وسورة "الشمس" المباركة هي السورة الـ91 في القرآن الكريم ولها 15 آية كريمة وتصنف ضمن الجزء الـ 30 من المصحف الشريف وهي سورة مكية وترتيبها الـ26 بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وورد ذكر كلمة "الشمس" 34 مرة في القرآن الكريم وقيل إنَّه سميت بهذا الاسم لأنَّه ورد اسم الشِّمس بها فكان هذا الاسم تميزًا لها عمَّا سواها من السُّور، وقد ورد القسم بالشَّمس لعظمة هذا المخلوق الذي خلقه الله.
وتبدأ سورة الشمس بقَسَم عظيم من الله تعالى بالشمس وضيائها، ثمَّ بالقمر عندما يتلوها في الليل، ثمَّ بالنهار ثمَّ بالليل ثمَّ بالسماء والأرض، لأنَّ هذه الأشياء كلها آيات بديع خلقِ الله تعالى، وما زال الإنسان رغم كل هذا العلم الذي وصل إليه والحضارة التي بناها عاجزًا عن الوصول إلى أسرارها الخفيَّة.
ومِن أهمِّ الموضوعاتِ الَّتي اشتَمَلَتْ عليها السُّورةُ هي "البَدءُ بالقَسَمِ بالمخلوقاتِ العَظيمةِ؛ مِمَّا هو دليلٌ على بَديعِ صُنعِ اللهِ تعالى"، و"ذِكرُ أحوالِ النُّفوسِ ومَراتِبِها في مَسالِكِ الهُدى والضَّلالِ"، و"بيانُ حُسنِ عاقِبةِ مَن يُزَكِّي نَفْسَه، وسوءِ عاقِبةِ مَن يَتبَعُ هَواها"، و"الخَبَرُ عن إهلاكِ ثَمودَ، وتهديدِ المُشرِكينَ بأنَّهم سيُصيبُهم عذابٌ كما أصاب ثمودَ إذا ما استمَرُّوا في كُفْرِهم".
وتذكر السورة أنّ فلاح الإنسان تزكية نفسه، وعليه أن يُنمّيها نماءً صالحاً بتحلّيها بالتقوى وتطهيرها من الفجور، والخيبة والحرمان من السعادة لمن يُدسّيها، بمعنى: إنّ التقي هو الرابح الناجح والمجرم هو الخائب الخاسر.
وسئل الامام الصادق (ع) حول سورة الشمس وقال(ع): "الشّمس" رسول الله به أوضح الله عزّ وجل للناس دينهم، (والقمر إذا تلاها) ذاك أمير المؤمنين تلا رسول الله ونقبه بالعلم نقبا، (والليل إذا يغشاها) ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون الرسول وجلسوا مجلساً كان الرسول أولى به منهم فغشوا دين الله بالظلم والجور فحكى الله فعلهم فقال: (والليل إذا يغشاها والنهار إذا جلاها) ذاك الإمام من ذرية فاطمة يسأل عن دين رسول الله فحكى الله عزّ وجل قوله فقال: (والنّهار إذا جلاّها)".