وخلال كلمة انطلاق القمة ، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنّ "قمة دول جوار السودان، تنعقد في لحظة تاريخية فارقة من عمر السودان الشقيق".
وأضاف السيسي أن "البلد الجار العزيز على قلوبنا، يمر بأزمة عميقة، لها تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم ودول الجوار".
ولفت إلى أنّ "دول الجوار الأشد تأثراً بالأزمة، والأكثر فهماً ودراية بتعقيداتها"، مضيفاً أنّه "يتعين على دولنا توحيد رؤيتها ومواقفها تجاه الأزمة، واتخاذ قرارات متناسقة وموحدة تسهم في حلّها، بالتعاون مع المنظمات الإقليمية الفاعلة، وعلى رأسها جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة ككل".
كما قال السيسي إنّ "مصر ستبذل كل جهودها لوقف نزيف دم السودان"، مؤكداً عمل مصر على إرسال المساعدات عبر الأراضي المصرية إلى السودان.
كذلك طالب السيسي كافة أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها بالمؤتمر الإغاثي لدعم السودان المنعقد في حزيران/يونيو الماضي، من خلال دعم دول الجوار للسودان الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة بما يعزز قدرته على الصمود ويرفع المعاناة عن كاهل الفارين من النزاع إلى دول الجوار.
رئيس إريتريا: المبادرة المصرية تقوم على تأمين المناخ الملائم للشعب السوداني لتجاوز محنته
هذا وقال رئيس إريتريا، أسياس أفورقي، إنّ بلاده تدعم المبادرة المصرية لحل الأزمة السودانية، لإيجاد مخرج لإنهاء الصراع السوداني، مؤكداً أن المبادرة المصرية تعمل على احترام السيادة السودانية، والتأكيد على منع التدخلات الخارجية في السودان.
وأضاف الرئيس الإريتري أن المبادرة المصرية تقوم على تأمين المناخ الملائم للشعب السوداني لتجاوز محنته الحالية، مشيراً إلى أنّ كل دول الجوار تساعد الشعب السوداني لتجاوز أزمته دون تدخلات خارجية.
كما أعرب عن أمل بلاده أن تكون المبادرة المصرية فرصة لتأمين مناخ ملائم لحل الأزمة السودانية، ومنع التدخلات الخارجية، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية، مشدداً على أن قمة دول جوار السودان في القاهرة بداية لمسيرة طويلة لخروج السودان من أزمته.
رئيس جنوب السودان: الأولوية بالنسبة للجميع هي إيجاد حلول لمشاكل القارة
بدروه قال رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت إنّ إنهاء الصراع في السودان أولوية لدول الجوار.
وشدد رئيس جنوب السودان على ضرورة الوصول إلى وقف إطلاق نار مستدام في السودان، مشيراً إلى أن الأولوية بالنسبة للجميع هي إيجاد حلول أفريقية لمشاكل القارة.
ليبيا: استمرار الصراع تسبّب في آثار بالغة الصعوبة
أمّا رئيس المجلس الليبي، محمد المنفي، قال إنّ "استمرار الصراع المسلح بين أبناء الشعب الواحد في السودان الشقيق منذ منتصف شهر نيسان/أبريل، تسبّب في آثار أمنية واقتصادية وإنسانية بالغة الصعوبة، تجاوزت حدود هذا البلد الجار إلى بلداننا دون استثناء، كما أنّ حدّتها تفاوتت من بلد لآخر".
وأضاف الرئيس الليبي: "عبرت بلادي منذ اندلاع الأزمة السودانية عن استعدادها للانخراط والمساهمة بفعالية في أي جهود إقليمية ودولية لإيقاف هذه الحرب، وعودة الأشقاء في السودان إلى الحوار الجاد والبناء، من أجل التوافق على مستقبل السودان الديمقراطي الموحد، الذي يسعى إلى الاستقرار والسلام والتنمية".
ويعيش السودان منذ 15 نيسان/أبريل الماضي، معارك ضارية بين الجيش بقيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، من دون أفق للتهدئة.
وأسفر النزاع عن مقتل أكثر من 2800 شخص. ووفق أحدث إحصاءات الأمم المتحدة، فإنّ الصراع في السودان تسبب حتى الآن بتشريد نحو 3 ملايين شخص، بينهم نحو 700 ألف عبروا الحدود إلى دول مجاورة، وخصوصاً مصر شمالاً وتشاد غرباً.