موضوع البرنامج:
الحذر من الائمة المضلين
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول قتل الدجال بحربةٍ من نور
رأيت نوراً ساطعاً فأيقنت
يا ولي الله والمُعطي ندى
أمد َ الايام إقليدَ عطاها
والنضير الشاهد الحاكم في الخلق
والمُوصى له من نظراها
قم على إسم الله جدد شرعة ً
من رسوم ٍ فالعدى راموا إنمحاها
طهر الأرض بأجناد أبت
أن يُرى مبدؤها أو منتهاها
وإبسط العدل بعيسى الروح
والخضر محفوفاً بأملاك سماها
إن درجات الرجا قد أذنت
بأنحسار فمتى خُضراً نراها
والاماني حُبالى هل ترى
منك يوماً بوليد ٍ بشراها
جرد السيف لثارات بني
إمك الزهراء واجهد في رضاها
*******
والصلاة والسلام على حبيبه الصادق الامين وآله الاصفياء الطيبين لا سيما خاتم الأوصياء بقية الله المهدي (أرواحنا فداه).
السلام عليكم الاحباء ورحمة الله. نسأل أن تقضوا وقتاً طيباً مع فقراتها التي إستمعتم للأولى منها.
وهي أبيات في التشوق للفرج المهدوي المبارك من قصيدة مؤثرة في مدح أئمة الهدى عليهم السلام للخطيب الحسيني الورع السيد محمد معصوم القطيفي الحائري المتوفى سنة الف ومئتين وإحدى وسبعين للهجرة.
أما الفقرات الاخرى في البرنامج فعناوينها هي:
- الحذر من الائمة المضلين
- وإجابة لخبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن قتل الدجال بحربة ٍ من نور
- وحكاية عنوانها هو: رأيت نوراً ساطعاً فأيقنت
*******
في الفقرة التالية نسعى لاستفادة وصايا مولانا صاحب العصر (عجل الله فرجه) للمؤمنين من خلال التدبر في كلامه (عليه السلام)، عنوان هذه الفقرة في حلقة اليوم هو:
الحذر من الائمة المضلين
في الحلقتين السابقتين هدانا التدبر في رسالة مولانا الامام المهدي (عليه السلام) الى الوكيل الجليل أحمد بن إسحاق بشأن دعوى جعفر للامامة بعد أخيه العسكري (عليه السلام) الى معرفة ثلاث وصايا محورية من إمام زماننا بقية الله المهدي بشأن كيفية التعالم مع أدعياء الامامة والولاية؛ وهذه الوصايا كما أشرنا سابقاً ضرورية ليس لتمييز الامام الحق عن الائمة المضلين وحسب بل هي ضرورية أيضاً لمعرفة الحق والحقيقة فيما يرتبط بأدعياء الزعامة الدينية بمختلف مراتبها وأدعياء الهداية الى النهج الحق أو الارتباط بالامام المهدي (أرواحنا فداه) أو الولاية ونظائر ذلك.
وفي هذه الحلقة ننقل لكم مقطعاً آخراً من هذه الرسالة المهمة التي رواها الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة والشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاج وغيرهما ثم نسعى الى تلخيص ما يُوصى به الامام عجل الله فرجه بهذا الخصوص.
قال (عليه السلام) في تتمة رسالته بشأن دعوى عمه جعفر: «وقد اٌدعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما إدعاه، فلا أدري بأي حالة هيئ له رجاء أن يُتم دعواه، ابفقه في دين الله؟! فوالله ما يعرف حلالاً من حرام ولا يفرق بين خطأ ٍ وصواب أم بعلم ٍ، فما يعلم حقا ً من باطل ولا محكماً من متشابه أم بورع ٍ فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوماً يزعم ذلك لطلب الشعوذة ولعل خبره قد تأدى إليكم... أم بآية ٍ فليأت بها، أم بحجة ٍ فليقمها، أم بدلالة فليذكرها...».
وكما تلاحظون فإن مولانا المهدي (عليه السلام) في هذا المقطع يسلط الاضواء في المقطع المتقدم من رسالته على نقطتين فيما يرتبط بجعفر عمه الذي ادعى الامامة بعد استشهاد الامام العسكري (سلام الله عليه).
الأولى: فقدانه الاهلية لهذا المنصب الالهي لعدم المامه بالعلوم الشرعية والمعارف الالهية، وكذلك لعدم تحليه بالحكمة والبصيرة اللازمة للتمييز بين الخطأ والصواب في موارد الفتن وعدم إتضاح الحق من الباطل.
