وقال لافروف لفيدان بحسب بيان نشرته وزارته: "بشكل ملموس، هذا يعني سحب ضمانات سلامة الملاحة وإعادة قيام منطقة خطرة بشكل مؤقت في شمال غرب البحر الأسود"، وكذلك "حل مركز التنسيق المشترك في إسطنبول".
وأمس الإثنين، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أنّ الاتفاقات حول "صفقة الحبوب" منتهية بالفعل، وتم وقف تنفيذ الصفقة.
وقال بيسكوف للصحافيين إنّ "اتفاقات البحر الأسود لم تعُد سارية، ابتداءً من اليوم (يوم أمس). وكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقتٍ سابق، فإنّ الموعد النهائي، هو 17 تموز/يوليو".
من جهتها، أكدت بعثة روسيا في الأمم المتحدة أنه "لا مزيد من المحادثات بشأن اتفاق حبوب البحر الأسود والقرار الروسي نهائي".
وبعد القرار الروسي، فُتشت آخر سفينة شحن محمّلة بالحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، أمس الإثنين، في إسطنبول، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأكّد مركز التنسيق المشترك، في بيانٍ رسمي، أنّه انتهى من تفتيش شحنة سفينة "تي كيو سامسون"، موضحاً أنّ سفينة الشحن التي ترفع العلم التركي غادرت ميناء أوديسا، الأحد، ووصلت اليوم إلى موقع التفتيش شمالي إسطنبول على البحر الأسود.
بدوره، اعتبر البيت الأبيض أنّ تعليق روسيا للاتفاق "سيؤدي إلى تدهور الأمن الغذائي ويضر بالملايين".
هذا وحثّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، آدم هودج، في بيان، "حكومة روسيا على التراجع فوراً عن قرارها".
من جانبها، وصفت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، قرار روسيا بتعليق اتفاق تصدير الحبوب في البحر الأسود بأنه "خطوة أنانية"، مضيفةً أنّ الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل لضمان الأمن الغذائي للدول الفقيرة.
وانتهى أمس سريان اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود من دون أي تمديد، فيما تستمر الاتصالات الدولية للحصول على موافقة روسيا لتمديد الاتفاق، بينما حذرت واشنطن موسكو من تداعيات الانسحاب منه.
وهدّدت روسيا بالانسحاب من الاتفاق الذي أُبرم في تموز/يوليو 2022، وقالت إنّ مطالبها بتعزيز صادراتها من الحبوب والأسمدة لم يتم الوفاء بها.
وتشكو روسيا من عرقلة العقوبات الغربية لصادراتها من المواد الغذائية والأسمدة نحو العالم، والتي تضاعفت بعد بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وكانت آخر سفينة لنقل الحبوب بموجب الاتفاق المذكور قد غادرت، أمس الأحد، ميناء أوديسا جنوب غربي أوكرانيا، وقد صدّرت أوكرانيا بموجب الاتفاق أكثر من 32 مليون طن من الذرة والقمح والحبوب الأخرى.
ونشر موقع "أكسيوس" الأميركي، مقالاً عن معنى انسحاب روسيا من صفقة الحبوب بالنسبة للعالم. وجاء في المقال، أن الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنسانية أخرى، حذّرت من أن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق، الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قد يكون له عواقب عالمية بعيدة المدى، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً في العالم.
ورأى الموقع أن هذا بسبب الدور المحوري والحاسم، الذي أدّاه الاتفاق في تثبيت أسعار الغذاء العالمية، لا سيما في المناطق التي يواجه فيها الملايين الجوع، وعدم الاستقرار الغذائي، خاصةً مع الأخذ بالاعتبار الحصة الوازنة التي شغلتها كل من أوكرانيا وروسيا، والتي شكّلت أكثر من ربع الإمدادات لسوق القمح العالمية، قبل بداية الحرب .