وقالت السفارة الهندية في الإمارات، في بيان، إن مؤسسة النفط الهندية دفعت بالروبية لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك).
وتأتي العملية بعد صفقة تضمنت بيع 25 كيلوغراما من الذهب من مصدر ذهب إماراتي إلى مشتر في الهند بنحو 128.4 مليون روبية (1.54 مليون دولار).
ووقعت الهند، في يوليو /تموز، اتفاقا مع الإمارات يسمح بتسوية التجارة بالروبية بدلا من الدولار، في تعزيز لجهود الهند لخفض كلفة المعاملات بالقضاء على التحويلات بالدولار.
وفي زيارة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الإمارات، اتفق البلدان أيضا على إنشاء نظام لربط المدفوعات اللحظية لتسهيل عمليات تحويل الأموال عبر الحدود.
وبلغ حجم التجارة الثنائية بين الهند والإمارات 84.5 مليار دولار بين عامي 2022 و2023.
وتحرص الهند على التوصل إلى اتفاقات مماثلة للدفع بعملات محلية مع دول أخرى إذ تتطلع إلى تعزيز الصادرات في ظل تباطؤ التجارة العالمية.
وعلى الرغم من أنه ليس من المتوقع أن تحل الروبية الهندية محل الدولار الأميركي في السيطرة على التجارة الدولية في المستقبل القريب، إلا أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في تعزيز قبول الروبية في التسويات الدولية بشكل أوسع.
ويعد النمو الاقتصادي السريع أحد أهم هذه العوامل، إذ تعد الهند من بين أسرع اقتصادات العالم نموًا، ومن المتوقع أن يستمر نمو اقتصادها في السنوات المقبلة، ما سيؤدي بالضرورة إلى زيادة التجارة والاستثمار مع دول أخرى، ما يمكن أن يخلق طلبًا على الروبية كعملة تسوية.
أضف إلى ذلك إصلاحات النظام المالي في الهند، حيث عكفت الحكومة الهندية على جعل أسواقها المالية أكثر انفتاحًا ويسرًا للمستثمرين الأجانب، وهو ما سهل على المستثمرين الأجانب الاحتفاظ بالروبية واستخدامها، ما ساهم أيضًا في زيادة الطلب على الروبية كعملة تسوية.
واتخذ بنك الاحتياط الهندي مؤخراً عدة خطوات لجعل الروبية أكثر سيولة وقابلية للتداول، وشمل ذلك زيادة توفير الروبية في أسواق صرف العملات الأجنبية، وتسهيل تحويل الروبية إلى عملات أخرى في البنوك. وينظر إلى هذه الخطوات على نطاق واسع باعتبارها عوامل مساعدة على جعل الروبية أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين والشركات، ما قد يساعد أيضًا في زيادة استخدامها في التسويات الدولية.
لكن تجدر الإشارة إلى أن الدولار سيطر على التجارة الدولية، خاصة في السلع الهامة كالمواد الغذائية والطاقة، وكان العملة الاحتياطية الأساسية في أغلب البنوك المركزية، لأكثر من 50 عامًا، ولا يزال العملة المفضلة لتسوية النصيب الأكبر من عمليات التجارة والاستثمار الدولية، ما يتطلب تغييرًا كبيرًا في المشهد الاقتصادي العالمي قبل أن تصبح الروبية، أو أي عملة أخرى بخلاف الدولار الأميركي، عملة عالمية حقيقية.