من اعلام الصادقين الاوائل ومن اللامعين في انصار الحسين (عليه السلام) وشهداء يوم الطف هو المرحوم الشهيد المظلوم عبد الله القفعمي تغمده الله برحمته ورضوانه وطبعاً الشهادة هي من نعم الله والشهادة وسام ما بعده وسام، الحديث الشريف: "فوق كل ذي بر بر حتى يقتل في سبيل الله فليس بعده بر" كل عمل هناك عمل افضل منه الى ان ينتهي الى الشهادة في سبيل الله وهذه كانت منوى ومطمح للانبياء وللاوصياء، الامام امير المؤمنين (سلام الله عليه) له هذه الكلمة: "لألف ضربة بالسيف افضل عندي من ميتتة على فراش" الانسان يموت يموت لكن كما يقول ابو عبد الله الحسين "فأن تكن الابدان للموت انشأت فقتل امرئ بالسيف في الله افضل" ، شهداء الطف هو افضل الشهداء بعد شهداء بدر وذكرت هذه على المنبر قبل عشرات السنين في النجف الاشرف احد اعلام النجف الاشرف صلح لي هذه الجملة وقال: "انهم بمستوى شهداء بدر" على اي حال من هؤلاء الشهداء شهداء الطف هو المرحوم عبد الله القفعمي اما قضية خروجه من البصرة، هو من الاعيان في البصرة ومن الشخصيات المهمة ومن ذوي البيوت، بيته مفتوح للناس، للضيوف، من ذوي النعمة.
القضية بهذه الصورة ان الحسين (عليه السلام) في بداية احساسه بالمسؤولية وبداية تصميمه على اتخاذ هذا القرار الصعب، الخيار المر فقرر الحسين من باب القاء الحجة، من باب استمزاج الشخصيات فراسل ما راسل ومنهم راسل اهل البصرة، اشراف البصرة دعاهم الى نصرته ولزوم طاعته لأن طاعة الحسين طاعة للامام علي ولرسول الله، قسم كان موقفهم السكوت فلم يجيبوا اصلاً لاسلباً ولا ايجاباً وقسماً اجابوا جواب وهن يعني اصبر ان وعد الله حق، لا يستخفنك الذين لايوقنون، اجوبة احد يتنصل او يبحث عن الدعة وحياة العافية ومن هذا الكلام وبعض الاشخاص اجابوا الحسين لكن نوادر مثل يزيد بن مسعود النهشلي هذا طلع ومعه جماعة ولكن فاتهم ولم يصلوا والخ وقسم من الذين رزقوا الشهادة ووصلوا في اللحظات الاخيرة هو عبد الله القفعمي واولاده الاربعة، ما هي قضيته هذا؟ هذا الرجل كان طاعناً في السن واصحاب الحسين يوم كربلاء كأصحاب النبي يوم بدر فيهم الشاب وفيهم المسن، هذا عبد الله القفعمي كان طاعناً في السن وعنده اولاد عديدين وعلى اي حال هو رئيس قبيلة وكان له نفوذ، من الذي حرضه؟ حرضته في الواقع امرأة من البصرة تسمى مارية، مارية القبطية مثلاً انتساباً او استناداً الى زوجة الرسول (صلى الله عليه وآله) هذه كانت من عيون الموالين لأهل البيت وهي كان بيتها بيت شرف، عائلتها عائلة شرف، زوجها واولادها راحوا يوم الجمل بين يدي الامام امير المؤمنين (سلام الله عليه) هذه كانت مستشعرة ان الحسين اتخذ هذا القرار، وعلى كل يدعو الناس ويكاتب الناس يريد نصرة هذا ذاك وطبعاً الحسين (سلام الله عليه) لم يكتب الى هذه المرأة مباشرة ولكن هي استطلعت هذا الواقع وكان هناك مجلس مجتمعين فيه الناس، اجتماع قبلي، فهي يمر عليها من يخرج من هذا الاجتماع فهي جالسة على باب بيتها تبكي حتى علا صراخها وبكاءها وهذا تحركها صار في وقت خروج الناس وفيهم هذا عبد الله القفعمي، الناس في ذلك اليوم اذا رأوا امرأة تبكي يسألون لماذا تبكين ومن آذاك فوثب الناس عليها بمن فيهم عبد الله القفعمي، من اغضبك؟ ما اغضبني احد ولا اعتدى علي احد ولكن انا امرأة يدي قصيرة لا ادري ما اصنع، ويلكم لقد سمعت ان الحسين يستنصركم وهو ابن بنت نبيكم، الحسين يريد ناصر ويستنصركم ولا تنصروه، هؤلاء كل اعطى مبرر واعذار، احدهم يقول ما عندي راحلة، احدهم يقول امي لا تقبل، احدهم يقول عندي اب ضجيع الفراش، لكن قسماً منهم اظهروا الفقر من جملة هؤلاء الذين كانوا حضاراً هذا عبد الله القفعمي، هذا عبد الله القفعمي اما بسبب هذه المرأة او ان هذه المرأة ايقظت عنده هذا الشعور، عنده عدة من الاولاد يقال: احد عشر ولداً وهؤلاء لما رأوا هذا الشعور عند عبد الله ابيهم صاروا يسألونه الى أين تريد؟
وهو مصر ويلح على اولاده اريد نصرة سيدي ومولاي الحسين ثم قال لهم: هذه امرأة عزلاء لكن اخذتها الحمية الغيرة على ابن بنت رسول الله وانتم جلوس، ما عذركم عند جده النبي يوم القيامة؟
بعد ذلك قال لأولاده: انا مصمم وانا طالع سبحان الله كتب التوفيق لأربعة فقط من هؤلاء الاحد عشر، الاربعة طلعوا والسبعة يقال في الروايات انهم من الندم بعد ذلك قطعوا اصابعهم وهو ودعهم وودع اهل البصرة وخرج وخطب اول ما اراد ان يخرج، ما عذركم؟
يقول لأهل البصرة، عند جد الحسين يوم القيامة وهو يستنصركم؟ فسافر ومعه اربعة من اولاده وجاءوا يجدون السير لا يدرون أين يذهبون ولكن وصلوا الى مفترق طريق سألوا، قالوا لهم ان الحسين (عليه السلام) قبل يومين عبر من هنا وذهب الى كربلاء، نتيجة هذا الموقف الغيور من عبد القفعمي، سبحان الله فهي ان الانسان يحصل على الثواب من سبب تحريك غيره اكثر مما يحصل على الثواب من عمله هو، هذه من باب الدلالة على الخير فأوجد حماس وتحرك وفي نفس الوقت القى الحجة على من تقاعس عن نصرة ابي عبد الله الحسين صلوات الله وسلامه عليه، قالوا له هذا مفترق الطريق، قالوا الحسين اول امس ذهب الى كربلاء فجد السير ووصل في الساعات الاخيرة من اليوم التاسع من المحرم وفرح فرحاً عالياً لأنه ظفر بنصرة الحسين (عليه السلام)، قلت هناك مجموعات خرجت بعد ذلك ولكن في الطريق وصلهم ان الفاجعة وقعت فرجعوا اما هذا الرجل وصل ووقف بين يدي ابي عبد الله الحسين وقدم اولاده الاربعة الواحد بعد الاخر وهو يقول قوموا الى نصرة ابي عبد الله حتى اشاهدكم والقى الله مظلوماً بدمائكم وبدمي فأستشهد اولاده الاربعة ثم بعد ذلك هاجم اعداء الحسين وجاهد الى ان سقط على الارض شهيداً صريعاً فجاءه الحسين (عليه السلام) وحيا فيه هذه الروح الشجاعة في الانفاس الاخيرة من حياته ووعده بأن له مكاناً في مصاف الشهداء والصالحين فكانت اخر ثانية من حياته ثانية سعادة وبشرى لما سمعه بنفسه من ابي عبد الله الحسين في عاقبته ومصيره يوم القيامة.
*******