وفيما أعربتا عن شكرهما وتقديرهما جهود العراق في إعادة العلاقات للبلدين وترسيخ الاستقرار في المنطقة، كشفتا عن خطط استثمارية تتضمن تعاوناً وضخ أموال في السوق العراقيَّة.
جاء ذلك، خلال ندوة نظمتها "المؤسسة العراقية للدراسات الخارجية"، شارك فيها السفيران السعودي عبد العزيز الشمري والإيراني محمد كاظم آل صادق بحضور نخبة من القيادات السياسية والدبلوماسية وصناع الرأي العام، وأدارها رئيس المؤسسة ليث الصدر.
وأوضح السفير السعودي، خلال حديثه، أنَّ "الندوة تمثل رسالة مهمة للداخل العراقي وللخارج مضمونها أنَّ الاتفاق الأخير بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يأتِ من فراغ"، مبيناً أنَّ "الحوارات استمرت بين الطرفين لأكثر من ثلاث سنوات تمهيداً للوصول إلى أرضية ثابتة ننطلق منها باتجاه المستقبل".
وبيّن الشمري أنَّ "المملكة لم تنطلق في الاتفاق مع إيران من مصلحتها الخاصة؛ إنما رعت فيه مصالح دول المنطقة العربية والإسلامية"، مشيراً إلى أنَّ "دبلوماسية المملكة تدعم الحوار مع كل دول الجوار في التعاطي مع أي مسألة خلافية، والعمل على فتح صفحة جديدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الالتزام الكامل بكل ما اتفق عليه وتحقيق التنمية والازدهار للمنطقة".
وكشف عن "إصدار الأوامر في الرياض لمجموعات عمل لتفعيل الاتفاق مع إيران أمنياً وسياسياً واقتصادياً وفي مجال الشباب والرياضة"، عادّاً هذا الاتفاق "مهماً للبلدين ولأمن الممرات المائية في مجال الطاقة والتجارة العالمية"، معرباً عن أمله في "تصفير" مشكلات المنطقة لاسيما أنَّ الجهود مُنصبّة على حل الأزمات ومنها الأزمة في السودان، و"إبعاد الأيادي عن التدخل فيها"، حيث كشفت الأحداث المتوالية عن وجود لاعبين لا يريدون للمنطقة الاستقرار.
وأعرب الشمري عن "شكره جهود العراق في التمهيد للاتفاق بين الرياض وطهران، عبر رؤساء الحكومة الثلاثة (عبد المهدي والكاظمي والسوداني)، كما شكر سلطنة عمان التي رعت الخطوة الثانية والثالثة تمهيداً لاتفاق الصين".
وأشار إلى أنَّ "المملكة خصصت ثلاثة مليارات دولار للعراق كاستثمارات ضمن رؤية نهضة السعودية الاقتصادية ونهضة دول الجوار"، مبدياً "استعداد بلاده لوضع إمكاناتها الاقتصادية لخدمة العراق"، كاشفاً عن "نصيحة قدمت إلى وزارة النقل العراقية بضرورة التواصل مع دول الخليج للاطلاع على التجارب والخبرات والإمكانات لإنضاج مشروع (طريق التنمية)"، لافتاً إلى أنَّ "استثمارات ضخمة ستضخ في العراق وإيران والدول العربية المجاورة".
من جهته، وصف سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمد كاظم آل صادق، الاتفاق الإيراني- السعودي بـ"الستراتيجي" وليس اتفاقاً تكتيكياً، مقدماً شكره للعراق على دوره في الاتفاق، ومبارِكاً له استعادة دوره الإقليمي بالوساطة بين دول المنطقة، عادّاً "العراق بوابة مهمة لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية".