السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين من تيجان الصادقين ومفاخرهم ومن رموز الولاء والمودة لآل الرسول عليهم الصلاة والسلام هو الشاعر المجاهد والشخصية اللامعة اسماعيل بن عباد الذي يلقب بالصاحب، مشهور هو بهذا اللقب الصاحب بن عباد. هذا الرجل من علماء وشعراء القرن الرابع الهجري وهو من مواليد الري وهو جنوب طهران حالياً وكان هذا الموقع يعتبر من المصائف المهمة في ايران، ذلك اليوم لم يعرف بأيران وانما كان يعرف بالري، هو من مواليد هذه المنطقة عام 326 هجرية وطبعاً في هذه الدقائق القليلة انا اشير الى محطات من حياة هذا الرجل، هو شخصية سياسية لأن ايام الدولة البويهية كان رئيس وزراء ثمانية عشر عاماً اضافة الى موقعه الرسمي كان يحظى بموقع تجاري ضخم، كان رجلاً ثرياً اضافة الى هذا كان يعتبر من كتاب الدنيا الاربعة واحد علماء النحو، علماء اللغة واما في مجال الادب والنظم، عشرة آلاف بيت من الشعر نظمها في من؟ عشرة آلاف بيت من الشعر خاصة قالها في اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم وهو من عائلة اشتهرت بهذه المواصفات حتى ان احد الشعراء يقول:
ورث الوزارة كابراً عن كابر
موصولة الاسناد بالاسناد
يروي عن العباس عباد
وزارته واسماعيل عن عباد
فهذا امر نادر ان الانسان يجمع بين الثراء والتقوى والمنصب، هو رئيس وزراء ايام عميد الدولة البويهي وهو ثري وهو تقي، سبحان الله ما احسن الدين والدنيا اذا اجتمعا يعني هذه من الحالات النادرة وطبعاً من الادلة والقرائن الصارخة والواضحة على مدى علميته وقدراته الادبية مكتبته، مكتبة الصاحب بن عباد في الري تعتبر من اضخم مكتبات الدنيا، اصلاً يكتبون ويقولون فهارسها كانت عشرات المجلدات. ولسائل ان يسألني الان يقول سيدنا اين صارت هذه المكتبة او هذا المعلم الدولي الضخم لأن الدول تفتخر بأشياء احداها التراث يعني المكتبة؟ هذه المكتبة العملاقة التي يقولون انها من اضخم مكتبات الدنيا بكل اسف اجيب وبألم اقول احرقت هذه المكتبة بكاملها، من الذي احرقها؟ هذا الناصبي محمد بن سبكتكين دكتاتور مثل صدام وامثال صدام عرف هذا بأنه كان يتلذذ بقتل علماء الامامية وخطباء الشيعة وحتى الاطباء الشيعة كان يقتلهم ومعروف هذا انه قتل في يوم واحد تسعة وتسعين عالماً من علماء الامامية، هذا محمد بن سبكتكين قدم اعظم خدمة للطواغيت وللشياطين ولأعداء الاسلام، محمد بن سبكتكين لعنه الله العدو الاول لله ولرسوله جاء الى الري ودخل هذه المكتبة فأنبهر بها انبهاراً عجيباً واستأنس بها في البداية ثم اخذ كتاب من يمينه رأى الكتاب في اهل البيت، اخذ كتاب من الجهة الشمالية رأه في اهل البيت، اخذ من جهة ثالثة فلم يستطع ان يكتم غضبه وثارت ثائرته وقال هذه كتب الروافض، كلمة الروافض كان يستعملها الطغاة وعملاء الاستكبار في تدمير الامامية وتدمير الشيعة وابادتهم. على كل فأمر بأحراقها فأتلفت بالكامل، يقولون هذه المكتبة، يكتبون عنها حملت على اربعمئة بعير. طيب الصاحب بن عباد حباه الله بنعم احدى هذه النعم التي حباه بها انه كان مشهوراً بالاطعام وتعلمون ان الاطعام من مواصفات الانبياء، من صفات النبي وآل البيت، النبي صلى الله عليه واله وقت الطعام يفتح الباب واي عابر يقول له تفضل، الامام علي صلوات الله وسلامه عليه كذلك وهذه عادة موجودة قديماً قبل الاسلام وجاء النبي واكد عليها بأعتبار انها من العادات الايجابية حتى ان حاتم الطائي كان يردد:
