدي سلام الله عليه وفي عصره، والمسيح يكون موجوداً ويعالجوها وتنتهي، هذه كل قصة الدجال، الى الان التطبيل اليهودي ورثته المذاهب الاسلامية مع الاسف، بان الدجال طلع في باكستان والبعض يقول لا في اليمن والبعض الاخر يقول جاء من سوريا وآخر يقول لا في مغارة في سرداب في جزيرة من زمن سليمان مكبل وبعدين يطلع، والاحبار اخذ يحذر المسلمين لا تفتحوا القسطنطينية اذا فتحتوها يظهر الدجال، هذه هي قصة الدجال، قصة الدجال لازم يعرف انها الى الان تستغل لما يريده اليهود، والدجال عند اهل البيت عليهم السلام احاديثهم صحيحة حركته بعد ظهور الامام ويعالجها وينتهى الامر.
المحاور: سماحة الشيخ كيف اتقاء هذه الفتنة؟
الشيخ علي الكوراني: ما عندنا، الاحاديث مكذوبة هذه ذهنية يهود، هذه ليست ذهنية اهل البيت ابداً، ولا التعبير عنها بفتنة، ربما التعبير عنها باحاديث اهل البيت عليهم السلام بفتنة، لكن هذا التهويل الموجود لا وجود له في جو احاديث اهل البيت عليهم السلام.
المحاور: صلوات الله عليهم اجمعين، سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً جزيلاً، وحيا الله الاخوة والاخوات وهم يتابعون ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.

*******

نتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب بأحدي حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة إخترنا لها العنوان التالي:

ستراه يبعد الحصي عن طريق السائرين

من الحكايات المعبرة عن إهتمام مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) بأمر الساعين في قضاء حوائج الخلق وخدمتهم، حكاية المرحوم الحاج ابو القاسم باينده القمي وهو من المؤمنين الأخيار وكان شديد الإجتهاد في إعانة المحتاجين والفقراء.
وحدث لهذا المؤمن أن أصيبت مزرعته بآفاتٍ تلف بسببها محصوله وأصابته أزمة إقتصادية شديدة.
نذر الحاج ابوالقاسم القمي أن يتوسل الي الله عزوجل لإنقاذه من هذه الأزمة بأن يزور مسجد صاحب الزمان عليه السلام في قرية جمكران أربعين ليلة أربعاء ويؤدي صلاته المسنونة ويزور الإمام المهدي (أرواحنا فداه).
إستمر هذا الرجل في عمله العبادي الي أن كانت الليلة التاسعة والثلاثين من تلك الليالي وفيها فرّج الله عزوجل عنه وحل إزمته الإقتصادية الصعبة.
في تلك الليلة خرج من المسجد بعد أن أتم صلاته وزيارته، فألتقي ببعض معارفه وقد هيأوا أسباب إعداد الشاي ولكن لم يكن لديهم ماءً ولم يكن يومذاك خزانات ماءٍ في مسجد جمكران، فبادرالحاج ابوالقاسم الي إعانتهم وأخذ وعاءً وخرج الي مخزنٍ قديم للماء خارج المسجد لكي يأتيهم بالماء.
وعندما نزل الي منتصف السلم المؤدي الي مخزن الماء شاهد فجأةً سيداً بهي الطلعة وهو يصعد السلم، فسلّم عليه، أجابه السيد بمودة بالغة نفذت الي أعماق قلبه، وأردفها بسؤالٍ عن أحواله وكأنه يعرفه مُنذ زمنٍ طويل.
ثم قال له: هل جئت الي المسجد طلباً لقضاء حاجة.
أجاب الحاج ابوالقاسم: نعم.
فقال له السيد: لقد قضيت حاجتك.
ثم سأله: مِن أي طريق أتيت؟
فأجابه عن طريق القديم، فحدد له السيد موضعاً في هذا الطريق سيلتقي فيه عند عودته بأحد العلماء الأخيار، قال له: ستلتقي هناك الشيخ محمد تقي البافقي وهو قادم للمسجد وقد وضع عباءته تحت إبطه وهو يبعد الحصي والحجارة عن طريق السائرين في هذه الجادة، فأبلغه سلامي وبما قلته لك وأن يعطيك قسماً مما بحوزته من أموالنا: وبالفعل عندما عاد الحاج ابو القاسم القمي التقي في المكان الذي حدده له ذلك السيد ذي الهيئة البهية بالشيخ البافقي ورآه وقد وضع عباءته تحت إبطه وهو يزيح الأحجار المؤذية عن طريق المؤمنين وأخبره بما جري وأبلغه برسالة ذلك السيد المهيب (عجل الله تعالي فرجه)، فلما سمع الشيخ الخبر والرسالة جلس علي الأرض وبكي شوقاً وبشدة، ثم أعطاه عدداً بسيطاً من السكك النقدية ودعا له بالخير والبركة.
قال ابن الحاج ابي القاسم القمي وهو الذي نقل الحكاية للشيخ الزاهدي مؤلف كتاب (عشاق المهدي) الذي نقلنا منه الحكاية؛ قال:
قال لي ابي: لقد زالت عني تلك الأزمة إثر ذلك مباشرة وتحسنت حالتي الإقتصادية وأوضاع عملي.

*******

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة