السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
ومن انصار الحسين وشهداء كربلاء هو سعيد بن مرة التميمي البصري ، كما قلت في احدى الحلقات اصحاب الحسين كأصحاب رسول الله يوم بدر يعني لم يكن هناك سنخية، يعني لاسنخية في اللون وفي العمر ولافي اللغة ولافي الحالة الاجتماعية ولافي الحالة الاقتصادية ولا هناك سنخية في الحالة الجغرافية ايضاً يعني كان من البصرة احد عشر نفراً او بعض الروايات تسعة، عموماً البصرة لانعتب عليها لأنها ليست الكوفة ولو ان كل شخصيات الكوفة اودعوا السجون وبعضهم هربوا وبعضهم اختفوا اما البصرة فكانت آنذاك تعرف بالعثمانية يعني العراق ذلك اليوم عراقان الكوفة وتمتد حدودها الى واقصة يعني السماوة وكانت الكوفة تعتبر شيعية لكن لايعني ان كل سكانها شيعة وانما مقابل البصرة نعم، فيها بني عليم، بني وائل، بني اسد، بني اميم اما البصرة فلم يستجب والحسين كتب لهم وارسل لهم رسولاًن اول رسول ارسله الى البصرة فقتله ابن زياد حيث كان والياً عليها، عموماً من العدد البسيط في البصرة الذين تحركوا لنصرة ابي عبد الله الحسين هو سعيد بن مرة التميمي، كم واحد من اصحاب الحسين اسمائهم سعيد، سعيد بن عبد الله، سعيد بن كذا، هذا سعيد بن مرة التميمي كان شاباً ولما نقول شاب ليس كالكهل ابن الخمسين سنة او اربعين سنة يعني شاب يعيش فورة الغرائز، صرعة المشتهيات، هذا لما يتمرد على هذه المشتهيات ويسحقها ويتحداها ويأتي صوب المنية وصوب الشهادة هذا معناه انه يتمتع بثقافة الهية عالية، تقول الروايات انه مر على بيت لأمرأة في البصرة كان زوجها شهيد في يوم صفين، هذه المرأة تسمى مارية طبعاً غير مارية القبطية هذه ليست قبطية، هذه مارية بنت منقذ العبدي حديثها منفصل وفيه كلام كثير، كانت تجمع الناس وتقرأ عليهم وتذكرهم، ماذا ستجيبون النبي، ما عذركم؟ فجاء سعيد وكان متزوجاً لأيام قليلة، ودخل الحياة الزوجية تواً فلما بلغه ان الحسين عليه السلام بلا ناصر ووصل الى مكة وخرج منها يستنهض ضمير العالم الاسلامي لنصرته، لما سمع ضاقت الدنيا بعينه فلم تبق في ذهنه قضية زوجة ولاقضية حياة زوجية وشباب فسألته امه بني مابك؟ انت في مقتبل العمر وتزوجت حديثاً مادهاك؟ قال اماه علي بلامة حربي وفرسي فصعقت وقالت ما تصنع بهما؟ فأجهش بالبكاء وقال اماه ضاق صدري، شبت الغيرة في روح هذا الفتى، قال اماه اريد الخروج الى المزرعة، قالت ماذا تصنع في المزرعة؟ امضي الى زوجتك وكن الى جانبها فقال لااخفي عليك اماه ان الحسين بلا ناصر وجاء صوب العراق وانا اريد ان اتجهز الى نصرته فأذا بزوجته اقبلت فقال لها انا ماضي الى من هو خير مني ومنك ومن امي ومن ابي ومن عشيرتي، من هذا؟ قال انا ماضي الى نصرة سيدي ومولاي الحسين، ما ان سمعت امه الا واستسلمت للدموع والبكاء ووقفت من وراءه تشد من ازره وتعطيه الحماس وصاحت بني جزاك الله عن الحسين خيراً ولكن ياولدي لي حق عليك، حملت في بطني، سهرت الليالي بتربيتك، قال بلى لست بمنكر فضلك فقالت له ولدي لي وصية اليك اذا لقيت الحسين عليه السلام بلغه هذه الامانة، اقرأه عني السلام وقل له فليشفع لي يوم القيامة فقال لها اماه انا عندي وصية، فقالت ما وصيتك؟ قال يا اماه كلما رأيت شاباً حديث العهد بزواجه فأذكروني وارفعي يديك بالدعاء لأن دعاء الام من الادعية التي يقول النبي صلى الله عليه واله بأنها لاترد ابداً، دعاء المظلوم، دعاء اليتيم، دعاء الام في حق ولدها.
