ولفت رعد إلى أنّ: "هذه الغرف تشغلنا ببعضنا البعض باستثارة أحقاد وفتن وبدفع صبية من أجل التطاول على أبطال مقاومين، فيصادرون طرقات رئيسة، ويتصدوّن وكأنّهم هم الجيش والدولة، ويحاكمون ويريدون أن يعرفوا ماذا تحمل الشاحنة". وأضاف رعد: "اذا حصل حادث سير بين سيارتين على طريق ما ومرّ أحد على هذه الطريق، فلا يحقّ له أن يسأل أصحاب السيارة ماذا يحملون، إلا أنه، وفي الكحّالة أصبح الصغير المدفوع من الغرف السوداء يريد أن يسأل الشاحنة ماذا تحمل".
وشدّد رعد على أنّ المسألة في الكحّالة ليست مسألة انقلاب شاحنة تحمل ما تحمل؛ بل هي أنّ من حرِّض وخرج لضرب الحجارة وإطلاق الرصاص يستهدف المقاومة وأثرًا من آثارها؛ لأنّهم لا يريدونها في لبنان، ولذلك يستهدفون الشاحنة، مشيرًا إلى أننا تصرفنا بحكمة ودراية من أجل أن نحتوي الموقف بأقل كلفة تحفظ البلد والجو السياسي في البلد، وتفتح أفقًا للأخذ والردّ والنقاش والمباحثة، علّنا نتوصل إلى وحدة في الرؤية أو في الموقف، في حين أنّ هناك من ينعق في الفتن متوهمًا أنه سيكون بطلًا في لبنان، ولكنه سيكون هو أول وأكبر الخاسرين.
وأكد رعد أننا: "تجاوزنا المرحلة التي نستدرج فيها إلى الفتنة التي لن تحصل في لبنان؛ لأنّنا لا نريدها رغم أنّ غيرنا العاجز يريدها، ولكنّه لا يستطيع استدراجنا إليها، وأنّ عدم الانجرار الى الفتنة ليس مرجلة من المحرضين على الإطلاق؛ بل هي بطولتنا وشهامتنا ووطنيتنا التي تقطع الطريق عليها".
وقال رعد: "نريد لبلدنا أن يستقرّ ويبقى سيدًا قويًا لا تستطيع دولة، مهما علا شأنها أن تتحكّم بقراره أو أن تبتزه في سيادته، ونحن نستطيع أن نبني ونحفظ قوتنا، وأن ندافع عن سيادة بلدنا. وهذا ما ندأب عليه ونتجهز له، وهذا هو ما يشغلنا عن كثير من المكتسبات السلطويّة التي يتراكض ويلهف إليها كثيرون في هذا البلد، في الوقت الذي نقدم فيه التنازلات داخل البلد من أجل أن نحفظ قدرته السياديّة لمواجهة المخاطر الاستراتيجيّة التي تتهدده".