وقالت هيئة الطيران المدني الروسية، إن بريغوجن كان على متن الطائرة الخاصة التي تحطمت، وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس تعازيه إلى أسرة بريغوجن ليخرج عن صمته بعد تحطم الطائرة يوم الأربعاء ومقتل جميع ركابها، وذلك بعد شهرين من قيادة بريغوجن لتمرد ضد قادة الجيش الروسي.
وقال بوتين، إن “المعلومات الأولية” تشير إلى أن بريغوجن وكبار معاونيه في فاجنر قُتلوا جميعاً وأثنى على بريجوجن، لكنه قال أيضاً إنه اقترف بعض “الأخطاء الفادحة”.
وأشار بعض الساسة والمعلقين الغربيين، دون تقديم أدلة، إلى أن بوتين أمر بقتل بريجوجن عقاباً له على التمرد الذي قام به في 23 و24 يونيو حزيران ضد القيادة العسكرية الروسية والذي كان يشكل أيضاً أكبر تحد يواجهه بوتين منذ توليه السلطة في 1999.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين “توجد الآن تكهنات كثيرة محيطة بتحطم هذه الطائرة والوفاة المأساوية لركابها، بما في ذلك يفغيني بريفوجن. وتُقدّم كل هذه التكهنات بالطبع في الغرب من زاوية معروفة جيدا”.
وأضاف “كل هذا محض كذب، وهنا، عند تناول هذه المسألة، من الضروري أن نستند إلى الحقائق. لا توجد كثير من الحقائق بعد. يتعين الكشف عن الحقائق في سياق أعمال التحقيقات”.
وفتحت جهات التحقيق الروسية تحقيقا فيما حدث، لكنها لم تفصح بعد عما تشك في أنه تسبب في سقوط الطائرة فجأة من السماء في منطقة تقع في الشمال الغربي من موسكو.
ولم تؤكد جهات التحقيق بعد بشكل رسمي هوية العشر جثث التي انتُشلت من الحطام.
ورداً على سؤال بخصوص تلقي الكرملين تأكيدا رسميا على وفاة بريغوجن قال بيسكوف “إذا استمعتم بحرص إلى بيان الرئيس الروسي فإنه قال إنه سيتم إجراء جميع الفحوصات الضرورية، بما في ذلك الجينية. سيجري نشر النتائج الرسمية فور أن تكون جاهزة”.
وأضاف بيسكوف أن بوتين لم يلتق ببريعوجن في الآونة الأخيرة، وأشار إلى أنه لا يعلم الوقت الذي ستستغرقه الفحوصات والتحقيقات.
وقال إنه، لهذا السبب من المستحيل الحديث عن حضور بوتين جنازة بريغوجن.
وأضاف “لم يتحدد موعد الجنازة بعد، من المستحيل الحديث عن كل هذا. الأمر الوحيد الذي يمكنني قوله هو إن الرئيس لديه جدول أعمال مزدحم للغاية في الوقت الراهن”.
وانتقدت روسيا اليوم الجمعة الرئيس الأمريكي جو بايدن لقوله إنه لم يتفاجأ من مقتل بريغوجن، وحذرت من أنه من غير اللائق أن تدلي واشنطن بمثل تلك التصريحات.
وقال بايدن يوم الأربعاء إنه لم يتفاجأ من التقارير عن مقتل بريغوجن، مضيفاً أنه قلما يحدث شيء في البلاد لا يقف وراءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وصرح بايدن “لست مندهشاً… قلما يحدث شيء في روسيا لا يقف وراءه بوتين، لكنني لست على دراية بما يكفي لأعرف ما حدث”.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، إن مثل تلك التصريحات تظهر تجاهل واشنطن للأعراف الدبلوماسية.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن ريابكوف “ليس من مهام الرئيس الأمريكي، من وجهة نظري، أن يتحدث عن أحداث مأساوية مثل تلك”.
من ناحية أخرى، قدم بوتين تعازيه إلى عائلة بريجوجن أمس الخميس ووصفه بأنه رجل أعمال موهوب.
ومع ذلك، قال بوتين إن بريغوجن ارتكب بعض الأخطاء الفادحة وكانت شخصيته لا تخلو من العيوب.
وقال بوتين في تصريحات بثها التلفزيون خلال اجتماع بالكرملين مع حاكم منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا الذي عينته روسيا “أود أن أقدم خالص التعازي لأسر جميع الضحايا. إنها مأساة حقا”.
وأردف “أعرف بريغوجن منذ مدة طويلة، منذ بداية التسعينيات. إنه رجل عاش حياة عصيبة، وارتكب أخطاء فادحة”.