وقال أمير عبد اللهيان في المؤتمر الصحفي حول القضايا التي نوقشت خلال لقاء نظيره السوري: يضم الوفد السوري رفيع المستوى إلى طهران، زميلي السيد المقداد ووزيران آخران، وبالتزامن مع مباحثاتي مع وزير الخارجية السوري، نشهد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة للبلدين برئاسة السيد بذرباش.
وأضاف: من أولوياتنا المشتركة متابعة الاتفاقات بين البلدين التي تمت خلال زيارة السيد رئيسي إلى دمشق. يسعدنا أنه في الأسابيع الماضية وبجهود سفيري البلدين ومتابعة الوزراء، شهدنا تقدما في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية. تمت مراجعة الاتفاقيات بما يتوافق مع مصالح البلدين.
وتابع، ان اتفاقية التعاملات التجارية بالعملة الوطنية للبلدين التي يتم تنفيذها حاليا، وبدء زيارة الزوار الإيرانيين إلى سوريا، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص ورجال الأعمال في البلدين، وكذلك الزيادة من الرحلات الجوية بين البلدين، واستفادة رجال الأعمال من إلغاء التعريفات التجارية والعبور، هي من القضايا المتقدمة بين طهران ودمشق.
وأضاف أمير عبد اللهيان: من أجل متابعة فوائد التعاون التجاري، تتابع اللجان الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والمالية والمصرفية والقانونية المشتركة بشكل نشط.
وأدان وزير الخارجية الإيراني بشدة العمليات الإرهابية الأخيرة في منطقة السيدة زينب بدمشق وباكستان، وقال: أود أن أعبر عن تعازينا لشعبي وحكومتي البلدين، وأضاف، يجب أن نأخذ هذا الإنذار بجدية وأن نولي الاهتمام للتدابير الإقليمية والعالمية المشتركة في مكافحة الإرهاب.
وتابع: إن إيران ستواصل جهودها ودعمها لتحقيق الاستقرار في المنطقة. اتفقنا على أن السلام في سوريا لن يتحقق دون وقف تدخل الدول الأجنبية وعودة اللاجئين ورفع العقوبات الغربية الأحادية الجانب.
وأضاف، تم التأكيد في هذا اللقاء على ضرورة استمرار اجتماعات صيغة أستانا. في الآونة الأخيرة، تم عقد الاجتماع العشرين لخبراء صيغة أستانا ، وهناك إجماع على أن هذه الصيغة ستستمر في العمل.
وقال أمير عبد اللهيان: ندين بشدة الهجمات المتكررة للكيان الصهيوني على سوريا. هذا الكيان هو المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة.
وأكد أن حكام الكيان المزيف أدركوا أنه لم ولن يبق أي تصرف للصهاينة دون رد، وإن المنطقة لن تتحمل الفتن الصهيونية. منوها الى ان إيران تدعم بقوة حق الشعب السوري في الدفاع عن استقلال وسيادة هذا البلد.
وتابع، لن يساهم الوجود العسكري للدول الأجنبية في سوريا في توفير الأمن لهذا البلد. نتفهم مخاوف تركيا، لكننا نعتقد أن الأسلوب العسكري في سوريا ليس هو الحل. نعتبر أن إطار الاجتماع الرباعي هو المسار الدبلوماسي الأنسب للاتفاق وإرساء الأمن على الحدود المشتركة بين سوريا وتركيا.
وأضاف: نحن نعتبر الانسحاب الفوري للقوات العسكرية الأمريكية من سوريا بمثابة مساهمة كبيرة في استقرار هذا البلد والمنطقة. نؤكد على عودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم السابقة ونعتقد أن بعض الدول الأوروبية التي تمنع عودتهم يجب أن تتبنى طريقة مناسبة.
وعن العلاقات بين سوريا وتركيا، قال أمير عبد اللهيان: انعقدت عدة جولات من اللقاءات على مستوى وزيري الدفاع والخارجية. وطرح في اللقاء الأخير موضوع عودة القوات العسكرية التركية إلى حدودها وفق جدول زمني. حيث قبل الرئيس السوري هذا المنطق من أجل تأمين الحدود المشتركة. وتواصل طهران وموسكو جهودهما كوسيطين وضامنين. اقترحنا عقد اجتماع على مستوى الخبراء أو وزراء الخارجية.
وحول العلاقات التجارية مع سوريا، قال وزير الخارجية الإيراني: اتفقنا على العديد من المشاريع، والاتفاقيات الخاصة بالموانئ والاتصالات وما إلى ذلك مدرجة في جدول الأعمال المشترك للبلدين.
وتابع: فيما يتعلق بالتعاون في موضوع الترانزيت، فإن طريق العبور البري الإيراني موجود مع العراق وسوريا ولبنان ومن لبنان إلى دول أخرى. لقد طرأت عوائق على الطرق في الأيام القليلة الماضية والآن أزيلت العقبات.
وعن اجتماع وزراء خارجية دول التعاون الإسلامي، قال أمير عبد اللهيان: اليوم في الساعة 04:30 ، سنعقد اجتماعا عبر الفيديو كونفرانس لوزراء خارجية الدول الإسلامية. والغرض من هذا الاجتماع هو مناقشة موضوع الاساءة للكتب المقدسة والقرآن الكريم وإرسال رسالة قوية ورادعة للحكومات التي تحرض على العنف من خلال السماح بتدنيس الكتب المقدسة.
الدبلوماسية الفاعلة بين دول المنطقة تبشر بنتائج خيرة لشعوبها
بدوره أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد أن الخطوات العملية بدأت تتخذ لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى سوريا مؤخراً.
وقال المقداد: "مرتاحون للتطورات في المنطقة فالدبلوماسية الفاعلة بين دولها تبشر بنتائج خيرة لشعوبها، ومن يسعى لعرقلة هذه الجهود عليه أن يعرف أن الشعب العربي ملّ من الممارسات الأمريكية التسلطية التي تسعى لاستمرار الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية”.
وجدد المقداد دعم سورية للشعب الفلسطيني وإدانتها لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
وقال المقداد: “إن جرائم الاحتلال الأمريكي في سورية لا يمكن أن تستمر، والشعب السوري لن يتحمل ذلك إلى ما لا نهاية، وعلى جيش الاحتلال الأمريكي أن ينسحب من الأراضي التي يحتلها”.
وأضاف المقداد: "إن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي الإجرامية لا تقتصر على أبناء الشعب الفلسطيني بل تطال أهلنا في الجولان السوري المحتل والذين نحييهم صغاراً وكباراً على نضالهم الوطني وتمسكهم بهويتهم العربية السورية"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تكون منطقة التنف التي تحتلها مركزاً للتنظيمات الإرهابية التي ترسلها لهذا المكان أو ذاك.
وتابع المقداد: نحن مع كل المبادرات من أجل عودة اللاجئين السوريين لكن الدول الغربية تعرقل هذه العودة بذريعة أن الظروف غير مواتية لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تواصل نهب النفط وتحرم الشعب السوري من ثرواته، وميليشياتها الانفصالية وتركيا تحرم أهالي الحسكة من المياه.
وقال المقداد: بعد انضمام سورية للجهد العربي في قمة جدة أصيبت الولايات المتحدة بالهيستريا وأصبحت تدين الدول العربية على قراراتها وكأنها عضو في الجامعة، فهي تريد إعادة العجلة للخلف ولكن أشقاءنا العرب لن يخضعوا للابتزاز الغربي.