وقال اللواء محمد عجيب، الخبير العسكري السوداني: "إن السودان مستمر في إرسال قوات عسكرية إلى اليمن، رغم الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتأزمة التي تعيشها البلاد."
وقال إن "السودان، قام بإرسال قوات عسكرية إلى الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية قبل حوالي أسبوعين، وذلك ضمن إجراءات روتينية تتعلق باستبدال القوات الموجودة هناك بقوات أخرى تتم عادة خلال كل فترة زمنية محددة".
وأضاف أن "القوات السودانية التي تشارك في اليمن ضمن التحالف العربي منذ عام 2015، يوجد من ضمنها كتائب لقوات الدعم السريع، لكن تظل الحجم الأكبر، المكونة للقوات السودانية هي القوات المسلحة، وتساندها عناصر معروف تسليحها من الدروع والمدفعيات والدبابات، ويوجد أيضا، إسناد من القوات الجوية الرسمية وهي "ميغ 21" التي تشارك بصورة محدودة في عمليات الغطاء الجوي باليمن".
وأضاف عجيب أن "مشاركة السودان في التحالف العربي باليمن يعتبر ملف يُدار بعيدا وبمعزل عن الملفات السياسية والاقتصادية بين البلدين"، مشيرا إلى أن" حكومة السودان أعلنت أن مشاركتها ضمن التحالف العربي في اليمن، جاء لحماية السعودية".
وشدد عجيب على أنه "ما دام توجد قوات سودانية تقف بجانب السعودية في حرب على اليمن، هذا يعني أن العلاقات الدبلوماسية ممتازة بين السودان والسعودية، رغم عدم وجود مردود اقتصادي لمعالجة الأزمة الاقتصادية السودانية الأخيرة".
ولفت عجيب إلى حديث النائب الأول ووزير الدفاع، الفريق أول عوض ابن عوف، قبل أيام، الذي أدلي بتصريحات قبل أيام خلال لقائه مع السفير السعودي بالخرطوم، أن مشاركة بلاده في التحالف (العدوان) العربي مع السعودية ضد اليمن، هو التزام أخلاقي".
وفي ذات السياق، قال أستاذ الاقتصاد، بجامعة "المغتربين"، السودانية، في تصريح لوكالات حول غض النظر لدول السعودية والإمارات عن أزمة السودان الاقتصادية:
"السودان لم يجد الدعم الكافي الذي يتناسب مع التعاون العسكري الذي وجده التحالف (العدوان) العربي من السودان ضد اليمن".
ولفت إلى "أن مشاركة السودان ضمن التحالف (العدوان) العربي مع السعودية ليست قضية مساومة، لكن حجم العلاقات الدبلوماسية والشعبية الكبيرة بين السودان والسعودية والإمارات، من المفترض أن يترتب عليه في المقابل توفير دعما مناسبا للسودان، مثل: تقديم وديعة مستردة للبنك المركزي السوداني أو تقديم قرض لدفع ميزان المدفوعات، وهذا لم يحصل بالشكل المطلوب".
وتابع: "وضع السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب الأمريكية قد يكون أحد أسباب عدم إيجاد السودان لدعم دولي يساعد في حل أزمته الاقتصادية خاصة من قبل بعض دول الخليج الفارسي، رغم أن السعودية والإمارات وقطر كانت توفر الاستثمارات وتمويل المشروعات الكبيرة في البلاد في خضم الحظر الاقتصادي الأمريكي، لكن عقب رفع الحصار في تشرين الأول/أكتوبر 2017، لم تتفاعل المصارف الخليجية مع المصارف السودانية بالنسبة للتحويلات المالية كما كان متوقعا، وجاء ذلك بسبب وضع السودان على قائمة الإرهاب أو لأسباب أخرى سياسية".
وحول الأسباب الأخرى السياسية التي ذكرها الخبير الاقتصادي، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية، الدكتور عبده مختار موسى، أن" السودان لسوء حظه تزامنت أزمته الاقتصادية مع الانقسام داخل البيت الخليجي، لذلك أصبح وضع السودان صعبا بسبب عدم قدرته اتخاذ موقف واضح إزاء الأزمة بين قطر وبين السعودية والإمارات من جهة أخرى، وكذلك مع وجود تقاطعات إقليمية ودولية لأسباب مختلفة".
وأضاف موسى: "لا يمكن أن يتخذ موقف المحايد خلال الأزمة بين دول الخليج الفارسي لأنه استمر في مشاركته مع التحالف (العدوان) السعودي في حرب ضد اليمن بينما هناك حلف قطري مع تركيا والمعروف أن السودان يقف ويدعم تركيا في القضايا الإقليمية، والمعروف أن كلا من السعودية والإمارات بجانب قطر قدمت الكثير في دعم السودان اقتصاديا قبل بدء الأزمات بينهم، لذلك أصبح موقف السودان محرجا، ولهذه الأسباب السودان فقد الدعم القطري والسعودية أصبحت تتعامل بتحفظ مع السودان".
وتابع موسى: "أضف إلى تلك الأسباب، يُوصف وضع السودان بغير متماسك بسبب ضعف بنيته السياسية الداخلية واستمرار أزماته الاقتصادية، التي جاءت لإحظاء السياسيين ومسؤولي الدولة، لذلك أصبح وضع السودان الداخلي بالهش والمضطرب والضعيف مما انعكس سلبا في بناء علاقاته الخارجية التي اتسمت بالمتخبط وخلط الأوراق دون وضع رؤية استراتيجية خارجية واضحة".
ومنذ مارس/آذار 2015 اتخذ السودان قرارا بالمشاركة في تحالف عدوان عسكري تقوده السعودية ضد اليمن، وأرسلت الخرطوم آلاف الجنود المشاة إلى هناك.
وبين الحين والآخر كانت تتردد أنباء عن أن السودان سيسحب قواته من اليمن وأن علاقة البلدين متوترة، لكنّ مسؤولين سودانيين وفي مقدمتهم الرئيس عمر البشير طالما شددوا على عمق العلاقات مع السعودية، وربطو أمنهم بأمنها.