وقال الرئيس السوري في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربي"، إنه لا يمكن أن يلتقي الرئيسَ التركي رجب طيب أردوغان "وفق شروطه"، مشيراً إلى طلب أنقرة عدم وجود شروط مسبقة للقاء بين الأسد وأردوغان.
واضاف الأسد أن "كلمة (من دون شروط مسبقة للقاء) تعني من دون جدول أعمال، من دون جدول أعمال يعني من دون تحضير، من دون تحضير يعني من دون نتائج، فلماذا نلتقي أنا وأردوغان؟! لكي نشرب المرطبات مثلاً! نحن نريد أن نصل لهدف واضح".
كذلك، رأى الأسد أن هدف دمشق "هو الانسحاب من الأراضي السورية، بينما هدف أردوغان هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا، فلذلك لا يمكن أن يتم اللقاء تحت شروط أردوغان".
كما رفض الأسد تصريحات أردوغان التي قال فيها إن "الانسحاب من سوريا لن يتم ما دام هناك إرهاب يهدد تركيا"، وهاجم أنقرة قائلاً إن "الإرهاب الموجود في سوريا صناعة تركية".
وفي حديثه عن أزمة اللجوء السوري، رأى الأسد أن البنى التحتية المدمرة هي التي تعيق عودة اللاجئين، متجاهلاً بذلك تأكيدات منظمات حقوقية بتعرض سوريين لاجئين عادوا إلى بلادهم للاعتقال والتعذيب والإخفاء.
واوضح الأسد أنه "خلال السنوات الماضية عاد إلى سوريا أقل من نصف مليون بقليل، ولم يسجن أي شخص من بينهم"، مضيفاً: "لماذا توقفت هذه العودة؟ توقفت بسبب واقع الأحوال المعيشية، فكيف يمكن للاجئ أن يعود من دون ماء ولا كهرباء ولا مدارس لأبنائه ولا صحة للعلاج؟".
فيما يتعلق بعودة اللاجئين، قال الأسد أيضاً: "الآن هناك حوار بيننا وبين عدد من الجهات في الأمم المتحدة المعنية بالجانب الإنساني، وبدأنا نناقش معهم بشكل عمليٍّ مشاريع العودة، وكيفية التمويل، وما هي متطلباتها بالتفاصيل، فهناك عمل بهذا الإطار".
من ناحية ثانية، رأى الأسد أن "العلاقة مع الدول العربية ستبقى شكلية"، معتبراً أن "الجامعة العربية لم تتحول إلى مؤسسة بالمعنى الحقيقي"، وقال حول عودة العلاقات مع بعض العواصم العربية: "عودة سوريا هل ستكون شكلية أم غيرها؟ هذا يعتمد على طبيعة العلاقات العربية – العربية، هل تغيرت؟ لا أعتقد أنها تغيرت بالعمق، هناك بداية وعي لحجم المخاطر التي تؤثر علينا كدول عربية، لكنها لم تصل إلى مرحلة وضع الحلول، طالما لا يوجد حلول للمشاكل فإذن العلاقة ستبقى شكلية".
في الوقت ذاته، أشاد الأسد بالعلاقات مع روسيا وإيران، وقال إن "العلاقة مع روسيا والعلاقة مع إيران أثبتت أن سوريا تعرف كيف تختار أصدقاءها بشكل صحيح".
وأشار الأسد إلى أنه لا يستطيع أن يتوقع مستقبل العلاقات مع الجانب العربي، وقال: "لا أستطيع أن أتوقع، أستطيع أن آمل، نأمل بأن نتمكن من بناء مؤسسات. مشكلة العرب أنهم لم يبنوا العلاقات على مؤسسات؛ لذلك لم يبنوا مؤسسات، وإذا تحدثنا عن العلاقات الثنائية فهي ضعيفة لهذا السبب".
وتحدث الأسد في اللقاء أيضاً عن الضربات الإسرائيلية التي تستهدف بين الحين والآخر مواقع في سوريا، وقال إن "إسرائيل تستهدف الجيش السوري بشكل أساسي تحت عنوان الوجود الإيراني وسيستمر ذلك طالما أن إسرائيل هي عدو، وسيستمر طالما أننا نتمكن من إفشال مخططات الإرهابيين ولو جزئياً".