السيد الكشميري: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين ومن المجاهدات الصادقات دفاعاً عن الاسلام ومبادئ اهل البيت هي الشهيدة المجاهدة والبطلة وزوجة الشهيد آمنة بنت الشريدزوجة الشهيد البطل عمرو بن الحمق الخزاعي رحمة الله عليه. هذه المرأة البطلة هي من النساء اللاتي اشتهرن بوقوفها بوجه الطغيان، بوجه التجبر وهذه المرأة المجاهدة اقتدت بمولاتها الزهراء فاطمة صلوات الله وسلامه عليها وبالحوراء زينب اللاتي وقفن بوجه الباطل. آمنة بنت الشريد سجنت كرهينة من قبل معاوية بن ابي سفيان حتى يستسلم زوجها الذي كان هارباً من مطاردة معاوية وهذا الاسلوب لم يكن متبعاً قديماً يعني كان من العار ان امرأة تضايق وتستخدم كوسيلة للرهان لكن بني امية زرعوا هذا الخلق، هذا السلوك الخسيس والمنحط وسار على نهجهم اتباع هذه المدرسة، مدرسة معاوية وآل مروان ولاننسى وهيهات ان ننسى ما فعله صدام حسين طاغية العراق بعوائل العلماء والساسة والمؤمنين والمجاهدين حينما اتخذ من عوائلهم واطفالهم رهائن في السجون وكم من الحرائر من قتلن في التعذيب وكم من الحرائر من ولدن في السجون، هذه مدرسة بني امية. معاوية سجن هذه المرأة آمنة بنت الشريد ليضغط على زوجها وبالتالي قبض على زوجها عمرو بن الحمق الخزاعي، طيب أليس هنا يتطلب الوضع ان يطلق سراحها؟ لا، ابقاها معاوية في السجن لما يعلم من بطولتها وجرأتها وسلاطة لسانها فبعدما قتل زوجها عمرو بن الحمق رضوان الله تعالى عليه وحمل رأسه الى معاوية، ماالذي فعله معاوية؟ انظر الى الاساليب، لااملك التعبير في وصفها من حيث القذارة! ارسل معاوية رأس زوجها مع احد ضباط شرطته وكان الرأس ملفوفاً بمنديل فأمره معاوية ان يفاجأ هذه المرأة في زنزانتها ويلقي بالرأس في حجرها، يعني تصور انت كيف يستوعب الانسان هذه الحالة، امرأة داخل الزنزانة لوحدها واذا يدخل ضابط الامن، ضابط امن معاوية، ضابط الشرطة يلقي بشكل مفاجأ رأس زوجها في حجرها ملفوفاً وهي لاتعلم ماهو، فما ان فتحت المنديل وفوجئت برأس زوجها وبعد فراق طويل لم تكن تعلم عن زوجها اين هو، فما ان شاهدت رأس زوجها ارتاعت واذهلها المنظر ولكن يبدو انها استشعرت بأن ضابط الشرطة مأمور لن يقف ويرى ردة فعلها يعني كيف تتعامل مع الموقف ويبدو انه مأمور ان ينقل ذلك الى سيده معاوية فهي في تلك اللحظة تعاملت برباطة جأش، وضعت يدها على جبهتها وعيناها الى رأس زوجها وصاحت واحزناه، واحزناه لصغره في دار هوان وضيق من ضميمة سلطان ثم رفعت رأسها الى ضابط الشرطة صاحت غيبتموه عني طويلاً واهديتموه الي قتيلاً ثم نظرت الى الرأس وصاحت اهلاً اهلاً بمن كنت له غير قالية وسأبقى طول دهري عليه ناعية. بعد ذلك قالت له اذهب الى معاوية وقل له عني تقول آمنة زوجة هذا الشهيد ايتم الله ولدك واوحش منك اهلك ولاغفر لك ذنبك وهنا يعود هذا الشرطي او الضابط الى معاوية وعكس كلام هذه المرأة البطلة آمنة بنت الشريد الى معاوية فقال عجيب أقالت كذلك؟ قال بلى فأمر بأحضارها، جاءوا بها وهي مقيدة ولكن روحها حرة، هؤلاء الاحرار تقيد ايديهم وارجلهم ولكن مشاعرهم طليقة، ضمائرهم طليقة. ادخلت مكتوفة اليدين لكن انهالت كالصقر، انهالت عليه وعلى الاذناب من حوله، الاقزام، وكان الديوان يغص بهؤلاء فنظر اليها معاوية وكان ضابط الشرطة واقف الى جنبها فنظر اليها معاوية وقال يا عدوة الله انت صاحبة هذا الكلام الذي بلغني عنك؟ قالت نعم نعم واني غير معتذرة ولانازعة فلعمري لقد اجتهدت بالدعاء وان الله لمن وراء العباد، الروايات والمصادر تقول اصطكت اسنان معاوية يعني ارتبك لأن هؤلاء الطغاة يأخذون الناس بالتجبر، اصطكت اسنانه ولم يتكلم فقام احداً اسمه اياس بن حسل اظن انه يهودي، من اسمه يعني وان كان الذين في المجلس من المسلمين مصيرهم عند الله احسن من هذا اليهودي، كلهم سواء. هذا اياس بن حسل كان ثقيل اللسان فقام وصاح ياامير المؤمنين طبعاً من يقول لمعاوية امير المؤمنين؟، يا امير المؤمنين اقتلها فأنها احق من زوجها بالقتل فألتفت اليه وصاحت ويحك انت تدعوه الى قتلي، تريد له ان يكون جباراً في الارض. هنا تقول الروايات ان معاوية ارتد على نفسه واخذ يتعامل بأبتسامة مفتعلة ثم قال لها اخرجي من ارضنا، لطيف هذا! لأن هؤلاء الطواغيت يتعاملون بهذه القاعدة، معاوية، صدام وهذه الاشكال، معاوية كان يردد المتل مال الله والارض ارض الله وانا خليفة الله فمن شئت اعطيت ومن شئت حرمت والان هؤلاء الاقزام الذين هم من وراثهم ومن تركتهم نفس العملية. فيقول لها اخرجي من ارضنا ولااسمع بك بعد هذا اليوم فقالت والله لأخرجن، مالي وللشام وماهي لي بوطن ولااحن فيها الى سكن ثم خرجت من المجلس فصادفها احدهم ويريد ان يتزلف لمعاوية فقال ياامير المؤمنين هذه تلعنك وتسبك فبقي معاوية يلاحقها وتصله الانباء عن مواقفها الشجاعة فكان يقول لما يأتي ذكرها يقول لم اكن ارى شيئاً من النساء يبلغ من معاضيل الكلام ما بلغته هذه المرأة والله انها تحمل قلباً شديداً ولساناً حديداً وجواباً عتيداً. كل هذا الوضع، استشهاد زوجها، التعامل معها بهذه الطريقة مااوجد اي انكسار في شخصيتها وكانت تلعب ادواراً متعددة من خلال مواهبها وبلاغتها وتشرح للناس مظلومية اهل البيت وتشرح للناس طغيان بني امية وتجبر معاوية ومافعله مع الناس، مع المسلمين، مع المؤمنين وبالخصوص مع محبي امير المؤمنين سلام الله عليه فتقول الروايات يعني المصادر تقول ان معاوية في النهاية ضاق ذرعاً قال يجب ان نتخلص منها يوماً قبل الاخر فأرسل أناس الى حمص وكانت هناك فدبر لها مؤامرة لقتلها بطعام مسموم ولما استشهدت آمنة بنت الشريد اظهر معاوية الفرح والسرور بموتها وقال كفيت لسان آمنة. تغمد الله هذه المرأة الشهيدة بواسع رحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*******