موضوع البرنامج:
التأسي بإمام العصر في الإستجارة
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول النومة الذين ينجون في الفتنة العمياء
كانت صلاته تخطف القلوب
فمتي تقر العين طالعتك التي
حسدت مصابيح الدجي أنوارها
ومتي تصول علي الطغاة مطهراً
منها البسيطةً ماحياً آثارها
و تعيد ارض الله قاعاً صفصفاً
حتي تطبق بالهدي أقطارها
لا صبر يا بن العسكري فشرعة
الهادي النبي استنصرت أنصارها
هدمت قواعدها وطاح منارها
فأقم بسيفك ذي الفقار منارها
*******
وله الملك والحمد والمجد جميل الصنع حسن التدبير رب العالمين. وأزكي الصلاة وأتم التسليم علي صفوة الله من الخلائق أجمعين النبي الصادق الامين وآله الطيبين الطاهرين لا سيما امام زماننا مولانا الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (عجل الله فرجه) وجعلنا من خيار أنصار في غيبته وظهوره السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته تحية مباركة طيبة.
علي بركة الله يسرنا أن نلتقيكم أعزاءنا في الحلقة اخري من برنامج شمس خلف السحاب إفتتحنا هذه الحلقة اعزاءنا بأبيات في التشوق للفرج المهدوي المبارك، إنتخبناها من قصيدة ولائية مؤثرة للأديب العالم السيد علي الترك الموسوي المتوفي في مكة المكرمة سنة ۱۳۲٤ للهجرة. ونتابع تقديم البرنامج من خلال الفقرات التالية:
- الأولي استلهامية لوصايا امام الزمان (عليه السلام) عنوانها: التأسي بامام العصر في الإستجارة
- والثانية إتصال هاتفي بسماحة الشيخ علي الكوراني وإجابة عن سؤال بشأن النومة الذين ينجون في الفتنة العمياء
- وفي الثالثة ننقل عن المرجع الورع آية الله الشيخ محمد تقي بهجت حكايتين من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية، عنوان هذه الفقرة هو: كانت صلاته تخطف القلوب
*******
إن من أوضح مصاديق التمسك العملي بولاية إمامنا المهدي هو العمل بوصاياه المستلهمة مما روي عنه (عليه السلام) وهذا ما نحاوله في الفقرة الخاصة بذلك وعنوانها في هذه الحلقة هو:
التأسي بامام العصر في الاستجارة
روي الشيخ الصدوق في كتابي كمال الدين ومن لا يحضره الفقيه والشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وغيرهما مسنداً عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه فقلت: أرأيت صاحب هذا الأمر؟
فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني.
وروي في كتابي كمال الدين ومن لا يحضره الفقيه بسنده عن محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وهو النائب الثاني من نواب مولانا الإمام المهدي (عجل الله فرجه) في الغيبة الصغري؛ قال: رأيته – يعني الإمام المهدي (صلوات الله عليه) – متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار وهو يقول: اللهم إنتقم لي من أعدائي.
ثمة وصية محورية تشتمل عليها هاتان الروايتان ونظائرهما، وهي أن يتأسي المؤمنون بامام زمانهم (أرواحنا فداه) في التوجه الي الله عزوجل طلباً لتعجيل ظهوره وإنجازه ما وعده من أن يقيم علي يديه دول العدل والتوحيد الإلهية العالمية والإنتقام من اعدائه وهم أعداء الله جل جلاله وأعداء أوليائه المقربين سلام الله عليهم أجمعين.
فينبغي أن يخصص المؤمنون أفضل الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء للتوجه الي الله عزوجل بهذا الدعاء الذي نعم بركاته وخيراته جميع الخلائق.
هذا أولاً وثانياً ينبغي لهم أن لا يغفلوا عن الدعاء بتعجيل الفرج المهدوي والإنتقام من المستكبرين أعداء الله وأوليائه خاصة إمام العصر المنتظر (عجل الله فرجه) في الاماكن والمشاهد الشريفة، إذ أن الروايتين الشريفتين المتقدمتين تصرحان بأن مولانا المهدي (عليه السلام) دعا الله جل جلاله لذلك عند الكعبة المعظمة وهي أشرف بيوت الرحمان تبارك وتعالي.
لذلك ينبغي لنا أن لا نغفل عن الدعاء بتعجيل الفرج المهدوي المبارك في الحج وعند زيارة المشاهد المشرفة لأهل البيت (عليهم السلام) واولياء الله النقربين وهي من البيوت التي أَذِنَ اللَّهُ عزوجل أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ.