النقطة الثانية: فقدانه الاهلية للزعامة الدينية نتيجة لانحرافاته السلوكية بمختلف أشكالها وأخطرها اللجوء الى الشعوذة ووسائل الخداع والتضليل للتغرير بالآخرين؛ وهذا ما يلجأ اليه كثير من أدعياء الزعامة الدينية خاصة في عصور الفتن كعصرنا الحاضر.
وبالتدبر في النقطتين السابقتين تتضح الوصية الرابعة المستفادة من رسالة مولانا الامام الحجة المهدي (ارواحنا فداه) فيما يرتبط بكيفية تمييز المدعين للزعامة الدينية أو الارتباط به (عليه السلام) ويمكن تلخيص هذه الوصية بالقول:
ينبغي للمؤمنين التيقن من أهلية أي مدع للزعامة الدينية من خلال الاطمئنان:
أولاً: الى كفاءته في العلوم والحكمة الالهية الكاشفة عن إرتباطهم حقا ً بينابيع الوحي.
وثانياً: الاطمئنان الى سلامته السلوكية العملية ونزاهته من الشعوذة وأساليب الخداع والتضليل بكافة أشكالها وعدم لجوئه لأي منها للتغرير بالآخرين وجرهم الى إتباعه.
أما الوصية الخامسة: والاخيرة في رسالة مولانا بقية الله (عجل الله فرجه) فهي دعوة المؤمنين الى مطالبة كل مدع ٍ للزعامة الدينية بمختلف صورها التي أشرنا اليها سابقاً بالدلائل اليقينية المثبتة لصحة مدعاه، شريطة ان تكون هذه الدلائل واضحة لامجال للتأويل فيها وإحتمال أن تكون فيها شيء من الشعوذة والتلبيس والخداع.
يبقى ان نشير الافاضل الى أن جعفر عم الامام الذي كُتبت هذه الرسالة بشأن إدعائه الامامة بعد أخيه العسكري (سلام الله عليه) قد تاب فيما بعد وتراجع عن إدعائه وصلح أمره حتى لُقب بجعفر التواب (رحمة الله عليه).
*******
فننقلكم الآن الى خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني وهو يجيب عن بعض أسئلتكم في الاتصال الهاتفي الذي أجراه زميلنا:
قتل الدجال بحربة من نور
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم احبائنا وشكراً لكم على جميل متابعتكم، معنا الشيخ علي الكوراني للتفضل بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ من الاخ طلال من سوريا بعث لنا عبر البريد الالكتروني برسالة اشتملت على سؤالين يرتبطان ظاهراً بحديث قرأه هذا الاخ عن قضية قتل الدجال، السؤال الاول هو هل ان المهدي هو الذي يقتل الدجال ام عيسى؟ اما السؤال الثاني يقول قرأت في الحديث وصف يقتله بحربة من نور فما المقصود بذلك يعني هل هو نوع من السلاح ام ماذا؟
الشيخ علي الكوراني: المشهور في مصادر السنة ان الذي يقتل الدجال هو عيسى عليه السلام والاحاديث عندنا عن اهل البيت عليهم السلام الذي يقتله هو المهدي، وهناك تفاصيل عن الدجال وعن قتل الدجال وهي كثيرة مثلاً منها انه يقتله عند بحيرة طبرية، وعندنا هذه الرواية الملفتة انه بحربة من نور، والشيء القطعي ان الدجال حركة مضادة للامام المهدي سلام الله عليه عندما يقيم دولة العدل الالهي ويكون معه عيسى سلام الله عليه، الدجال يخرج ويبدأ بالخروج من افغانستان ويتحرك في المنطقة، والدجال هو يهودي ومعه نواصب ومعه النساء الفاسدات المثليين والمثليات حركة عالمية تكون ضد الامام المهدي والمسيح سلام الله عليهما، ويكون معهم معركة، هذه المعركة لم ارى بوضوح عن اهل البيت عليهم السلام انها تكون في الشام والذي يقتله في احاديث اهل البيت سلام الله عليهم هو الامام المهدي سلام الله عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة للحربة من نور هل يمكن ان يكون المقصود بحربة من نور ان اتضاح الحق مثلاً؟
الشيخ علي الكوراني: يمكن وسائل لانه ورد عن الامام المهدي (سلام الله عليه) اما ان صاحبكم ليركب السحاب ويرقى في الاسباب وانه يدخل العراق في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو، اذن عنده وسائل يمكن نوع من الرصاص او نوع من الاشعة من نوع الاسلحة الجديدة عن الامام المهدي (سلام الله عليه) لها مؤشرات كثيرة في احاديثه قد تكون منها.
