موضوع البرنامج:
كيفية التعامل مع أدعياء المهدوية
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول الاهتمام الغربي بالعقيدة المهدوية
تمنيّت لو كان معي بعض محارمي
فلهفي على تلك الدّماء فلم تزل
تلظّى لها في القلب شعلة قابس
ولولا ترجّي النفس طلعة ثائر
بها أنا من نصري له غير آيس
لما كنت أستبقي لهم بعد رزئهم
حياة بها ضاقت عليّ منافسي
أبيت وأضحى والهاً أظهر الأسى
ومستوحشاً أبدي طلاقة آنس
إلى ان يعزّ الله دين الهدى بمن
يجدّد من آثاره كلّ دارس
ويخصب من ساحاتها كلّ ممحل
ويورق من أعضائها كلّ يابس
وتسمو له في الخافقين عزائمٌ
تقاضي لنشر العدل غير نواعس
يجبّ بها عرق الضّلال وتكتسي
بها سروات الرّشد أسنى الملابس
لو جهتك ابن العسكريّ توجهت
هداياي يذكو عرفها في القراطس
فجد لي بأستنشادها جدّك الرّضا
لدعبل باستنشاده لمدارس
*******
الحمد لله حفّ كلّ عسر بيسرين وأراد لعباده اليسر ولم يرد لهم عسراً والصلاة والسّلام على خاتم الأنبياء وآله السادة الهداة لا سيما خاتم الأوصياء إمامنا ومولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه.
السّلام عليكم أيها الأخوة والاخوات ورحمة الله، أهلاً بكم في الحلقة اخرى من برنامج شمس خلف السحاب استمعتم أحباءنا في بدايتها الى أبيات في التشوّق لظهور المهدي الموعود (عجّل الله فرجه).
وهي خاتمة قصيدة حسينية غرّاء للأديب الولائي عبد الحسين الأعسم رضوان الله عليه.
أما الفقرات الأخرى في هذه الحلقه فهي:
- روائية من كلام مولانا المهدي (عليه السّلام) في كيفية التعامل مع أدعياء المهدوية
- وإجابة لخبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن الاهتمام الغربي بالعقيدة المهدوية
- وحكاية عنوانها هو: تمنيّت لو كان معي بعض محارمي
*******
فكونوا معنا والفقرة التالية وعنوانها هو:
وصايا في التعامل مع ادعياء المهدوية
ايها الأعزاء روى الشيخ الثقة أبو منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج عن الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق الأشعري أن بعض وجوه أصحاب الشيعة جاءه يخبره أن جعفراً أبن الامام الهادي (عليه السّلام) كتب له كتاباً يعرّفه أنّه القيّم بعد أخيه العسكري (عليه السّلام). فلما قرأ أحمد بن إسحاق كتاب جعفر كتب الى صاحب الزمان الحجة بن الحسن العسكري (عليهما السّلام) بشأن كتاب عمّه جعفر وبعث كتابه معه، فكتب الامام المهدي (ارواحنا فداه) رسالة جوابية تشتمل على وصايا محورية مهمة فيما يرتبط بكيفية التعامل مع أدعياء الامامة أو المهدوية أو الارتباط بالامام المهدي عجّل الله فرجه. بل عموم ادعياء المقامات المعنوية والدينية، قال عليه السّلام في مقدمة رسالته الجوابية: أتاني كتابك أبقاك الله والكتاب الذي أنفذته في درجه (يعني كتاب عّمه جعفر) وأحاطت معرفتي بجميع ما تضّمنه على إختلاف ألفاظه وتكرّر الخطأ فيه، ولو تدبّرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه والحمد لله رب العالمين حمداً لا شريك له على إحسانه إلينا وفضله علينا، أبى الله عزّ وجلّ للحقّ إلا إتماماً وللباطل إلاّ زهوقاً وهو شاهدٌ عليّ بما أذكره، ولي عليكم بما أقول لكم إذا اجتمعنا لليوم الذي لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون.
الوصية الأولى: في المقطع المتقدّم من رسالة مولانا الحجة المهدي هي التي يتضّمنها، قوله (عليه السّلام) واصفاً كتاب جعفر المدّعي للإمامة: أحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على إختلاف ألفاظه وتكرّر الخطأ فيه ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه.
إذن الامام (عليه السّلام) يوصي هنا المؤمنين بالتدّبر في أقوال وكلمات مدّعي الامامة أو المقامات الدينية أو الأرتباط بالمهدوية وأشباههم، وعدم التأثر بظواهرها وعناوينها التي قد تكون خادعة، فالتّدبر المعّمق بها هو الذي ينقذ المؤمنين من الانخداع بمكر وحبائل أئمة الضّلال مثلما انه يوصلهم الى فهم وإدراك مغزى وحقائق كلمات أئمة الهدى والحق.
