وقال ذلك، الدكتور طلال عتريسي في الكلمة التي ألقاها اليوم الأربعاء 23 أغسطس الجاري عبر تقنية الاتصال المرئي في الندوة الدولية التي نظّمها معهد أبحاث الثقافة والفكر الاسلامي في إيران بالتعاون مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية (إكنا) تحت عنوان "الإستراتيجيات السياسية لخطاب الأربعين في الساحة الدولية".
وأضاف أن المشاركة في زيارة الأربعين متنوعة على مستوى العالم ومن كل المستويات ولا يوجد نموذج يشبهها، لذلك تحتاج إلى التأمل، بدأ الناس بدارستها وهناك بعض الباحثين من الغرب إهتموا بدراسة هذه الظاهرة ليحاولوا أن يفهموا ماذا يجري في الزيارة وكيف تكون عاملاً إضافياً من عوامل نهضة المسلمين ومواجهة التحديات المعاصرة التي يعيشونها في هذا العالم.
وأكد الدكتور طلال عتريسي أن هذه المسيرة الأربعينية ازدادت تحديداً بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران وبعد سقوط النظام في العراق كان هناك تعطش للزيارة لكن الظروف كانت تحيل ذلك، مبيناً أن خدمة الزوار والإنفاق تبرز طابع المحبة والمودة على ما جاء في القرآن الكريم وقراءة هذه الظاهرة من جانب المنظور العاشورائي الممتد إلى المنظور القرآني.
وأشار الى أنه من الملاحظ أن هذه المسيرات لم يكن لها طابع سياسي موجه بل كانت من دافع المحبة والتعلق بالإمام (ع) وكان شعارهم "أحيو أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا"، مصرحاً أن هذه النقطة أساسية لنقرأ بعد ذلك ما هو الخطاب المفترض كيف أن نستفيد ونوظف هذه الظاهرة الإستثنائية في مسار نهضة المسلمين ونهضة العالم الإسلامي؟
أولاً: إن الحشد الإستثنائي الذي يشارك في زيارة الأربعين يشبه إلى حد كبير حشد الحج السنوي، لكن القدرة على التواصل أثناء زيارة الأربعين وظروفها مناسبة أكثر.
ثانياً: إن زيارة الأربعين التي تضم فئات إجتماعية مختلفة ثقافياً وتعلمياً ومن جغرافيات مختلفة هي فرصة لتناول الرأي بين المسلمين حول مشاكلهم والتحديات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية التي يواجهها العالم الإسلامي.
ثالثاً: لغاية الأن وقبل بضع سنوات مسيرة الأربعين لم تتناول في خطابها أي تصور أو رؤية سياسية كان الخطاب يقتصر على الامام الحسين(ع) في جوانبه العاطفية والمعنوية، منذ بضع سنوات بدأ نلحظ تحولاً مهماً في الخطاب العاشورائي حول قضايا مثل فلسطين، في العام الماضي عقد لقاء علمائي فلسطيني أثناء زيارة الأربعين وهذا تحول مهم كما بدأنا نشهد صوراً لقادة الحشد والمقاومة وقادة النصر، هذا يعني أن خطاب الأربعين بدأ يتلمس التحديات التي تواجه المجتمع العراقي والمجتمعات العربية الإسلامية.
وبيّن المفكر اللبناني وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة اللبنانية في بيروت، "الدكتور طلال عتريسي" أنه يمكن لخطاب زيارة الأربعين أن يشكل أساساً مهماً للتشاور بين المسلمين من مناطق مختلفة ليكون هذا التشاور أساساً للمتابعة لاحقاً في بلدان المسلمين والتواصل من أجل أهداف التنمية والتطور والإستقلال والرفعة وعزة المسلمين وهذا الدور تستطيع زيارة الأربعين أن تلعبه ويجب أن يكون هذا الهدف من الأهداف الأساسية لزيارة الأربعين.
المزيد من التفاصيل بالفيديو المرفق...