المحاور: يعني هذا التفسير الرمزي تغلقونه ام يبقى مفتوحاً؟
الشيخ علي الكوراني: يعني نحن نأخذ بالظهور ما امكن ما دام لها وجه ان نأخذها على ظاهرها فلا يحتاج ان نؤولها، لما نجد مثلاً ان الامام يدخل الكوفة التي هي بالمعنى العراق هنا في سبع قباب من نور لا يعلم في ايها هو، هذا سبب من الاجهزة تشبه الطائرات، الحربة من نور هنا ممكن اشعة ليزرية او ما شابه الامام يستعمل هذه لقتل الدجال.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني شكراً لكم، والله يبارك لجميع الاخوة والاخوات وهم يتابعون الاستماع الى ما تبقى من فقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب.
*******
رأيت نوراً ساطعاً فأيقنت
نقل لكم أعزاءنا الحكاية التالية ملخصة من الكتاب الموسوعي القيم العبقري الحسان في أحوال الامام صاحب الزمان عليه السلام الذي صنفه المحدث المتتبع آية الله الشيخ علي اكبر النهاوندي من خريجي حوزة النجف الاشرف الذي قضى أعوامه الاخيرة مجاوراً لمرقد مولانا الامام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة حيث توفي فيها سنة ۱۳٦٥ للهجرة رضوان الله عليه
وقد نقل آية الله النهاوندي هذه الحكاية عن آية الله العالم الورع الميرزا محمد هادي البجستاني، الذي نقل عن أحد طلبة الحوزة العلمية وصفه بالصدق والوثاقة أنه جاء من ايران مع والدته في احدى السنين بهدف زيارة العتبات المقدسة في العراق، مشياً على الاقدام؛ لكنه غفل عن والدته قرب منطقة قصر شيرين فظن أنها تخلفت عنها فأضطرب حاله وسيطرت عليه أمواج القلق وأخذ يركض بأرتباك بهذا الاتجاه وذاك بحثاً عن والدته حتى ضل الطريق وابتعد عن المكان الذي فارقها فيه وهو لا يدري.
تعب الفتى والقلق والاضطراب قد زاد من محنته وأضناه التفكير بمصير والدته... قال هذا الشاب حاكياً ما جرى له: عجزتُ عن مواصلة السير بل ولم تعد ركبتاي تساعداني حتى على القيام، فجلست مضطراً فوق تل ألتقط أنفاسي فازداد هلعي وجزعي عندما رأيت رجلاً يحمل خنجراً وهو يسير على مقربة من التل... كادت روحي تفارق بدني... ودون اختيار وجدت نفسي استغيث قائلاً (ثلاث مرات): يا أبا صالح يا مولاي أدركني.
ثم ناديت في الرابعة: يا ابا الغوث أغثني.
وإثر ذلك وجدت نفسي قادراً على السير... تحركت على جادة لم أكن أقصدها ولم أدر كيف وصلت اليها وكيف ابتعدت عن ذلك الرجل المسلح أو كيف ابتعد عني... شعرت بالجوع فدعوت ربي قائلاً: الهي ... إنني جائع وقد أخبرتنا انك ترزق خلقك حيثما كانوا فأرزقني.
وإثر ذلك مباشرة رأى الفتى رجلاً عربياً يحمل خبزا فأشترى منه ما أذهب جوعه وتابع سيره على تلك الجادة... وسرعان ما وصل الى قلعة تعرف بالقلعة الخضراء... فوجد عندها رجلاً إعرابياً اخر ينتظره، بادره بالقول: لماذا تأخرت يا فتى؟!
أجاب الشاب لا ادري اقد كنت عاجزاً عن فعل اي شيء !
فقال له الرجل: فعجل كي أوصلك!
يقول هذا الشاب في بيان خاتمة حكايته:
حينما قال الرجل: عجل سرعان ما رأيت نفسي ببركة أمره بالتعجيل في منطقة قصر شيرين في المكان نفسه الذي أضعت فيه والتي... عثرت عليها ففرحت أشد من فرحتي بهذا اللقاء؛ سألتها عما جرى لها عندما فقدتني فقالت: إضطربت بشدة فرفعت صدري بأتجاه السماء وتضرعت لله كثيراً... حتى رأيت فجأة نوراً يسطع في المنطقة فأيقنت ان الله تعالى سيعيدك ببركة ذلك النور.
رزقنا الله واياكم الاكارم نور اليقين وأيدنا وإياكم بروح الايمان ببركة صدق الولاء والتمسك بعرى إمام زماننا المهدي (عجل الله فرجه).
*******