ولا يخفى أحباءنا الافاضل أن هذه الوصية المهدوية مستلهمة من قوله عزّ من قائل: «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا».
اجل فإنّ ما يميّز كلام ينابيع الوحي عن غيره والكلام الحق عن كلام أهل الباطل هو خلوّه من الاختلاف في سائر أجزاءه وكذلك خلوه من الاختلاف والتناقض مع عمل القائلين به. كما يشتمل قوله (عليه السّلام) المتقدم على وصية عقائدية تربوية دقيقة وهي أن يرسّخ المؤمنون في قلوبهم الاعتقاد بانّ أفهامهم لا يمكن أن تحيط بما يحيط به الامام (عليه السّلام) من أيّ كلام.
ولذلك قال (عليه السّلام) مخاطباً أحمد بن إسحاق بأنه لو تدّبر كتاب جعفر لعرف بعض ما عرفه الامام وليس كلّ ما عرفه الامام من موارد الاختلاف والخطأ.
والوصية الثالثه: هي أن يكون المؤمنون دائماً شاكرين لله تعالى وبتوحيد خالص فهو ربّ كلّ نعمة ومبدأ كلّ خير، ومن نعمه الكبرى هو أن من على الناس في كلّ زمان بالحجة المعصوم الذي به يتمّ الحقّ ويزهق الباطل، فيجب الرجوع اليه في تمييز الحق من الباطل.
والوصية الرابعة: أيها الأخوة والأخوات هي أن يستشعر المؤمنون في كلّ حين الحضور الالهي وأنه عزّ وجلّ هو الشاهد عليهم في كلّ ما يقولونه ويفعلونه فلا ينبغي لهم أن يقولوا أو يفعلوا إلا ما يرضاه تبارك وتعالى.
والوصية الخامسة: أحباءنا هي أن يستذكر المؤمنون دائماً عند كلّ إختلاف فكري أو غيره يوم الفصل والحساب، فيستعدّوا له بأعداد الحجج والبراهين المؤيّدة أو المبررة والمسوّغة لكلّ قول يقولونه أو عمل يفعلونه.
*******
أعزاءنا الافاضل نشكر لكم جميل متابعتكم لفقرات هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب ومنها الفقرة التالية: وهي اجوبة خبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني على أسئلتكم للبرنامج.
الاهتمام الغربي بالعقيدة المهدوية
المحاور: السلام عليكم احبائنا وشكراً لكم على طيب المتابعة لبرنامج "شمس خلف السحاب"، ومن ضمن فقراته هذه الفقرة التي يتفضل سماحة الشيخ علي الكوراني خبير البرنامج بالاجابة عن اسئلتكم، سماحة الشيخ من البحرين الاخت لمياء تسأل تقول قرأت في بعض المجلات اشياء تتحدث عن اهتمام بالغ من قبل الغربيين بالتعرف على الامام المهدي الغائب الذي تعتقد به الشيعة، وانشائهم لمؤسسات او مراكز للدراسة عنه، تقول ما هي حقيقة هذه الاخبار؟
الشيخ علي الكوراني: صحيح الغربيون يهتمون بالامام المهدي سلام الله عليه كثيراً، ومن اوائل الاسئلة التي تسألها المخابرات الامريكية سواءاً في امريكا او في بلادنا من الشيعي ويسألون عن انه ماذا تعرف عن الامام المهدي اين هو، اهتمام الغربيين كلهم تقريباً الامريكان والفرنسيين وغيرهم، اليهود ايضاً يهتمون، لكن اهتمامهم بالدرجة الاولى من ناحية سياسية لمعرفة كيف يفكر هؤلاء، يعني عندما يطرحون شخصاً يقول انا بن الامام المهدي بعثني قبله مثلاً هؤلاء على اساس دراساتهم لعقائد الشيعة ووضعهم وماذا يمكن ان يؤثر على زهادهم، كيف يمكن النفوذ اليهم على ضوء اعتقادهم، اذن اهتمام الغربيين بالدرجة الاولى واليهود بالامام المهدي سلام الله عليه وعقيدتنا فيه من اجل فهمنا وضربنا اذا استطاعوا من هذا الباب وهذا المنفذ، هناك جماعة من متدينيهم هؤلاء اهتمامهم ديني فكري وطبعاً الفكر مخلوط في السياسة في الغرب وعند اليهود، لا يغرنكم اذا احد قال انا مستشرق ليس لي غرض فقط اريد ان اعرف عن الامام المهدي، وبعضهم يقول: انا مسلم واريد ان افهم الامام المهدي، فهؤلاء اهتمامهم سياسي من اجل مصالحهم، هناك فئات متدينة اليهود الذين هم ضد اسرائيل مثلاً، أو افراد مستقلين الى حد ما حكوماتهم هؤلاء اهتمامهم ديني لانهم يريدون ان يعرفوا قضية الامام المهدي سلام الله عليه لاعتقادهم يعرفوها لهم وهؤلاء قلة، اذن الذين يهتمون بالامام المهدي سلام الله عليه فكرياً اكاديمياً مخلصين هؤلاء قلة قليلة وعامة اهتمام الغربيين واليهود لقضية الامام سلام الله عليه اهتمام سياسي من اجل مصالحهم والتخطيط ضدنا.
