ولد الشيخ محمد صديق المنشاوي بقرية المنشاة التابعة لمحافظة "سوهاج" المصرية في عام 1920م، وأنبته الله نباتاً حسناً حتى أتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره.
ونشأ المنشاوي في أسرة قرآنية عريقة قيل إنها ضمت 18 فرداً حفظوا وخدموا القرآن الكريم في كل مكان رحلوا وارتحلوا فيه.
والده الشيخ صديق المنشاوي وشقيقه الشيخ محمود صديق المنشاوي علمان من أعلام دولة التلاوة العريقة، وجرى اعتماد الشيخ المنشاوي قارئًا بالإذاعة المصرية عام 1954، وكانت أول سورة سجلها الشيخ للإذاعة هي سورة لقمان.
وبدأت مسيرة المنشاوي في تلاوة القرآن الكريم، حينما كان يذهب مع والده وعمه لإحياء السهرات القرآنية، وأتيحت له الفرصة ذات مرة ليقرأ في إحدى السهرات ليذاع صيته بعد ذلك.
والتحق الشيخ محمد صديق المنشاوي بكتـّاب القرية، وأتم ختم القرآن الكريم فى سن مبكرة.
وصقل محمد صديق المنشاوى نفسه بعلوم القرآن الكريم، وأجاد فن المقامات، وتسلطن فى دولة التلاوة، وظهر بين كوكبة من قراء القرآن الكريم مثل مصطفى إسماعيل ومحمود خليل الحصرى ومحمود على البنا ومنصور الشامى الدمنهورى وعبدالباسط عبدالصمد وغيرهم، وكانت له قراءات مشتركة مع الشيخ فؤاد العروسى وكامل يوسف البهتيمى.
ورغم شهرته في آفاق الأرض شرقاً وغرباً، وارتفاع سعر إحيائه الليالى فى سرادقات التعزية والمناسبات الدينية، اشتهر عنه عدم اتفاقه على أجر حق التلاوة، وكان يقرأ لأهالى الموتى الفقراء دون أجر.
وسجل «المنشاوى» القرآن الكريم كاملاً في ختمة مرتلة، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدورى مع القارئين كامل البهتيمى وفؤاد العروسى.
وله أيضاً العديد من التسجيلات فى المسجد الأقصى بالقدس والكويت وسوريا وليبيا والسعودية، بعد أن تلا القرآن فى غالبية المساجد الرئيسية بالعالم الإسلامى، مثل المسجد الحرام فى مكة المكرمة، والمسجد النبوى فى المدينة المنورة، كما حصل على أوسمة عدة من دول مختلفة، مثل إندونيسيا وسوريا ولبنان وباكستان.
واستطاع الشيخ محمد صديق المنشاوى أن يحجز مقعداً رئيسياً بين عمالقة دولة التلاوة المصرية، حتى قال عنه الشيخ محمد متولى الشعراوى: "من أراد أن يستمع إلى خشوع القرآن فليستمع لصوت المنشاوي. إنه ورفاقه الأربعة مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط، والبنَّا، والحصرى، يركبون مركباً، ويُبحرون في بحار القرآن الكريم، ولنْ تتوقف هذه المركب عن الإبحار حتى يرث الله الأرض ومن عليها".
وسافر إلى العديد من البلدان، بدعوات من رؤساء دول وكان يحمل في الخمسينيات لقب، مقرئ الجمهورية العربية المتحدة، وتلى القرآن الكريم في المسجد الأقصى ومساجد الكويت وسوريا وليبيا وباكستان وغيرها وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الثانية من دولة سوريا، وغيرها من الأوسمة والهدايا التي منحها له ملوك وزعماء الدول.
في عام 1966، أصيب الشيخ المنشاوي بمرض في المريء نصحه فيه الأطباء بعدم إجهاد حنجرته، إلا أنه أبى إلا أن يكمل رحلته في تلاوة القرآن الكريم، وظل يتلو القرآن الكريم حتى وفاته في مثل هذا اليوم 20 يونيو عام 1969.