من اخلاء اهل البيت ومن الصادقين الاجلاء والمجاهدين الخالدين هو زائر الحسين (عليه السلام) وطبعاً هو من التابعين هو المرحوم عطية العوفي وقد سبق وان وعدنا الاخوة والاخوات بأن اتحدث عنه.
عطية العوفي يشتبه البعض فيصفه بعطية الكوفي وطبعاً هو ايضاً من اهل الكوفة، من التابعين في الكوفة وله تاريخه الخاص وله ملفه الحافل بالخدمات، هذا الرجل من مشاهير التابعين الذين وظفوا كل طاقاتهم لخدمة اهل البيت (سلام الله عليهم)، البعض يشتبه ايضاً اشتباه آخر يصفه بأنه غلام لجابر الانصاري في حين هو ليس غلاماً وانما شخصية اسلامية مجاهدة وعالم من علماء الاسلام ومفسر للقرآن، احد اصحاب التفاسير الاول في صدر الاسلام هو عطية العوفي الكوفي التابعي وسأذكر ولو بشكل عابر.
التقى على صدر الفرات، اغتسل جابر الانصاري وهذا كان يغتسل ايضاً، هذا يذهب الى كربلاء وذلك ايضاً فألتقيا وهذه من النوادر انه في ذلك الوقت احداً يؤمن من طرف ويبوح له سره ويقول له اني اذهب لزيارة الحسين لأن زيارة الحسين كانت جريمة في ذلك اليوم في نظر الحاكمين الطغاة، ذكر اهل البيت جريمة، تقديم الطعام بأسم اهل البيت جريمة خصوصاً بأسم الحسين، يضوي شمعة لزائر الحسين يعتبر جريمة والخ، التقى عطية العوفي على ضفة الفرات بجابر الانصاري واغتسلا سوياً وكان جابر مكفوف البصر فأستعان بعطية فأخذ بيده وهداه الطريق.
طيب ماهو مبدأ عطية العوفي وما هو منتهاه؟ سبحان الله من هم زوار الحسين (عليه السلام)؟ هذا عطية العوفي من كبار التابعين، كبار العلماء، كبار رجالات الاسلام المشهورين في الكوفة، له سفرات مهمة لتحصيل العلم او نشر العلم او نشر فضائل اهل البيت وهذا هو لون من الوان الجهاد خصوصاً في ذلك اليوم.
ولد عطية سنة 35 هجرية ونشأ على ولاء اهل البيت ولما كبر وتعرف على حبر الامة عبد الله بن عباس، عبد الله بن عباس كان ضليعاً بالقرآن فقرأ عطية العوفي القرآن سبعين مرة على يد عبد الله بن عباس بعد ذلك عبد الله بن عباس له تفسير فهو اول مفسر للقرآن وطبعاً اخذ تفسيره من الامام امير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، عطية العوفي ايضاً مفسر للقرآن وله تفسير في خمسة مجلدات وهذا التفسير من التفاسير القديمة المهمة وكان عطية العوفي شديد الولاء لأهل البيت وصلب جداً في مودة اهل البيت وبعد زيارته للحسين (عليه السلام) بصحبة جابر الانصاري اصبح بعدها خطيباً يروي مصائب الحسين، منبري، مفسر، عالم وصار يصعد المنابر يروي ما فعله بنو امية بالحسين، كيف قتلوه؟ كيف قتلوا اولاده؟ اهل بيته؟ سبوا نساءه؟ فكان ذراعاً ناشطاً لأهل البيت فضاق الحجاج بن يوسف الثقفي منه ذرعاً فصار يطارده هنا وهناك ويعطي الجوائز لمن يقبض عليه فكان هذا الرجل يعيش في المدن بين مدة ومدة في مدينة هنا وهناك ولكنه استقر في مدينة شيراز واخذ ينشر هناك اخبار اهل البيت فكتب الحجاج الى واليه على شيراز بالقبض عليه وفعلاً اعتقل عطية العوفي والحجاج اعطى التعليمات لهذا الوالي وقال خيره بين امرين اما ان يصعد المنبر ويلعن علياً ويبرئ منه واما ان تضربه اربعمئة سوطاً، السياسة العامة كانت لبني امية