وتشير الدراسات المختبرية إلى أن بعض الفيروسات المكتشفة حديثا تشترك في السمات الرئيسية لـ “سارس-كوف-2″، وهو الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19. ولكن من غير المرجح أن ينتشر في البشر دون مزيد من التطور، بحسب المجلة.
وكان العلماء يركزون سابقا على الصين وجنوب شرق آسيا للبحث عن التهديدات الوبائية المحتملة، لكنهم وسعوا دائرة البحث لتشمل المملكة المتحدة وأوروبا.
ويقول فينسينت سافولاينن، عالم الوراثة التطوري في “إمبريال كوليدج لندن” الذي قاد الدراسة الجديدة، “لقد تم تجاهل أوروبا والمملكة المتحدة تماما”.
وكان فيروس كورونا المستجد (سارس-كوف-2) انتشر في ووهان الصينية نهاية عام 2019، محدثا وباء تسبب بفوضى كبيرة في العالم بأسره.
وفي مايو الماضي، أعلنت منظمة الصحة العالمية الجمعة أن كوفيد-19 بات تحت سيطرة كافية لكي يتم رفع حالة الإنذار القصوى المرتبطة به بعد أكثر من ثلاث سنوات على انتشار هذا الوباء الذي تسبب بملايين الوفيات، لكنها حذرت من أنه يجب عدم التراخي.
وينتمي “سارس-كوف-2” إلى مجموعة من فيروسات كورونا تسمى “الساربيك”، والتي تنتشر في الخفافيش. و”فيروسات الساربيك” هي جنس فرعي من فيروس “كورونا بيتا”.
وفي الدراسة الجديدة، تعاون سافولاينن وزملاؤه العلماء مع المجموعات المشاركة في إعادة تأهيل الخفافيش والحفاظ عليها لجمع إجمالي 48 عينة براز تمثل 16 من 17 نوعا من الخفافيش التي تتكاثر في المملكة المتحدة.
وكشف التسلسل الجيني عن وجود 9 فيروسات كورونا، بما في ذلك 4 ساربيك وواحد مرتبط بالفيروس التاجي المسؤول عن متلازمة الشرق الأوسط التنفسية المعروف بـ “ميرس” والذي ينتقل بين البشر والإبل والذي سبق وأن انتشر في السعودية عام 2012.
ولمعرفة التهديد الذي تشكله فيروسات كورونا المكتشفة في المملكة المتحدة، ابتكر الباحثون فيروسات زائفة: أشكال غير مكررة من فيروس نقص المناعة البشرية تم تصميمها لنقل البروتين الشائك الذي تستخدمه فيروسات كورونا لإصابة الخلايا.
وكان أحد الفيروسات الموجودة في خفاش الحذوة الصغير، يحتوي على بروتين شائك قادر على إصابة الخلايا البشرية عن طريق الارتباط ببروتين يسمى “ACE2″، وهو نفس المستقبل الذي يستخدمه “سارس-كوف-2”.
ومع ذلك، فإن هذا الفيروس لم يلتصق بقوة في الخلايا البشرية مثل ما فعل فيروس كورونا المستجد، حيث يحتاج لمستويات عالية من بروتين “ACE2”.
ويقول الباحثون إن هذا يجعل من غير المحتمل أن يصيب الفيروس الناس وينتشر بسهولة.