قال الخزاز القمي: حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله ابن الحسن بن عباس الجوهري، جميعا قالا: حدثنا لاحق اليماني، عن إدريس بن زياد لوى، قال: حدثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه) قال:
خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: "معاشر الناس إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب، أوصيكم في عترتي خيرا، وإياكم والبدع فان كل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار. معاشر الناس من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر، ومن افتقد القمر فليتمسك بالفرقدين، فإذا فقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة بعدي، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم".
قال: فلما نزل عن المنبر (صلى الله عليه وآله) تبعته حتى دخل بيت عائشة، فدخلت إليه وقلت:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمعتك تقول: "إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر، وإذا افتقدتم القمر فتمسكوا بالفرقدين، وإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة" فما الشمس وما القمر وما الفرقدان وما النجوم الزاهرة؟
فقال (صلى الله عليه وآله): "أنا الشمس وعلي القمر والحسن والحسين الفرقدان، فإذا افتقدتموني فتمسكوا بعلي بعدي وإذا افتقدتموه فتمسكوا بالحسن والحسين، وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين، تاسعهم مهديهم".
ثم قال (صلى الله عليه وآله): "إنهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي، أئمة ابرار، عدد أسباط يعقوب وحواري عيسى".
قلت: فسمهم لي يا رسول الله؟ قال: "أولهم علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي، وبعدهما علي زين العابدين، وبعده محمد بن علي الباقر علم النبيين والصادق جعفر بن محمد وابنه كاظم سمي موسى بن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ابنه على ثم ابنه محمد والصادقان على والحسن والحجة القائم المنتظر في غيبته، فإنهم عترتي من دمي ولحمي، علمهم علمي وحكمهم حكمي، من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي". (1)
١. كفاية الأثر: ٤٠.