حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية نُشر الثلاثاء 8 أغسطس/آب 2023، أشار علماء في جامعة كامبريدج إلى أن تناول الأطعمة غير الصحية قد يتسبب في التهاب هذه المنطقة من الدماغ، وهذا يؤدي إلى تغيرات هيكلية تظهر في فحوصات الدماغ.

هذا الالتهاب بدوره قد يؤدي إلى "خلل" الآليات الطبيعية المسؤولة عن الحفاظ على استقرار وزن الجسم، وهذا يجعل من الصعب على البدناء التحكم في شعورهم بالجوع أو اتباع نظام لإنقاص الوزن.

حيث استعانت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Neuroimage: Clinical، بخوارزمية ذكاء اصطناعي لتحليل فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لدماغ 1.351 شاباً بأوزان مختلفة. ووجد الباحثون أن الحجم الإجمالي لهيكل منطقة الوطاء في الدماغ أكبر بشكل ملحوظ لدى أصحاب الوزن الزائد.

بشكل عام، في المتوسط، كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم (BMI)، زاد حجم منطقة الوطاء. وحجم منطقة الوطاء في حجم حبة اللوز تقريباً، وهي تساهم بدور مهم  في التحكم في الشهية بتنظيم إفراز الهرمونات التي تشعرنا بالجوع أو الشبع.

كما قال القائمون على الدراسة إنه لا يمكنهم الجزم بعد إن كان وزن الجسم الزائد يؤدي إلى نمو حجم منطقة الوطاء، أو إن كانت منطقة الوطاء الكبيرة تؤدي إلى الإكثار من تناول الطعام. وربما يتفاعل كلا العاملين مع بعضهما لزيادة الآخر.

فيما تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون يسبب التهاب منطقة الوطاء، وهذا بدوره يؤدي إلى مقاومة الأنسولين والسمنة. وهذا الالتهاب قد يرفع عتبة الشبع عند الحيوانات، أي أنها قد تتناول طعاماً أكثر من المعتاد للشعور بالشبع.

حيث قالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة ستيفاني براون، من قسم الطب النفسي في كامبريدج: "إذا كان ما نراه في الفئران هو نفسه عند البشر، فتناول الأطعمة الغنية بالدهون يمكن أن يؤدي إلى التهاب مركز التحكم في الشهية لدينا. وبمرور الوقت، سيغير هذا قدرتنا على معرفة متى وصلنا إلى كفايتنا من الطعام وكيف يعالج الجسم نسبة السكر في الدم، ما سيؤدي بنا إلى زيادة الوزن".

كما قالت الدراسة إن تناول الأطعمة غير الصحية بدا أنه يسبب التهاباً في الدماغ. وقد يتسبب هذا الالتهاب في تضخم منطقة الوطاء؛ لأن الجسم يستجيب لذلك بزيادة حجم الخلايا المناعية في الدماغ، والمعروفة باسم الخلايا الدبقية.

أضافت الدكتورة ستيفاني: "رغم معرفتنا بأهمية منطقة الوطاء في تحديد مقدار ما نتناوله من طعام، فلا نملك في الواقع الكثير من المعلومات المباشرة عن هذه المنطقة لدى البشر الأحياء. وهذا لأنها صغيرة جداً ويصعب تحديد تفاصيلها في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدية للدماغ".

كما قال العلماء إنه من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث حول دور الوطاء للمساعدة في فهم السمنة، وفتح الطريق أمام علاجات جديدة.