وثمة وصية أخري مستفادة مما ذكرته الرواية من أن إمامنا صاحب الزمان المهدي (سلام الله عليه) كان يدعو بتعجيل الفرج وإنجاز الوعد الإلهي والانتقام من اعدائه (ارواحنا فداه)، كان يدعو بذلك وهو متعلق بأستار الكعبة وعند المستجار بذلك وهذا الأمر يعبر عن أشد حالات الإستجارة واللجوء الي الله تبارك وتعالي والإنقطاع اليه.
ومن هذا الامر نستفيد وصية مهدوية أخري هي أن علي المؤمنين أن يرسخوا في قلوبهم صدق الإعتقاد بأن الامر كله بيد الله عزوجل وحده لا شريك ومن ضمنه قضية ظهور بقية الله (عليه السلام) وتحقق الوعد الالهي بأقامة دولته التوحيدية العادلة في أقطار الارض.
لذلك ينبغي أن يكون الدعاء بتعجيل الفرج نابعاً من القلب مقترناً بصدق التوجه الي الله عزوجل وليس علي نحو الاعتياد.
*******
نشكر لكم أعزاءنا علي جميل المتابعة بهذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وندعوكم الي الاتصال الهاتفي التالي والفقرة الخاصة بالاجابة عن اسئلتكم:
النومة الذين ينجون في الفتنة العمياء
المحاور: السلام عليكم احبائنا ورحمة الله وبركاته، وسلام على ضيفنا الكريم سماحة الشيخ علي الكوراني، سماحة الشيخ الاخت فاطمة عزيز عبر البريد الالكتروني بعثت بهذا السؤال لسماحتكم تقول ورد في حديث لمولانا امير المؤمنين (عليه السلام) قوله: اظلتكم فتنة عمياء مشككة لا ينجو منها الا النومة، تسأل تقول من هم النومة؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم، عندنا الفتن الموعودة في هذه الامة، هذا الموضوع فيه نص عن امير المؤمنين (سلام الله عليه)، وعندنا الموقف منها والنومة، الفتن الموعودة ليست واحدة او اثنتين كثيرة، امير المؤمنين (عليه السلام) يتحدث عن فتنة اظلتكم يعني قريباً تقع عليكم، واظن يقصد فتن بنو امية فلا يصح انه نأخذ احد يشوف له في فتنة ويأتي يطبقها على الوضع الان في عصرنا ويقول ان امير المؤمنين اراد هذا ويبدأ يطبقها تطبيقاً خاطئاً، لابد ان نعرف أي فتنة مقصودة، هذه الظاهرة فتنة بنو امية، ولا ينجو منها الا النومة "يعني الانسان غير المعروف" لانه كان الحالة خاصة بعد ان صالح الامام الحسن، يريدون ان يعترضون على الامام الحسن (عليه السلام)، وان هناك استهداف من معاوية وبني امية لشيعة علي فالشخص الذي يتحرك يكون معروف يريد ان يعمل عمل سياسي هذا معروف وخطر عليه، فالامام يوصيهم بالسكينة والهدوء حتى تمر هذه الموجة، وهذا عندنا في حالات مشابهة عند الائمة (عليهم السلام)، وفي زماننا هذا وارد شبيهه لا ينجو منها الا النومة "النومة يعني مثل انسان نائم" يروح ويأتي في شغله لا عنده مشروع سياسي لا يريد ان يشكل حركة لا يريد ان يعمل بالسياسة ويتأمر على الناس هذا النومة، وعندنا مدح للنومة في مقابل التحفزات الغير صحيحة، اخي الكريم واختي الكريمة لو انكم ترون حالة المجتمع اكثر مشكلاته من تحركات وطموحات عند اصحابها هي التي سببت المشاكل، هذا يريد ان يكون زعيماً هذا يريد ان يكون رئيس حزب هذا يريد ان يكون عنده فئة هؤلاء ليسوا نومة، النومة الناس المحايدين الساكتين الذين يؤدون ما عليهم ويقومون بتكليفهم، اذن خلاصة كلام امير المؤمنين (عليه السلام) هو يوجه الشيعة من بعده ان فتنة عمياء ووصفها باوصاف فتنة بنو امية موجة تأتيكم فانتم التزموا بتعاليم ائمتكم سلام الله عليهم والمؤمن لابد ان يكون نومة اذا يكثر التحرك يخشى على دينه او على دنياه، وليس معنى ذلك دعوة الى السكوت بل دعوة الى رفض التحرك الانحرافي، يجب ان يكون تحرك صحيح في خط اهل البيت عليهم السلام ومنظم للامام المعصوم وللمرجعية هذا هو المطلوب، واما غيره لا في مقابله نكون نومة ولا تأخذ تيار او خط من هذه الخطوط المنحرفة او الخاطئة.
