وعلى مدار تاريخ الفن، هناك العديد من الموضوعات التي أصبحت رئيسية لصنع وإنتاج عمل فني، وأعمال يسعى كل منها إلى تحقيق غرض ما وأصبحت مشهورة أو دائمة وفقاً لهدفها وموضوعها.
وواقعة عاشوراء هي واحدة من أهم القضايا المتأصلة في حياتنا ومعتقداتنا، وبالطبع أكثرها عمقاً، وهي قضية قد تصبح أكثر وضوحاً لنا مع مرور الوقت وتلعب دوراً مهماً بطبيعة الحال في الإنتاج الوثائقي الإيراني، الأفلام الوثائقية التي يحاول كل منها بطريقة ما، سرد زاوية محرم وعاشوراء وحداد هذه الأيام.
أفلام تناولت واقعة الطف
مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران، بذلت السينما الايرانية كسائر الفنون توجها واهتماما اكبر بالقضايا الدينية وانتجت اعمالاً ذات مضامين دينية وعقائدية، وفي هذا الاطار قدم المخرجون الإيرانيون عدداً من الافلام السينمائية والتلفزيونية والمسلسلات التي تناولت واقعة الطف في يوم عاشوراء .
كربلاء، جغرافيا لتاريخ
الفيلم الإيراني “كربلاء، جغرافيا لتاريخ” مترجم للعربية، وهو فيلم ايراني يسلط الضوء على الحركة الملحمية للإمام الحسين (ع) من البداية حتى استشهاده في يوم عاشوراء، ويتناول كيفية التعزية في ذكرى استشهاده حسب الثقافات المختلفة في العالم وخاصة في إيران.
ويروي أحداث الفيلم الممثل سيد شهاب حسيني، وقد قام الموسيقار الشهير مجيد انتظامي بتأليف موسيقاه، وقد قضى مؤلفه ومخرجه داريوش ياري خمس سنوات للبحث والتحقيق لإعداد مادة موضوعه واستغرق تصويره أربعين يوماً في ايران والعراق فيما استغرقت عملية إضافة المؤثرات البصرية الخاصة إلى الفيلم ما يقارب السنة.
همسة عاشورائية
“همسة عاشورائية” هو اسم فيلم وثائقي أخرجه مجيد مجيدي في مجال طقوس عاشوراء؛ فيلم وثائقي قصير عن الحداد وقطع الصدر في حسينية كربلاء بطهران، وسجل مناظر مختلفة ومثيرة للإعجاب لهذه الطقوس باستخدام 11 كاميرا.
السفير
ومن ابرز هذه الأعمال فيلم “السفير” للمخرج فريبرز صالح الذي انتج في الثمانينيات من القرن الماضي، ويتناول الأيام الاخيرة لحياة قيس بن مسهر الصيداوي أحد رسل الامام الحسين بن علي (ع) إلى اهل الكوفة ليحثهم على مبايعة الإمام، لكنه يستشهد في النهاية بعد القبض عليه.
ويجب هنا الإشارة إلى دور الفنان القدير فرامز قريبيان في فيلم “السفير” في دور قيس بن مسهر، والذي جسّد بكل روعة مختلف جوانب هذه الشخصية من حيث الإقدام والشجاعة الى الايمان الراسخ بالقضية والهدوء والسكينة والمظلومية.
يوم الواقعة
يروي الفيلم قصة شاب مسيحي يدعى عبدالله النصراني يسمع اثناء مراسم زواجه من راحلة بنت زيد نداء الإمام الحسين (ع) الشهير “هل من ناصر ينصرني؟”، فيقرر الإلتحاق بركب ابي عبدالله عليه السلام لكنه وصل متأخراً ليشاهد الرأس الشريف للإمام مرفوعاً على الرماح.
ويوم الواقعة هو أحد الأفلام التي تتطرق إلى واقعة الطف الأليمة، والذي اعتبر مؤشراً ومعياراً لإنتاج مثل هذه الأفلام لسنوات عديدة. كتب بهرام بيضايي سيناريو هذا الفيلم المستوحى من أحداث ظهر عاشوراء، ولقد تم ترجمته إلى العربية.
الليلة العاشرة
“الليلة العاشرة” للمخرج جمال شورجة يعد من ضمن الأفلام المستلهمة من موضوع عاشوراء، إذ يتناول إشتباك المشاركين في مراسم العزاء الحسيني مع المستشارين الأميركيين، وعبر الشخصية الرئيسة للفيلم – عزيز سحر خيز- الذي يترك زوجته الحامل لينجو بنفسه، يشير الفيلم إلى مشاعر الخوف والترديد التي احتوت اهالي الكوفة الذين تركوا إمامهم وحيدا.
وتناول شورجة في هذا الفيلم المواجهة الأبدية بين الخير والشر وربط ذلك بمرحلة الحرب المفروضة من قبل النظام الصدامي البائد على الجمهورية الاسلامية الايرانية (1980-1988)، وفي الحقيقة فإن “عزيز سحر خيز” ومن خلال وجوده في الجبهة خلال الحرب يتوصل الى حقائق لم يكن قادرا على إدراكها في مرحلة شبابه.
القربان
ومن الأعمال السينمائية المنتجة التي تناولت واقعة الطف يمكننا نذكر فيلم “القربان” (روز رستاخيز) للمخرج احمد رضا درويش، وهو عمل كبير تحدث عن الإمام الحسين (ع) وأصحابه الأبرار، ويحكي قصة بكير بن الحر بن يزيد الرياحي وحقبة زمنية تمتد من موت معاوية بن ابي سفيان حتى استشهاد الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) يوم العاشر من شهر محرم الحرام عام 61 للهجرة.
وهناك أفلام سينمائية ووثائقية كثيرة في هذا المجال، ولقد ذكرنا بعضها التي تم ترجمتها ودبلجتها إلى العربية كأنموذج.
المصدر: الوفاق