وذلك في مستهل مناسك حج ينطلق بأعداد مماثلة لما قبل جائحة كورونا، التي كانت قد ألقت بآثارها على أداء المسلمين للحج.
وفاضت شوارع مكة المكرمة بالحجّاج من الجنسيات كافة، بعدما سمحت السعودية للمسلمين بأداء فريضة الحج هذا العام من دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم، حيث وصل أكثر من 1,6 مليون حاج من خارج المملكة بالفعل، بحسب ما أعلنت السلطات السعودية، مساء الجمعة 23 يونيو/حزيران 2023.
وهذا الرقم يتجاوز بالفعل عدد الحجيج العام الماضي بفارق كبير، إذ اقتصر الحج العام الماضي على 926 ألف حاج، بينهم 781 ألفاً من الخارج، بعد عامين من اقتصاره على بضعة آلاف من سكان المملكة وحدها، فيما لم تُعلن بعد أعداد الحجاج من داخل السعودية.
وتتوقع السلطات السعودية مشاركة أكثر من 2 مليون حاج من 160 بلداً في الحج هذا العام.
وفي يوم السبت 24 يونيو/حزيران 2023، طاف حول الكعبة حجاج بملابس الإحرام البيضاء، بينهم نساء ارتدى بعضهن عباءات ملونة، وقد حمل كثير منهم مظلات للوقاية من الشمس الحارقة، فيما كان آخرون يصلون ويدعون، على الأرضيات الرخامية البيضاء التي تفوح منها رائحة المسك.
كذلك تفيض الشوارع المحيطة بالمسجد الحرام بألوف الحجاج الذين يصلّون على سجاجيد ملوّنة أمام الفنادق والمتاجر.
وبدءاً من مساء الأحد، ينتقل الحجاج بأعداد كبيرة إلى منى، على بعد حوالي خمسة كيلومترات من المسجد الحرام، قبل المناسك الرئيسية، وهي صعود جبل عرفات يوم الثلاثاء المقبل.
وأقامت السلطات الكثير من المرافق الصحية والعيادات المتنقّلة، وجهّزت سيارات إسعاف ونشرت 32 ألف مسعف لتلبية احتياجات الحجّاج، كما تنتشر سيارات المطافئ بألوانها الصفراء المميزة في أرجاء المكان، إذ سبق أن تسبّبت حرائق في حوادث دامية في منى.
وبدورها أتمت السلطات السعودية استعداداتها لاستقبال الحجاج، إذ أقامت الشرطة السعودية في المدينة الجبليّة نقاط تفتيش وقاموا بدوريّات راجلة، حاملين مظلات بيضاء للحماية من الشمس، فيما تجاوزت الحرارة 44 درجة مئوية.
ووقف رجال أمن يرشّون رذاذ المياه على الحجاج المنهكين من الحر الشديد، وقد افترش بعضهم الساحات المحاذية لأبواب الحرم.
وداخل المسجد الحرام وقف مسعفون على أهبة الاستعداد في مواقع مختلفة، فيما كان شبان متطوعون يدفعون كراسي متحركة ينتظرون في طابور طويل لمساعدة كبار السن والمرضى ممن لا يستطيعون المشي مسافات طويلة.
وفي أرجاء المكان انتشر عمال بملابس خضراء يوزعون زجاجات المياه الباردة، وآخرون يرشون رذاذاً منعشاً من أسطوانات مربوطة حول ظهورهم، كما وضع الكثير من الحجاج أسماء دولهم وأعلامها على ملابسهم. وارتدت مشارِكات آسيويات وإفريقيات عباءات ملونة مميزة.
وعادة ما يشكل الحج مصدر دخل رئيسياً للمملكة، وتُقدّر إيرادات المناسك والعمرة والزيارات الدينية الأخرى على مدار العام بنحو 12 مليار دولار سنوياً.
يُذكر أنه في العام 2019 شارك نحو 2,5 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم في مناسك الحج السنوية، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وفريضة لا بُد للمسلمين القادرين من تأديتها مرّةً واحدة على الأقل في حياتهم.