تذكَّرْ ديارَ الطَفِّ واندُبْ محمدا
فقد قتلوا ثَمَّ الحُسينَ المُمَجَّدا
تذكّرْ بعاشوراءَ صَرعى عقيدةٍ
وقد برَزُوا للمارقينَ على هُدى
تذَكَّرْ أُباةَ الضيمِ في كلِّ مَوقفٍ
ترى فيه أنَّ الحقَّ جال بهِ العِدى
ألمْ ترَ كيفَ السّبطُ الذي قادَ نهضةً
تجلَّدَ مِقداماً ولم يرهَبِ الردى
وحاربَ أتباعَ الغوايةِ صابراً
على عطَشٍ والماءُ يجري مُبَدَّدا
وقد مُنِعَ الطفلُ الرضيعُ سِقايةً
فلا فازَ مَنْ منَعَ الرُّواءَ تعمُّدا
أيعطَشُ آلٌ أذهبَ الرِّجْسَ عنهمُ
إلهُ الورى والكَوْنِ طُرّاً توَدُّدا ؟!
ويُسقى الحسينُ الطُّهرُ ألسِنَةَ اللَّظى
رِماحاً وأسيافاً بثاراتِ مَنْ عَدى
أما عَرفَوا أنَّ الحسينَ مُحمدٌ
وقد قَتلُوا سبطاً تَطَهّرَ مَولِدا
أليسَ رسولُ اللهِ أعلنَ صادعاً
ألا إنَّهُ منِّي إماماً مُسَدِّدا
وإنَّ الذي يؤذي الحسينَ عَدَاوةً
لَخَصمِي ويُخزيهِ العُلا اليومَ أو غدا
اذا جهِلَ الماضُونَ ذاكَ نِكايَةً
فما بالُ أجيالٍ يُبُرُّونَ مُفسِدا
كآلِ أبي سفيانَ والرهطِ قومِهِ
ومن تبِعَ المُستكبرينَ تنَكَّدا
فقدَ حرمُوا طهَ الامينَ مودَّةً
وكانَ يدارِيهم بجَمْعِ مَنِ اهتدى
ويُكرِمُهُم بالجائزاتِ مَكانةً
يؤلِّفُ قلباً بالخَنا دام أسودَا
ولكنهم ظَلُّوا على الكُفرِ نَعرَةً
فوا أسفاً أنَ يُكرَمَ الوَغدُ لَدَّدَا
(إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملَكتَهُ
وإنْ أنتَ أكرمْتَ اللئيمَ تمرّدا) *
وقد نحَرُوا سِبطَ النبيَّ تشفِّيَاً
وثأراً لأجدادٍ أغاظوا محمدا
وحرباً على الاسلامِ وهو غريمُهُمْ
بقتلِ حُسينٍ سيدِ الدينِ والهُدى
وسَبْيِ بناتِ الوَحيِ زجْرَاً كأنها
سبايا مِنَ الكفّارِ سُمْنَ تشَرُّدا
وزينبُ تدعُو الظالمينَ ألا احذَروا
فنحنُ بنَاتُ الطُهْرِ والفخرِ سُؤْدَدا
أبونا عليُّ الخيرِ والاُمُّ فاطمٌ
وإخوانِيَ السِّبطانِ زانَهُما الفِدا
شقيقي هو العباسُ حارِسُ ضعنِنا
وإخوتُهُ صِيدٌ كماةٌ تجلُّدا
وإنَّ لأنصارِ الحسينِ مكانةً
لَتصعَدُ في أعلى الجِنانِ تفَرُّدا
سلامٌ على يومِ الحسينِ رزِيَّةً
تؤجِّجُ في القلبِ الجِراحَ تفَصُّدا
وتضطربُ العَينُ الحَزونُ لأجلِها
فقدَ قُتِلَ السبطُ الذي كانَ أحمدا
على مِثلِهِ نُجري الدُموعَ بواكياً
إماماً قَضى حُرَّاَ أبيَّاً مُوحِّدا
بقلم / حميد حلمي البغدادي