اذا ما صنعت الزاد فألتمسي
لنا اكيلاً فأني لست أأكله وحدي
الصاحب بن عباد كان يطعم في شهر رمضان بالخصوص يفطر في كل ليلة الف صائم يعني اذا نعد تسعة وعشرين ليلة او ثلاثين ليلة، ثلاثين الف صائم يطعمهم، كان يرتدي او يلبس عقيقاً وهذا من العقيق اليماني النادر، كان قد كتب على هذا العقيق بيتاً من الشعر وفوق البيت كلمة علي يعني هو كان يحاول بكل الطرق ان يظهر ولاءه لأهل البيت فكتب هذا البيت على العقيق:
شفيع اسماعيل في الاخرة
محمد والعترة الطاهرة
وله بيتان في هذا المجال بالذات انه لماذا كتب هذا البيت على الخاتم او اسم الامام علي عليه السلام، طبعاً هو يربطه بحادثة حلوة جرت للامام علي بن ابي طالب لما تصدق بخاتمه والقضية معروفة في سيرة امير المؤمنين فهو يقول:
ولما علمت بما قد جنيت
واشفقت من سخط العالم
نقشت على خاتمي اسم
من يصلي تصدق بالخاتم
لمن يريد المزيد من حياة هذا الرجل، خصوصيات هذا الرجل يرجع الى موسوعة الغدير للعلامة الاميني رضوان الله عليه في المجلدات الخاصة بشعراء الغدير وهناك يجد ترجمة جميلة ورائعة ومفصلة. طبعاً احدى قصائده او اكثرمن قصيدة يشير فيها الى واقعة الغدير وبالخصوص له قصيدة منظومة بهذه الطريقة (قالت قلت) صدر البيت قالت سؤال، عجز البيت قلت، انا اذكر بيتين فقط لأن الوقت لايسمح:
قالت فمن زوج الزهراء فاطمة
فقلت افضل من حاف ومنتعل
قالت فمن ساد في يوم الغدير اب
فقلت من كان للاسلام خير ولي
قالت وقلت وتستمر حوالي ثلاثين مرة، اخرها تقول من هذا؟
قالت فمن هو هذا المرء سمي لنا
فقلت ذاك امير المؤمنين علي
سلام الله عليه لم يبق من الوقت الا ان اذكر هذه الملاحظة، هذا الرجل كان يردد هذا البيت يخاطب امير المؤمنين:
قد لقبوك ابا تراب بعدما
باعوا شريعتهم بكف تراب
وفي مناسبة اخرى يقول:
انا وجميع من فوق التراب
نروح فداء لأبي تراب
تعلمون ايها الاخوة المستمعين والمستمعات كان قد كتب في وصيته هذين البيتين على كفه ليكفنوه بهذا الكفن، ماهي البيتين؟
أبا حسن لو كان حبك مدخلي
جهنم كان الفوز عندي جحيمها
وكيف يخاف النار من هو موقن
بأنك مولاه وانت قسيمها
هذا الرجل من اريحته اراد ان يقتله احد غلمانه بفعل حسد او ربما امر من جهات فوضع له السم في الطعام لكن الله سبحانه وتعالى بقدرته ومنته وانكشف امر الخادم واعترف فلم يعاقبه بشيء ابداً. هذا الشاعر البطل والموالي والزعيم والثري والخير توفي في الري، صاحب بن عباد في شهر صفر عام 385 هجرية وكان يوم وفاته مشهوداً، دفن بأصفهان وله قبر ومزار وزرته انا عدة مرات ورثاه الشعراء بمئة الف قصيدة وممن رثاه المتنبي وغيره وكتبت هذان البيتان على قبره، البيتين الذين امر ان تكتبا على كفنه. اسأل الله له المزيد من الرحمة والرضوان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******