ومنذ آخر مرة وقف فيها الإسبان على منصات التتويج في 2012 بقيادة الجيل الذهبي في تاريخ الكرة الإسبانية، ابتعد المنتخب الإسباني عن مشهد البطولة منذ تلك اللحظة باحثاً عن استعادة هويته مع الجيل الجديد الحالي تحت قيادة فنية لمدرب يتحسس خطواته الأولى في المستوى الكبير، لويس دي لا فوينتي، في المحاولة الثانية لإسبانيا في دوري الأمم، بعد ضياع حلم التتويج الأول العام الماضي على يد فرنسا.
ويعد منتخب إسبانيا هو الوحيد بين منافسيه الذي تأهل مرتين لنهائي البطولة التي تشهد نسختها الثالثة، حيث كانت الأولى في النسخة الماضية قبل عامين أمام فرنسا، رغم التقدم أولاً في النتيجة في الدقيقة 64 عن طريق ميكيل أويارزابال، إلا أن رجال المدرب ديدييه ديشامب ردوا بهدفين حملا توقيع النجمين كريم بنزيما وكيليان مبابي.
وأسهم الرحيل المفاجئ للويس إنريكي عقب الوداع "الحزين" لإسبانيا لمونديال 2022 بقطر من ثمن النهائي على يد المغرب، في الرهان على قدرات لويس دي لا فوينتي في إعادة إسبانيا لمكانتها الطبيعية سواء على المستويين القاري أو الدولي.
وكان بروفيل صاحب الـ61 عاماً هو الأنسب في هذه المرحلة من "تغيير الجلد" التي يمر بها بطل العالم في 2010 بجنوب أفريقيا، لا سيما أنه يعلم ببواطن الأمور جيداً لسابق عمله مع منتخبات الفئات العمرية المختلفة في إسبانيا.
لكن بداية دي لا فوينتي مع إسبانيا لم تكن بالمتوقعة رغم الانتصار الكبير على النرويج بثلاثية نظيفة في بداية مشوار التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية (يورو 2024)، قبل أن يسقط للمرة الأولى بثنائية نظيفة خارج الديار على يد إسكتلندا.
وأجبرت هذه البداية "غير المطمئنة" دي لا فوينتي على العودة في الاعتماد على "الحرس القديم" الذين عاصروا الجيل الذهبي الذي توج بلقب مونديال 2010، ثم اليورو بعدها بعامين، وما زالت مسيرتهم مستمرة في الملاعب أمثال خيسوس نافاس (37 عاماً)، وجوردي ألبا (34 عاماً)، وبالإضافة لسيرخيو كاناليس (32 عاماً) وناتشو فرنانديز (33 عاماً).
ولعل هذا الأمر كان واضحاً في مباراة إيطاليا الخميس الماضي التي حسمها الإسبان في الوقت القاتل بهدفين لواحد، حيث كان نافاس في الجهة اليمنى، وألبا في اليسار، بينما استمر دي لا فوينتي في اعتماده على الثنائي صاحب الأصول الفرنسية أيمريك لابورتي وروبين لو نورمان.
بينما كان الرهان في الجانب الهجومي على المهاجم الشاب ألبارو موراتا، ومن خلفه الثلاثي رودريغو مورينو وغافي ويريمي بينو. ورغم أن البطولة ما زالت تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الأهمية بعد كأس العالم واليورو، إلا أنها تبقى في النهاية بطولة من الممكن البناء عليها لما هو قادم.
وبنفس هذا المفهوم، يخوض منتخب كرواتيا المباراة، لا سيما أنها مباراة التتويج الأولى لوصيف بطل العالم في 2018 في البطولة، ومن الممكن أن تمثل فصل النهاية لعدد من اللاعبين الكبار، على رأسهم القائد لوكا مودريتش، في حالة عدم التفكير في الاستمرار بالمسيرة الدولية حتى لقب اليورو القادم صيف العام المقبل.
ويدخل المنتخب البلقاني المباراة بأسلحة مكتملة، وبالاعتماد على خط الوسط الذي يمثل القوة الضاربة بوجود مودريتش مع مارسيلو بروزوفيتش وماتيو كوفاسيتش، بالإضافة إلى "حركية" النجم إيفان بيريتشيتش في الجانب الأيسر.
كما أن كرواتيا تمتلك قوة هجومية كبيرة بحضور مهاجم هوفنهايم الألماني، أندريه كراماريتش، ومعه الثنائي الخطير ماريو باشاليتش ولوكا إيفانوزيتش، فضلاً عن مهاجم دينامو زغرب، برونو بيتكوفيتش، الذي كان له دور كبير في الانتصار الكبير على هولندا في نصف النهائي يوم الأربعاء الماضي، منذ نزوله بديلاً.
التشكيلة المتوقعة لمنتخبي إسبانيا وكرواتيا
كرواتيا: دومينيك ليفاكوفيتش ويوسيب يورانوفيتش ويوسيب سوتالو ودوماجوي فيدا وإيفان بيريتشيتش ومارسيلو بروزوفيتش وماتيو كوفاسيتش ولوكا مودريتش وماريو باشاليتش وأندريه كراماريتش ولوكا إيفانوزيتش.
إسبانيا: أوناي سيمون وداني كارفاخال وروبين لو نورمان وأيمريك لابورتي وجوردي ألبا ورودري وميكيل ميرينو وغافي وماركو أسينسيو وداني أولمو، وألفارو موراتا.