وقال الشيخ يزبك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مقام السيدة خولة بمدينة بعلبك، "أسقط اللبنانيون بعد المعاناة الطويلة وما عصف فيه من حرب أهلية مشؤومة وخرج منها بلطف إلهي وتحرير في عام الألفين بمقاومة أهدت ذلك التحرير للأسرة اللبنانية إيمانًا بالوحدة الوطنية، وكانت وما زالت المقاومة مشروعها مع الشعب والجيش حماية لبنان من مشاريع الهيمنة وتهديدات العدو الذي ما زالت أطماعه وانتهاكاته".
ولفت إلى أنّه "بالأمس أسقطت المقاومة العين الساهرة على الوطن طائرة تجسس انتهكت الأجواء اللبنانية في الجنوب، ومن هنا فإن الضرورة الوطنية تقضي بحفظ ثلاثية المقاومة والجيش والشعب".
وأضاف "من هذا المنطلق يأتي حرصنا على سيادة لبنان واستقلاله، ولا ينتظم ذلك إلا بالحوار والتفاهم والتوافق على قيام مؤسساته وعلى رأسها مؤسسة رئاسة الجمهورية"، معتبرًا أنّ اللبنانيين لديهم المقدرة على انتخاب رئيس يكون ربان سفينتا الوطنية إلى شاطئ الأمن والسلام والحرية والاستقلال إذا عاد اللبنانييون إلى أصالتهم وإيمانهم الحقيقي بقيام دولتهم القوية العادلة المستقلة".
وأكّد الشيخ يزبك "لا ينبغي الإصغاء إلى الذين لا ينطلقون من مسؤولياتهم وغيرتهم على لبنان، إذ يمتلك وطني ثروات لو توفرت النوايا الصادقة، سيبقى لبنان مقصدًا للسائحين وله قصب السبق في ابداعات مفكريه وأدبائه وصنّاعه ومزارعيه في كل الميادين، وها هم في بلاد الإنتشار يعطون الصورة الجميلة عن الأيقونة اللبنانية في العالم".
وقال إنّ "ما أقدم عليه المجرم السويدي بترخيص من الشرطة السويدية عمل مشين بحق الملايين من المسلمين، بانتهاك أقدس المقدسات الإلهية القرآن العظيم بتمزيقه وحرق أوراقه".
واعتبر الشيخ يزبك ذلك "وصمة عار على جبين الحكومة السويدية، ومع الأسف يتكرر مثل هذا الإنتهاك في بعض الدول التي تنشر الفساد، وتعمل على إسقاط العائلة وانتزاع الإيمان برفع شعارات بعيدة كل البعد عن إنسانية الإنسان".
وتابع "إنّها مؤامرة على السلام وتلاقي الأديان والمذاهب والشعوب، وهذا هو امتداد للأيدي التي كانت وما زالت وراء التطرّف والإرهاب في المنطقة لدمار أهلها، فالمشرب واحد هو الصهيونية العالمية وعلى العالم أن يتحمل مسؤولياته وعلى الدول الإسلامية بالأخص إيقاف هذه المهازل الإنسانية".
وختم الشيخ يزبك "تحية لمصلي الأقصى وهم يؤدون الصلاة في باحاته وفي الطرقات يتحدون كل إجراءات العدو، وبالتكبير والتهليل والدعاء للمقاومين الأبطال الذين أربكوا العدو وبدعواتهم إلى الصمود في المواجهة، إيمانًا بأن الطريق الوحيد للتحرير والعودة هي المقاومة".