قائمة بهذه الصورة، من القي القبض عليه يجب ان يسب علياً بن ابي طالب تحسباً منهم بالسب والسباب والشتم واللعن يحرفون مسار الحق ويبدلونه بالباطل ولكن هيهات، على اي حال صحيح نحن نسلم تسعين سنة الامام علي يشتم ويلعن بما فرضه معاوية من سنة والتزموا بها بني امية، وسنة متشددين عليها وهو لعن الامام علي ولكن لا ننسى ان هناك آية تقول «وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» أين قبر معاوية الان وأين قبر علي؟ كم من الناس في السنة يزورون قبر علي ومن يزور معاوية؟ ما قيل من الشعر في معاوية كم بيت؟ وما قيل في علي من ملايين القصائد؟
ارصف بباب علي ايها الذهب
واخطف بأبصار من سروا ومن غضبوا
شاعر اموي يقف على قبر معاوية يقول له اين انت تعال تسعين سنة تلعن علياً، يعني هو اربعين سنة وبعده بقي وراثه، يقول له أين علياً الان انظر:
هذا ضريحك لو نظرت لبؤسه
لأسال مدمعك المصير الاسود
قم وارمق النجف الشريف بنظرة
يرتد طرفك وهو باك ارمد
تلك العظام اعز ربك قدرها
فتكاد لو لا خوف ربك لتعبد
الحجاج كتب للوالي يقول لعطية العوفي اما تلعن علياً واما تضربه اربعمئة سوطاً فأمتنع عطية وقال والله لألف سوط اهون علي من ان اسب علياً فأمر الجلاد ضربوه بالسياط، اغمي عليه فظنوا انه مات فألقوه في مزبلة لكن في الليل مرت امرأة سمعت انيناً فجاءت اليه وحملته خفية الى بيتها حتى برئ من اصاباته وبقي مختفياً ثم ظهر بعدها في مدينة اخرى وكان ايضاً يرتقي المنابر ويروي فضائل اهل البيت، طبعاً هو سمع هذا الحديث من جابر عن رسول الله ان النبي قال لجابر: "يا جابر احب آل بيتي واحب محبي آل رسول الله فأن زلت له قدم فقد ثبتت له اخرى وابغض مبغضي آل محمد وان كان يدعي الصلاة والصيام"، طبعاً معاوية الذي لعن امير المؤمنين اربعين سنة ايضاً كان يصلي، يزيد الذي قتل الحسين ايضاً كان يصلي، صلا وصاما لأمر كان يطلبه لما انقضى الامر لاصلا ولا صاما، هذا الحديث سمعه جابر ومباشرة من رسول الله وليس عن فلان وعن فلان فأثر في نفسه فجند نفسه في الاواخر لنشر فضائل اهل البيت وتعليم الناس على محبة اهل البيت ثم ازداد صلابة بعدما ضربوه بالسياط وبعد ما مات ولكن انجاه الله فكان يدور في المدن ويقول جعلت شكري لله بنجاتي مما اصابني ان اروي فضائل اهل البيت وظلامة اهل البيت واروي ماهية وفضائح اعداء اهل البيت، ماهيتهم، اعمالهم فكان مستمراً على ذلك الى وصلت الانباء بأنه توفي (رضوان الله عليه) بمرض عضال وكان وهو في فراش المرض يدخل عليه عواده فيسألون نحب ان نسمع منك آخر كلام فكان يروي لهم مشاهداته، معاناته وما سمع وما قال وما صب عليه في قضية اهل البيت وبطبيعة الحال هو استطاع بهذا ان ينشأ جيلاً وان يثقف جيلاً وهذه ايضاً من الحسنات التي لا تنسى، نحن الان كأناس مسلمين ندين الله بخط اهل البيت من الحقوق المفروضة علينا ان احدنا يومياً ينصر اهل البيت ولو بكلمة واحدة، يعلم اولاده، يعلم صحبه، في الشارع، في السيارة، في الطائرة، في الساحة، في الدكان هذا حق من حقوق الله في اعناقنا ان ننشر مظلومية اهل البيت وفضائل اهل البيت وان نفضح خصوم اهل البيت.
*******