المحاور: سماحة الشيخ هل يمكن ان يكون تحرك المؤمنين حتى قبيل ظهور صاحب الزمان بعيداً عن المظاهر؟
الشيخ علي الكوراني: لا لانه فيها نهي عن التحرك اظلتكم وما ينجو فيها، النجاة في الدنيا وفي الاخرة معاً، الذين خالفوا الامام الحسن سلام الله عليه او راحو صاروا مع بني امية او راحو هم يريدون ان يشكلوا حركات مع الخوارج ومع غيرهم هؤلاء لن ينجو، نعم يمكن ان نقول في عصرنا، بغض النظر عن توجيهات امير المؤمنين (سلام الله عليه) في نصوص ثانية وتوجيهات اخرى لامير المؤمنين تصف فتنة آخر الزمان، هذه نعم مقولة ان الفتنة الاخيرة الموعودة قبل ظهور الامام (سلام الله عليه) في هذه التوجيهات.
المحاور: جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ علي الكوراني، ووفق الله الافاضل وهم يتابعون ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
نتابع تقديم برنامج شمس خلف السحاب بنقل حكايتين من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة... ننقلها لكم من الجزء الثالث من كتاب (في محضر أية الله الشيخ بهجت) المطبوع بالفارسية في ايران وقد وضعنا لهذه الفقرة عنواناً هو:
كانت صلاته تخطف القلوب
قال آية الله الشيخ محمد تقي بهجت: إن التشرف بلقاء الامام صاحب الزمان ورؤيته )عجل الله تعالي فرجه الشريف) هو من سبل تثبيت العقائد الحقة ولكن لا أدري لماذا يغفل الذين يتشرفون بلقائه (عليه السلام) عن سؤاله بشأن الفرج وسبل النجاة من كل هذه الشدائد والإبتلاءات.
لقد نقل أحد السادة عن سيد جليل من المتوسلين الي الله عزوجل بوليه المهدي والمشتاقين للقائه عجل الله تعالي فرجه الشريف أن هذا السيد قد قام بأعمال عجيبة للفوز بلقاء مولاه (عليه السلام) حتي فاز بذلك.
يقول هذا السيد: لفقد طلبت منه (عليه السلام) شيئاً فقال: مادام السيد البروجردي حياً فهو حامل الراية، فإذا توفي وقع الاختلاف واستمرالي الظهور فلن تكون المرجعية بعده موحدة.
ثم علق آية الله الشيخ بهجت علي هذه الحكاية قائلاً: إذا كانت الفاصلة الزمنية بين وفاة السيد البروجردي (رحمه الله) وظهوره (عجل الله فرجه) طويلة جداً فإن من الصعب جداً تصور هذا الامر.
ونقل آية الله المرجع التقي الشيخ محمد تقي بهجت عن أحد العلماء حكاية معبرة أخري من حكايات الفائزين برؤية الطلعة المهدوية الرشيدة، قال هذا العالم: ذهبت يوم الجمعة الماضي -وكان ذلك في شهر آب من سنة ۱۹۸۸ ميلادي ذهبت الي مسجد جمكران برفقة أحد الاصدقاء وشيخ كبير، وبعد الفراغ من صلاة المسجد والدعاء والتوسل وقراءة مجلس تعزية سيد الشهداء (سلام الله عليه). أعرب رفيقنا عن شوق شديد لرؤية مولانا صاحب الزمان (أرواحنا فداه)، كان ذلك في الساعة الثانية عشر ليلاً، وإثر ذلك رأيناً سيداً جليلاً يدخل ويتوجه الي محراب المسجد فصلي عنده اربع ركعات (وهي ركعتي تحية المسجد وركعتي صلاة صاحب الزمان المسنونه إقامتها في هذا المسجد حسب الرواية المعروفة.(
نعود أعزاء نا الي ما نقله هذا السيد العالم حيث قال: لقد صلّي هذا السيد الجليل اربع ركعات، ولكنها أي صلاة تخطف القلوب كانت وبأي صوت ينفذ الي أعماق الروح، إذ كنا أنا ورفيقي خلفه وسمعنا صوته وهو يقرأ تلاوة وأذكار الصلاة، ثم نهض )عجل الله تعالي فرجه الشريف) بعد الفراغ من صلاته وسار بإتجاه باب المسجد، أما أنا فلم استطع النهوض بسبب سيطرة هيبته علي ولكن رفيقي إستطاع السير خلفه الي باب المسجد حتي خرج وكنت انظر اليه حتي باب المسجد، وعندما خرج نهضت وخرجت خلفه ونظرت يميناً وشمالاً فلم أري له أثراً فقد غاب فجأةً.
*******