المحاور: هل يستفاد من الاحاديث الشريفة بان موقف المسيحيين عموماً من قضية الامام المهدي سلام الله عليه بعد ظهوره يكون اكثر استجابة من الفئات الاخرى؟
الشيخ علي الكوراني: نعم هذا اكيد خاصة المتطرفين المتعصبين الذين يعبر عنهم بنو امية، عندنا رواية في الكافي عن الامام الصادق سلام الله عليه يقول: الروم خير لنا من بني امية، الروم كفروا ولم يبغضونا وبني امية كفروا وابغضونا، نعم يكون تحول وفئات ممن يدعون الاسلام يقاتلون الامام سلام الله عليه وفئات بعيدة يستجيبون للامام سلام الله عليه.
المحاور: وجزيل الشكر لسماحة الشيخ علي الكوراني، وحيا الاخوة والاخوات وهم يتابعون ما تبقى من فقرات برنامج شمس خلف السحاب.
*******
ندعوكم الآن أعزاءنا الى إحدى حكايات الفائزين برؤية الطلعة الرشيدة والغرّة الحميدة. إخترنا لحكاية حلقة اليوم العنوان التالي:
تمنّيت أن لو كان معي أحد محارمي
جاء في الجزء الثاني من كتاب (كنز المتّقين) المطبوع في ايران بالفارسية أنّ زوج إبنة آية الله الشيخ محمد علي الآراكي من مراجع التقليد (رضوان الله عليه) قد طلب من أحد العلماء الربانيين الاتقياء أن يعلّمه ذكراً يعين زوجته على أداء منسك الطواف ضمن فريضة الحج بسبب شدّة الازدحام وعدم قدرته على موافقة زوجته لأداء هذه الفريضة فهي ستذهب دون أيّ من محارمها مع إحدى قوافل الحج الايرانية من مدينة مشهد التي تقطنها ولذلك فهي تخشى من صعوبة أداء منسك الطّواف.
العالم الرباني المذكور قال: قل لزوجتك أن تلتزم بتكرار ذكر: يا حفيظ يا عليم متوجهة بقلبها الى الله جلّ جلاله عند بدء الطواف وتستمر عليها مدة طوافها فإنه عزّ وجلّ سيحفظها من كلّ سوء.
ذهبت هذه السيدة وتقرّبت الى الله عزّ وجلّ بحجّ بيته الحرام ثم عادت بسلام الى أهلها في مدينة مشهد المقدسة، فسألوها عما كانت تخشاه من صعوبات الطّواف في ظّل شدّة الازدحام فقالت: كنت في أغلب الأيام أطوف حول الكعبة بسهولة ويسر وأنا أتوّجه الى الله عزّ وجلّ بذكر يا حفيظ يا عليم من بدء الطواف الى نهايته.
وفي أحد الايام دخلت المسجد الحرام فشاهدت الازدحام شديداً للغاية لم أر مثله من قبل.
قلت في نفسي: يا إلهي كيف يمكنني الطواف مع هذا الازدحام؟ تمنيّت أن لو كان معي أحد محارمي لكي أحتمي به وأنا أطوف وسط هؤلاء الأجانب، ولمّا خطرت في ذهني هذه الأمنية سمعت صوتاً يأتي من الخلف يقول لي: توسّلي الى الله بصاحب الزمان، تساءلت وأنا أتوسل بقلبي بمولاي المهدي (عجّل الله فرجه): وأين أجد صاحب الزمان؟!
فسمعت الصوت نفسه يقول: هو ذا انه السيد الذي يمشي أمامك.
أمعنت النظر فرأيت أمامي سيداً مهيباً قد خلا ما حوله وهو يطوف فتقدمت حتى وضعت يدي على عباءته ومسحت بها وجهي طلباً للبركة وطفت حول الكعبة معه، سبعة أشواط بكلّ سهولة ويسر دون أي تماس مع الطائفين المكتظّين.
حمدت الله عزّ وجلّ، لكني تأسّفت أني لم يخطر ببالي شيء أن أطلب من إمامي شيئاً طوال مدة الطواف وعن إنتهاء الطواف وغيابه عن ناظري فجأة روحي فداه.
*******