جاء سعيد من مرة التميمي رضوان الله تعالى عليه جاء يجد بالسير ولايعرف اين موقع الحسين الى ان التقى برحل فضللوه، التقى برحل آخرين تجاهلوا الامر اخيراً وصله خبر من مرأة في كوخ قالت له كأنك تسأل عن ابن بنت رسول الله؟ قال لها نعم فقالت له ذهب نحو العراق الى كربلاء ومنعوه الوصول الى الكوفة فسار الى كربلاء، انا ذكرت لعله في اكثر من حلقة ان اصحاب الحسين منهم من وصل اخر لحظة، سبحان الله كتب لهم الله التوفيق، كتب لهم السعادة.
تقول الروايات وصل هذا الفتى الى كربلاء صبيحة اليوم العاشر من المحرم لكن ليس مبكراً فرأى ان اكثر اصحاب الحسين سقطوا في المعركة والحسين يستنهض فهنا ما ان شاهده الحسين وكأن الحسين كان ينتظره، كأن الحسين في عالم المجهول، في عالم الغيب، كان الحسين يعلم ان اصحابه لم يكتملوا فيقولون كأن الحسين كان ينتظره وعينه الى الصحراء الى طرف البصرة فهنا صارت فترة توقف في القتال وكان بن سعد يسيء الكلام في خطاب الحسين عليه السلام فصاح أجبنت ياحسين عن القتال؟ فأذا بالحسين قال لا ولكن انتظر قدوم فتى من اصحابي، من هو هذا الفتى؟ واذا بسعيد وصل وما ان وصل سعيد وسلم على الامام ابي عبد الحسين فصاح الحسين قبل ان يسأله عن اسمه ولم يره من قبل، قال سعيد هذا، انت سعيد بن مرة؟ قال نعم سيدي، قال ماذا قالت لك امك؟ فأجهش سعيد بالبكاء وقال سيدي ان امي تقرأك السلام وتطلب منك ان تبلغ سلامها لأمك فاطمة سلام الله عليها فهنا قال الحسين ياسعيد ابشرك ان امك مع امي فاطمة في الجنة فهنا صاح سعيد سيدي ءأذن لي ان اسلم على بنات الرسالة فأذن له الحسين فجاء سعيد ووقف بأزاء الخيام وصاح السلام عليكم يا ال بيت رسول الله فصاحت جارية من جواري الحوراء زينب من انت؟ قال انا خادمكم سعيد من مرة التميمي جئت لنصرة سيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين فرحبت به هنا عقيلة آل ابي طالب الحوراء زينب ثم رجع صوب الحسين وأستأذن من الحسين ان يقاتل فخرج الحسين عليه السلام قبله بين عينيه وقال أذنت لك فخرج يقاتل قتال الابطال وكان هو رابع فتى او خامس فتى من الطاقات الشابة التي ضربت اروع الامثلة دفاعاً عن ابي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه.
وجدوا الردى من دون آل محمد
عذباً وبعدهم الحياة عذاباً
فقاتل الى ان خر الى الارض صريعاً، عادة الحسين عليه السلام يقف عند الشهيد ويدعو له ويسلم عليه ويستغفر له الا هذا من بين الانصار، تقول الروايات جلس الحسين، عزيز الزهراء جلس واخذ رأسه في حجره ثم اخذ الحسين يده اليمنى فمسح التراب عن وجهه وعن جبينه وهو يقول "انت سعيد كما سمتك امك سعيداً سعيد في الدنيا وسعيد في الاخرة".
قد جاوروه هاهنا بقبورهم
وقصورهم يوم الجزا متحاذية
اسأل الله ان يحشرنا مع من يشفع لهم سعيد وامثال سعيد من اصحاب ابي عبد الله الحسين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******