وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بضربة جوية "قيل إنها أسفرت عن مقتل 22 على الأقل في مدينة أم درمان السودانية السبت"، حسب بيان أصدره متحدث باسمه.
وقال غوتيريش أيضا إنه رُوّع بسبب أنباء أشارت إلى عنف واسع النطاق وسقوط ضحايا في إقليم دارفور السوداني.
وشن الجيش ضربات جوية ومدفعية بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على مساحات كبيرة من العاصمة السودانية الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين عقب اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان الماضي.
وتصاعدت حدة التوتر بين الجانبين في الأشهر التي سبقت الحرب بسبب الخلاف على الشكل الذي سيبدو عليه التسلسل القيادي العسكري بعد تشكيل حكومة مدنية بالإضافة إلى مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وتقول وزارة الصحة السودانية إن ما لا يقل عن 1133 شخصا لقوا حتفهم في القتال الذي اندلع في العاصمة ومنطقتي كردفان ودارفور مما أثار أعمال عنف عرقية في ولاية غرب دارفور.
ونزح أكثر من 2.9 مليون شخص عن ديارهم، منهم نحو 700 ألف فروا إلى البلدان المجاورة.
وتقول منظمات إغاثية إن القتال تسبب أيضا في "أعداد مخيفة" من حالات الاغتصاب واختطاف النساء.
وتركز القتال على مدينة أم درمان في الأيام القليلة الماضية، حيث إن الجزء الغربي من المدينة يمثل طريق إمداد رئيسيا لقوات الدعم السريع تستخدمه في جلب التعزيزات من دارفور التي تعد مركز قوتها.
وتركزت الضربات، بما في ذلك التي نُفذت يوم الجمعة، على مجمع البث الحكومي في شرق أم درمان، وقصفت ضربات أخرى أهدافا في جنوب وشرق الخرطوم.
وقال الجيش في منشور على فيسبوك إن القوات الخاصة قتلت 20 من "المتمردين" ودمرت أسلحتهم.
وقال الناطق باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله إن القوات المسلحة تواصل عمليات التمشيط ضد من وصفهم بالمتمردين في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.
وذكر العميد أن العمليات ضد قوات الدعم السريع مستمرة كما هو مخطط لها، وأضاف أن ما سماها المليشيا المتمردة مستمرة في وجودها بالمناطق السكنية، وأنها تمارس الجبايات على المواطنين الذين يخرجون من العاصمة عبر المعابر، كما تطرد المواطنين من منازلهم في بعض المناطق مثل حي شمبات بالخرطوم بحري.
وقالت قوات الدعم السريع إن الجيش قصف عددا من الأحياء السكنية غربي أم درمان بالطائرات، وإن هجوم الطيران العسكري على مربع 22 في "دار السلام-أمبدة" تسبب في مقتل أكثر من 31 شخصا وإصابة العشرات من المدنيين.
وكان مصدر مطلع بالجيش قال إن قواته تواصل التقدم نحو مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسميين في منطقة وسط أم درمان وقرب شارع النيل، حيث تتمركز قوات الدعم السريع.
وأوضح المصدر أن مبنى الإذاعة والتلفزيون لا يشكل أهمية إستراتيجية للجيش باعتبار أن تشغيل المؤسستين يتم إلكترونيا ومن مكان آخر، لكن تمشيط المنطقة يأتي في إطار خطة متكاملة تمضي قدما، وفق تعبيره.