وقد يساعد هذا الاكتشاف في الحد من الضرر الناجم عن المرض أو عكسه ويؤدي إلى العلاج. وعندما تؤدي الجلطة الدموية أو تراكم الترسبات الدهنية إلى انسداد شريان الدماغ، فإنها تمنع تدفق الدم والأكسجين إلى منطقة ما ما يتسبب في تلف خلايا الدماغ أو موتها. ويُعرف هذا بالسكتة الدماغية وهو أكثر أنواع السكتة الدماغية شيوعًا.
وتشير حقيقة أن الناس يمكنهم استعادة بعض وظائف المخ المفقودة بعد السكتة الدماغية ، عادة من خلال إعادة التأهيل المكثف، إلا أن الدماغ يمكن أن يتعافى بعد الإصابة، لكن الآليات الكامنة وراء الإصلاح العصبي ظلت بعيدة المنال حتى الآن. ومن المعروف الآن أن الدهون المختلفة التي يتم إنتاجها بعد تلف الأنسجة تنظم الالتهاب بعد هذا الضرر، لذلك ركز باحثون من جامعة طوكيو للطب وطب الأسنان على هذا الأمر.
وقال الباحث الرئيسي تاكاشي شيشيتا: هناك أدلة على أن المزيد من الدهون يتم إنتاجها بعد تلف الأنسجة وتساعد في تنظيم الالتهاب. ودرسنا التغيرات في إنتاج مستقلب الدهون في الفئران بعد السكتة الدماغية. وهذا الحمض الدهني (DGLA) هو جزء من عائلة أحماض أوميغا 6 الدهنية ذات الخصائص المعروفة المضادة للالتهابات. مع مزيد من الدراسات ، وجد الباحثون أن إنزيم PLA 2 GE 2 (phospholipase A 2 group IIE) ينظم إطلاق DGLA.
ومن خلال التلاعب بتعبير PLA 2 GE 2 في الفئران ، وجد باحثون أنه يؤثر على تعافي خلايا الدماغ، ما أدى نقص الإنزيم إلى مزيد من الالتهابات، وتقليل التعبير عن العوامل التي تحفز إصلاح الأعصاب والمزيد من فقدان الأنسجة، وقد دفع هذا الاكتشاف الباحثين إلى إصلاح الدماغ.
ويقول الباحثون إن اكتشاف آلية جديدة تدفع إصلاح الدماغ قد يؤدي إلى علاجات تعزز تأثيرات PADI 4 وتسريع الشفاء بعد السكتة الدماغية حيث يوجد هذا الحمض الدهني الخاص في الزيوت النباتية والحبوب ومعظم اللحوم ومنتجات الألبان ويتراكم في الدماغ بعد الاستهلاك، ما يشير إلى إمكانية العلاج الغذائي للوقاية من الاضطرابات العصبية في السكتة الدماغية.
وحاليًا تعد أحماض أوميغا 3 الدهنية وحمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) المكملات الغذائية الوحيدة التي يتم الترويج لها لخصائصها المضادة للالتهابات وقدرتها على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب.