وفي مقابلة حصرية مع شبكة إن بي سي نيوز في طهران، صرح السيد إبراهيم رئيسي أن اتفاق تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة سيتم الإنتهاء منه في الوقت المحدد وأن السجناء الأمريكيين في حالة "صحية للغاية" وقال، إن الأميركيين المسجونين في إيران سيعودون إلى وطنهم قريباً.
وكتبت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية: وتابع الرئيس الإيراني أن طهران لديها "الخيار" في كيفية إنفاق هذه الأموال. وبحسب مترجم للحكومة الإيرانية، وأكد: "هذه الأموال ملك للشعب الإيراني والحكومة الإيرانية، لذا فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقرر ما ستفعله بهذه الأموال".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه الأموال ستستخدم لأغراض أخرى إلى جانب الإحتياجات الإنسانية، قال رئيسي: "الإنسانية تعني كل احتياجات الشعب الإيراني، لذلك سيتم إنفاق هذه الأموال على تلك الاحتياجات وإن تحديد احتياجات الشعب الإيراني والقرارات بشأنها ستتخذ من قبل الحكومة الإيرانية".
وأبلغت إدارة بايدن الكونجرس يوم الاثنين أنها اتخذت خطوات ملموسة لتسهيل تبادل السجناء وأصدرت إعفاءات من شأنها أن تسمح للبنوك الدولية بتحويل 6 مليارات دولار إلى قطر من دون التهديد بفرض عقوبات أمريكية.
وكتبت شبكة إن بي سي نيوز الأمريكية في تقريرها: رغم أن رئيسي قال إن السجناء الأمريكيين الخمسة في حالة جيدة، إلا أن عائلاتهم تقول إنهم تعرضوا لاستجوابات طويلة وسوء معاملة ، وادعى سياماك نمازي، المسجون في إيران منذ عام 2015، أنه كان في الحبس الانفرادي خلال الأشهر الـ 27 الأولى من سجنه. وادعى شقيقه باباك نمازي أن نمازي تعرض للضرب.
وتابعت وسائل الإعلام الأمريكية: إيران تقول إنها تعاملت مع الأمريكيين بشكل قانوني وإنساني، وترفض اتهامات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان بشأن احتجاز الأمريكيين بدون أسباب قانونية.
وتم الإعلان عن عملية إلافراج عن الأصول الإيرانية المحتجزة وتبادل السجناء بين طهران وواشنطن يوم الخميس 10 أغسطس بعد عامين من المحادثات غير المباشرة بين الطرفين.
وأعلنت أدريان واتسون، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في 10 أغسطس: "نؤكد أن إيران أطلقت سراح خمسة أمريكيين كانوا محتجزين بشكل غير قانوني ووضعتهم قيد الإقامة الجبرية. وعلى الرغم من أن هذه خطوة مشجعة، إلا أن هؤلاء المواطنين الأمريكيين، بمن فيهم سياماك نمازي، ومراد طاهباز، وعماد شرقي، واثنين من الأمريكيين الذين لم يرغبوا في الكشف عن أسمائهم، ما كان ينبغي احتجازهم ابدا في المقام الأول.
وأضاف المسؤول في إدارة جو بايدن: "سنواصل مراقبة وضعهم عن كثب. وبطبيعة الحال، سنواصل جهودنا حتى يعودوا جميعا إلى ديارهم. وحتى ذلك الحين، لا تزال المفاوضات بشأن إطلاق سراحهم النهائي مستمرة وهذه المفاوضات حساسة. وأضاف: "لذلك، سيكون لدينا القليل من التفاصيل حول وضعهم رهن الإقامة الجبرية أو جهودنا لتأمين إطلاق سراحهم".
وكانت ممثلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الأمم المتحدة قد اكدت إطلاق سراح السجناء مزدوجي الجنسية من سجن إيفين بطهران في 10 أغسطس وقالت: تم هذا الإفراج في إطار اتفاق بوساطة دولة ثالثة حيث سيقوم الطرفان باطلاق سراح متبادل للسجناء الخمسة المعنيين، واخضاعهم للعفو.
وأعلنت وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيان لها: تمت عملية الإفراج عن مليارات الدولارات من أصول جمهورية إيران الإسلامية، التي جمدتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في كوريا الجنوبية منذ عدة سنوات وقد حصلت إيران على الضمانات اللازمة لالتزام أميركا بتعداتها في هذا الصدد.
وقبل أكثر من عام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024، تبحث الإدارة الديمقراطية لجو بايدن، التي تستمر شعبيتها حسب استطلاعات الرأي في الانخفاض، عن سبل للخروج من المأزق الذي صنعته بنفسها على صعيد سياسة واشنطن الخارجية من أجل زيادة فرص فوز حزبها .
ومن أجل الخروج من المأزق على صعيد السياسة الخارجية، وضعت الحكومة الديمقراطية الأمريكية الحالية نهج "الدبلوماسية والضغط والردع" على جدول الأعمال من أجل الحد من التوترات القائمة والمحتملة في المنطقة وتجاه جمهورية إيران الاسلامية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية في هذا البلد في نوفمبر 2024 .
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين في 15 آب/أغسطس من هذا العام أن النهج العام لواشنطن تجاه إيران هو "الدبلوماسية والضغط والردع"، لكن مصادر دبلوماسية غربية تزعم أن البيت الأبيض يحاول استخدام "تكتيك احتواء الازمات " حتى اجراء الانتخابات في عام 2024 وذلك بسبب مصالحه واحتياجاته لإيران والمنطقة.
ويعتقد دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه أن الاتفاقيات الرسمية المعلنة، مثل تبادل الأسرى مع طهران والإفراج عن أموال إيران المجمدة، رغم أن لها فوائد للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أدت في الوقت نفسه إلى زيادة مصداقية إدارة بايدن داخل الولايات المتحدة عشية الانتخابات، ومن أجل التوصل إلى اتفاق مع طهران، قام البيت الأبيض بالالتفاف على الكونغرس لمنع أي تدخل من قبل الجمهوريين، ولذلك يسعى بعض المشرعين الأميركيين إلى عقد جلسات استماع في الكونغرس للتعرف على أسباب "فشل" سياسات إدارة بايدن و"تساهلها وتسامحها تجاه طهران.