وسورة "الهمزة" المباركة هي السورة الـ 104 من المصحف الشريف ولها 9 آيات وتُصنّف ضمن الجزء الثلاثين وهي سورة مكيّة وترتيبها 32 بحسب نزول السور على رسول الله (ص).
ويعود سبب تسمية سورة الهُمَزة بهذا الاسم لورود لفظ الهُمَزة في السورة الكريمة في مطلعها، في الآية الأولى منها، بقوله تعالى: "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ"، وسُميت السورة باسم آخر وهو سورة "اللمزة" التي وردت أيضاً في الآية الأولى من السورة.
وورد في هذه السورة التهديد والوعيد لمن يظهر عيوب الناس، ووتوعد الله تبارك وتعالى المتكبرين الذين يسخرون من الآخرين لمالهم بنار جهنم.
وفي هذه السورة تهديد لكلّ عيّابٍ مغتابٍ ولمن يعشق جمع المال، أو لمن يطلبه كثيراً؛ ليتسلط به على غيره؛ ولهذا السبب يظهر عيوب الناس، فهؤلاء يضيعون المال في حاله ومأواهم جهنم.
وتبدأ السورة بـ "ويل" وهو تعبير عن غضب الله من الساخرين أي من "كل همزة لمزة".
ووعد الله الساخرين بـ "الحطمة" فقال تعالى في السورة المباركة " نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ؛ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ؛ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ؛ فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ".
ويُقال أن النار الموقدة التي تطلع على الأفئدة هي نار جهنم التي تحيطهم وتدخل إلى أعماق قلوبهم لتحرقها من الداخل لأنهم بسخريتهم أحرقوا قلوب مشاعر الآخرين.
واحتوت سورة الهمزة على الكثير من الدروس والعبر المستفادة التي لا بدّ للمسلم من الاعتبار بها، فيبتعد عن الصفات السيئّة التي استحقّ المتّصفون بها الويل والعقاب، ويتخلّق بالأخلاق الحميدة التي ينبغي للمسلم أن يتحلّى بها، ومن هذه الدروس ما يأتي:
1 ـ المثل الأعلى لبعض الناس يتمثّل في جمع المال والتعالي على العباد.
2 ـ الويل والعذاب هما مصير كلّ من يعيب الناس ويسبّهم.
3 ـ المال نعمة من الله تعالى، ولكنّ العمل الصالح هو الوسيلة النافعة للفوز في الآخرة.
4 ـ مصير المتعالي على العباد المتكبّر عليهم الذي يجمع المال ويظنّ أنّه سيكتب له الخلود بسبب ماله سيكون نار متقّدة تحرق الأجساد وتصل إلى الأفئدة.